مباشرة بعد مؤتمر الجزائر حول ليبيا.. بوريطة يستقبل عقيلة صالح ويقطر الشمع على النظام الجزائري
فيما يعتبر ردا واضحا على محاولات الجزائر الظهور بمظهر المؤثر في مسار التسوية السلمية للمللف الليبي، حيث ما فتئت تلم مؤتمرات واجتماعات من حين لآخر، وآخرها اجتماع دول الجوار، تحركت الدبلوماسية المغربية بسرعة واستقبلت شخصية بارزة ومؤثرة في الشأن الليبي، هو عقيلة صالح رئيس البرلمان الليبي، وخلال استقباله له وجه وزير الخارجية المغربي رسالة مبطنة إلى النظام الجزائري بـأن “المؤتمرات لن تحل” مشكلة ليبيا.
وأكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، السيد ناصر بوريطة، يوم أمس الخميس بالرباط، أن احترام مواعيد إجراء الانتخابات الليبية التي اتفق حولها الليبيون والمجتمع المدني “أمر ضروري وأساسي لإعادة الاستقرار إلى ليبيا”.
وأضاف بوريطة في تصريح صحفي عقب مباحثاته مع عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب الليبي، أن “ليبيا تجتاز مرحلة حاسمة في مسارها السياسي، وأن أفق تنظيم الانتخابات في 23 دجنبر المقبل هو الأفق الوحيد لتسوية الملف الليبي”، مشيرا إلى أن تسوية الأزمة لن تتم عن طريق المؤتمرات أو التدخلات الخارجية، وإنما من قبل الليبيين أنفسهم عن طريق الممارسة الديمقراطية وتنظيم الاستحقاقات الانتخابية في موعدها المحدد سلفا”، وفق ما نقلت وكالة المغرب العربي للأنباء.
وقال إن “الليبيين تعبوا من حالة الجمود والتفرقة. فقد آن الأوان للحسم في مسألة الشرعية في ليبيا من خلال تنظيم الانتخابات في آجالها المحددة سلفا وتفادي أي تعقيدات إضافية”، مشددا على ضرورة انخراط كل المؤسسات الليبية وتحمل مسؤولياتها في التحضير لهذه الاستحقاقات وإنجاحها،م سجلا أن مجلس النواب الليبي يعد فاعلا رئيسيا في هذا المسار، بالنظر لدوره التشريعي والاختصاصات التي منحه إياها الإعلان الدستوري والاتفاقات التي تمت بين الفرقاء الليبيين.
من جهته، أكد رئيس مجلس النواب الليبي أن تسوية الأزمة الليبية لن تتم إلا من خلال تنظيم الانتخابات في موعدها وانتخاب رئيس للبلاد يعمل على تحقيق المصالحة وتوحيد المؤسسات الليبية، وأكد عقيلة صالح أن مجلس النواب “قام بما يتوجب عليه القيام به من أجل التحضير لهذه الاستحقاقات، من خلال إعداد قوانين مؤطرة لانتخابات مجلس النواب ورئيس الدولة لا تقصي أي طرف من الأطراف”، مبرزا أن كل الأسس الدستورية والقانونية مهيأة لإنجاح هذه الانتخابات.
وشدد في هذا السياق، على أهمية دعم المجتمع الدولي والبلدان العربية الشقيقة لليبيا من أجل تنظيم هذه الانتخابات، لأن “مخرج الأزمة الليبية وتوحيد المؤسسات وتحقيق المصالحة الوطنية لن يتحقق إلا من خلال انتخاب رئيس لكل الليبيين عبر صناديق الاقتراع في الآجال المحددة سلفا”، وخلص عقيلة إلى أن عدم تنظيم الانتخابات في موعدها من شأنه تأزيم الأوضاع في ليبيا وإحداث مزيد من الانقسام بين مختلف الفرقاء.
وكانت الجزائر قد دعت قبل أيام قليلة إلى اجتماع لما يسمى دول الجوار الليبي، لبحث الأوضاع ومسار التسوية في ليبيا، وعلى هامش هذا المؤتمر استقبل الرئيس الجزائري الوفود المشاركة في اللقاء.
وبالعودة إلى تاريخ مسار المفاوضات، بين الليبيين، خاصة تلك التي احتضنتها المملكة المغربية، برعاية الأمم المتحدة، وتوجت باتفاق الصخيرات في 17 ديسمبر 2015، وهو الاتفاق الذي أصبح مرجعية الفرقاء السياسية الجوهرية للتوصل إلى حل، عملت الجزائر على تنظيم لقاءات موازية، كانت تجمع فيها أطيافا من المجتمع المدني ومن ممثلي القبائل، وهي الاجتماعات التي رأى فيها الكثير من المراقبين، إنما هي محاولات فاشلة للتأثير على مسار التفاوض التي تحتضنه المملكة المغربية، والتي يتفق جميع الفرقاء على مصداقيته وأهليته في أن يكون وسيطا بين الإخوة المتصارعين في ليبيا.
إدريس بادا