لم تتدخل عسكريا بعد.. إيكواس تعقد قمة جديدة حول انقلاب النيجر والاتحاد الأوروبي يعرض الوساطة

0

أعلنت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) أنها ستعقد قمة استثنائية جديدة يوم الخميس لبحث الخطوات التالية في التعامل مع الانقلاب في النيجر، وفي حين عرض الاتحاد الأوروبي وساطة لإنهاء الأزمة، قالت واشنطن إنها مستعدة لاستئناف مساعداتها لنيامي إذا تنحى العسكريون عن السلطة.

وقال متحدث باسم “إيكواس” إن القمة الثانية من نوعها خلال أقل من أسبوعين ستعقد في العاصمة النيجيرية أبوجا برئاسة الرئيس النيجيري بولا تينوبو الذي ترأس بلاده حاليا المنظمة الإقليمية.

وفي القمة السابقة التي عقدت في 30 يوليوز بأبوجا أيضا، أمهلت المجموعة الأفريقية -التي تضم 15 دولة- الانقلابيين أسبوعا لإعادة الرئيس المعزول محمد بازوم إلى منصبه، وفرضت عقوبات على النظام الجديد في نيامي.

بيد أن المهلة انتهت أمس الأحد دون أن تكون هناك أي مؤشرات على تدخل عسكري وشيك من قبل “إيكواس” لوضع حد للانقلاب بالنيجر، وهو السابع الذي تشهده المنطقة خلال 3 سنوات.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر قريب من المنظمة قوله إن التدخل العسكري لن يتم الآن، مشيرا إلى أنه رغم رفض الانقلابيين مطالب إيكواس، يبدو أن الحوار ما زال مطروحا، وقد تشارك فيه الولايات المتحدة.

وأبدت دول أعضاء في المجموعة -بينها نيجيريا والسنغال- استعدادها لإرسال قوات إلى النيجر، لكن اثنتين من الدول الأعضاء، هما مالي وبوركينا فاسو اللتين يقودهما عسكريون، أعلنتا رفضهما خيار القوة وقررتا إرسال وفد مشترك إلى نيامي للتعبير عن تضامنهما مع الحكام الجدد في النيجر.

كما أن دولا جارة للنيجر من خارج إيكواس -في مقدمتها الجزائر- أعلنت رفضها التهديد بالتدخل العسكري.

وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية نقلت عن مسؤول رفيع من إحدى دول إيكواس أن جيوش المنطقة بحاجة إلى مزيد من الوقت للاستعداد وتعزيز قوة الوحدات العسكرية قبل دخول النيجر، مؤكدا أن هذا العمل العسكري يعتمد على التحضير الجيد.

وأكد المسؤول الرفيع أن المجموعة ستواصل الضغط على المجلس العسكري في نيامي بالعقوبات الاقتصادية والمالية، وستسعى للحصول على دعم للحظر التجاري من هيئات أخرى، مثل الاتحاد الأفريقي.

وفي السياق، أعلن رئيس ساحل العاج الحسن واتارا مساندة بلاده جميع المبادرات التي تتخذها المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا لاستعادة النظام الدستوري في النيجر.

في المقابل، ومع انتهاء مهلة مجموعة إيكواس مساء أمس، تحدى قادة الانقلاب في النيجر تهديد المجموعة، وبدوا مصممين على عدم التراجع.

فقد أعلن الناطق العسكري لما يسمى المجلس الوطني لحماية الوطن في النيجر آمادو عبد الرحمن إغلاق المجال الجوي للبلاد حتى إشعار آخر، مشيرا إلى تهديد المجموعة الأفريقية بتدخل عسكري.

وحذر عبد الرحمن من عواقب ما وصفها بأي مغامرة عسكرية أو تدخل من منظمة إيكواس في شؤون بلاده، وقال إن دولة أجنبية عظمى تعد لمهاجمة النيجر، ولم يتضح ما إذا كان الناطق العسكري يلمح لفرنسا التي تنشر نحو 1500 جندي في قاعدة بنيامي.

كما قال المجلس الوطني لحماية الوطن -الذي يقوده الجنرال عمر عبد الرحمن تياني– إن التحضير للحرب بدأ فعلا في دولتين بوسط القارة.

وكان، وأكدوا أنهم لن يتراجعوا عن قراراتهم، وسيعملون على “تحقيق مطالب الشعب”.

كما أعلن أحد أعضاء المجلس العسكري الحاكم عبر التلفزيون الوطني أن القوات المسلحة في النيجر مستعدة للدفاع عن وحدة أراضي البلاد.

وساطة أوروبية واتصالات أميركية

في السياق، قال متحدث باسم الاتحاد الأوروبي اليوم الاثنين إنه لا يزال يعتقد أن هناك مجالا للوساطة في النيجر قبل القمة الاستثنائية المقبلة لمجموعة إيكواس.

وكان الاتحاد الأوروبي أعلن قبل ذلك وقف دعمه المالي والتعاون الأمني مع النيجر.

وفي واشنطن، قالت الخارجية الأميركية اليوم إن هناك اتصالا مباشرا مع قادة الجيش في النيجر لحثهم على التنحي عن السلطة.

وأضافت الوزارة أن مسؤولين أميركيين اتصلوا اليوم بالرئيس محمد بازوم، وتابعت أن واشنطن مستمرة في اتصالاتها لاستعادة النظام الدستوري في النيجر.

وأوضحت الخارجية الأميركية أنه تقرر تعليق مساعدات أمنية وإنمائية للنيجر بقيمة 100 مليون دولار، وقالت إنه إذا تنحى قادة المجلس العسكري وأعادوا النظام الدستوري فستستأنف واشنطن مساعداتها لنيامي.

وفي السياق، نقل موقع “بوليتيكو” عن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية أن سلطات نيامي لم تطلب مغادرة القوات الأميركية المتمركزة في النيجر.

وفي باريس، أكدت وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا مجددا اليوم الاثنين أن بلادها تدعم بشكل كبير جهود إيكواس بشأن استعادة النظام الدستوري في النيجر.

وكانت فرنسا أجْلَت أغلب مواطنيها من النيجر، لكن عملية الإجلاء لم تشمل قواتها المتمركزة في قاعدة بنيامي.

وبالتزامن، أعلنت الخطوط الجوية الفرنسية تعليق رحلاتها إلى كل من مالي وبوركينا فاسو حتى يوم الجمعة المقبل، ووقف جميع مساعداتها لواغادوغو حتى إشعار آخر، وذلك ردا على إعلان البلدين دعمهما لقادة الانقلاب في النيجر.

ومع انتهاء مهلة التدخل العسكري مساء أمس، دعا وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا إلى تمديد المهلة الممنوحة لقادة الانقلاب.

بدورها، قالت الخارجية الألمانية إن فرض عقوبات على النيجر يظل خيارا مطروحا ردا على الانقلاب.

وفي نيويورك، قال فرحان حق، نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، إن المنظمة الدولية تراقب الوضع وتدرك جيدا أن مهلة مجموعة إيكواس لقادة الانقلاب بتسليم السلطة قد انتهت، مضيفا أن الأمم المتحدة ستنسق مع إيكواس والاتحاد الأفريقي.

الناس/وكالات

 

 

 

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

أترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.