قصف روسي في العاصمة الأوكرانية ومناطق أخرى قبيل عقد بوتين مجلسا للأمن للرد على تفجير جسر القرم
قصفت سلسلة من الانفجارات مدنا عديدة في أنحاء أوكرانيا على نحو متزامن صباح اليوم الاثنين 10 أكتوبر 2022، مخلفة قتلى وجرحى، ليعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن هذه الهجمات الصاروخية جاءت ردا على تفجير جسر القرم، الذي اتهم أجهزة الاستخبارات الأوكرانية بتدبيره.
من جهته، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه “في اليوم الـ299 للحرب يحاولون (الروس) تدميرنا ومسح وجودنا عن وجه الأرض”، مؤكدا سقوط قتلى وجرحى جراء “انفجارات في كل أوكرانيا”.
وذكر زيلينسكي أن الأهداف اختيرت بعناية “لإحداث أكبر قدر من التدمير”، موضحا أن الضربات الروسية استهدفت البنية التحتية للطاقة والمدنيين، ولذلك فقد دعا الأوكرانيين إلى البقاء في الملاجئ اليوم.
وتابع الرئيس الأوكراني -في مقطع مصور- قائلا “نتعامل مع إرهابيين استخدموا عشرات الصواريخ ومسيّرات شاهد الإيرانية”.
أما رئيس الأركان الأوكراني الجنرال فاليري زالوجني فقد صرح بأن 75 صاروخا أطلقت باتجاه مختلف مناطق أوكرانيا، وأن قواته أسقطت 41 منها.
وذكر المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية أن الجيش الروسي استخدم في قصفه اليوم صواريخ كاليبر وإسكندر وتورنادو.
وقال متحدث باسم خدمة الطوارئ الأوكرانية في تصريحات صحفية إن قتلى وجرحى سقطوا من جراء القصف على كييف.
وذكر المتحدث: “لقد تأكدت التفاصيل”.
وأظهرت مقاطع فيديو نشرتها وكالة “رويترز” جثة واحدة على الأقل ملقاة في وسط شارع تعرض للقصف في كييف، بينما كان رجال الإطفاء يحاولون إخماد الحرائق في الجوار.
وطال القصف أيضا شارع فلاديميرسكي غير بعيد عن مكتب الرئيس فولوديمير زيلينسكي، بحسب ما قال مسؤول أوكراني.
ولم يقتصر القصف الروسي على العاصمة كييف بل طال مدنا أخرى في البلاد، بحسب الرئاسة الأوكرانية.
وقال زيلينسكي: “سقوط قتلى وجرحى في قصف طال مدنا أوكرانية عدة”.
ونقلت “سبوتنيك” الروسية عن وسائل إعلام أوكرانية حدوث “انفجارات في دنيبروبيتروفسك، وسط أوكرانيا، وجيتومير وتيرنوبل وخميلنيتسكي ولفيف”، غربي البلاد.
وكانت تقارير تحدثت عن دوي عدة انفجارات في وقت سابق الاثنين في وسط العاصمة الأوكرانية، مستهدفة مبان تصاعدت منها أعمدة الدخان.
وقال رئيس بلدية كييف، فيتالي كليتشكو، إن عدة انفجارات وقعت في مركز المدينة صباح اليوم، وفق وكالة “رويترز”.
ورصدت مقاطع فيديو تصاعد أعمدة الدخان من مبان في وسط المدينة.
وذكرت وكالة “فرانس برس” أن ثلاث انفجارات قوية، على الأقل، سمعت في كييف.
وأضافت أن دوي صفارات الإنذار سمع في المدينة قبل وقوع الانفجارات.
وفي وقت لاحق تحدثت الوكالة عن سماع دوي انفجارين جديدين في كييف.
وظلت كييف في حالة من الهدوء النسبي منذ انسحاب القوات الروسية من محيطها في مارس الماضي، بخلاف مناطق أخرى من البلاد التي تواجه فيها القوات الأوكرانية القوات الروسية.
وتأتي هذه الانفجارات التي لم تعرف طبيعتها حتى الآن، قبيل اجتماع مرتقب لمجلس الأمن القومي الروسي، برئاسة الرئيس فلاديمير بوتين، لبحث الرد على التفجير الذي ضرب السبت جسر كيرتش الرابط بين البر الروسي وشبه جزيرة القرم.
وسيضم الاجتماع الوزراء الرئيسيين ومسؤولين سياسيين وممثلين عن أجهزة الأمن والجيش.
وكان الرئيس الروسي اتهم، مساء الأحد، أجهزة الاستخبارات الأوكرانية بالوقوف وراء الانفجار الكبير الذي ألحق اضرارا بالجسر، واصفا ما حدث بأنه “عمل إرهابي” ضد منشأة رئيسية في البنى التحتية.
وتوقع محللون في وقت سابق أن ينتقل بوتين من مرحلة الوعود إلى التنفيذ، خاصة بعدما حذر مرارا من المس بأي أراض روسية.
تطورات ميدانية
كانت الاستخبارات البريطانية قالت اليوم الاثنين إن القوات الروسية تقدمت خلال الأسبوع الماضي لمسافة تصل إلى كيلومترين نحو باخموت في وسط منطقة دونباس.
وأضافت أن روسيا تعطي أولوية عالية لعملياتها الهجومية الخاصة في قطاع دونباس المركزي خاصة بالقرب من مدينة باخموت.
وفي خطاب عبر الاتصال المرئي السبت، قال زيلينسكي إن القوات الأوكرانية تخوض قتالا عنيفا للغاية بالقرب من باخموت.
وتقع باخموت على طريق رئيسي يؤدي إلى مدينتي سلوفينسك وكراماتورسك.
والمدينتان ضمن منطقة دونباس الصناعية التي لم تسيطر عليها روسيا بالكامل بعد.
الناس/وكالات