لكي تنجح كن كَمُولر!
عاطف أحمد
لكي تكون ناجحا في الحياة يجب أن تلعب كمولر. لا يجب أن تنتمي لمكان واضح المعالم حتى يحدده أعداؤك، حتى لا تقصف جبهتك، ويعرف محور تحركك وخطتك..
لذلك يجب أن تعيش في الحياة كمُولر، حيث لا يعرف دورك في اللعب، لكل من هب ودب؛ فلعِبك كمولر سيخول لك استغلال الفرص، لأنك لن تكون مراقبا، وستجد نفسك حرا أمام مرمى الحياة..
هذا سيمكنك من تسجيل الأهداف ببرود، وبدون ضغط، لأنك لن تكون محاصرا، ولن يتعمد أحد أن يعرقلك، أو يشوش عليك. لأن كل خصومك المحتملين سينشغلون بغيرك، لهذا ستدوم سنوات حظك، وستستمر كمولر لتصبح أقدم عامل في شركتك، أو أستاذ في مدرستك؛ ستكون كمولر دائم العطاء، وبعيدا عن الصراعات؛ فحياد مولر في اللعب، ضامن للنجاح. فمولر لاعب يلعب ليربح، ولا يلعب لكي يخسر، أو ليتعادل.. لا يعتمد على المهارة بمهارة، بل بالفطنة والهدوء، فهو ليس متسرعا، بل هو سريع على حسب مباراته. هو لا يبطئ الخطى نحو هدفه، حتى يكون له دور في هجمات الحياة؛ ستجده يدافع عندما يتلقى الهجمات، ويهاجم عندما تحين الفرص. فهو لا يفشل، لأن دوره أن ينجح بأقل مجهود ممكن، وإن فشل، ففشله نجاح مؤجل؛ لأنه يضمن البقاء. فالأهم في الطبيعة هو البقاء.
لهذا فهو لا يتحمل تبعات الهزيمة، لأنه يخلق الفرق في حياته عبر اللعب بكل السبل الخفية عن الفهم الواضح، لذلك فهو لاعب النرد الذي سينجح دائما، لأنه يملك حظه، في قلب الطاولة، عبر نجاح استمراره في اللعب على مر العقود.
لهذا سيكون في المجمل أنجح من كل الأساطير التي رافقته، أو لعبت ضده، لأنه نجح في فعل ما عانت من أجله، وتكسرت عظامها في سبيله. لأنه حقق الكثير من أحلامها بأقل مجهود ممكن، ولأطول مدة ممكنة.
لذلك قد لا نسمي مولر بالأسطورة أو اللاعب الخارق، كميسي، أو الظاهرة رونالدو، أو ماردونا، لكن مولر هو مفهوم فريد في اللعب، يجب أن يسمى نظرية مولر، أي هو مفهوم فكري وفلسفي عميق جدا، في التفوق بدون أن تكون الأحسن أو الأفضل، بل أن تكون كائنا يستطيع أن يحقق الإنجازات بأفضل السبل، وأقلها عناء، بالبرود والعمل الدائم، مع شرب بيرة (جعة) ألمانية والتدرب على كبح جماح الخصوم ببرود شديد، وبأقل مجهود ممكن. كن مولر تسلم وتنجح… !