مشاهد مرعبة.. فيديوهات توثق لفيضانات وسيول عاتية في دبي وعُمان

0

هرعت عائلات إلى الفرار من دبي بالإمارات العربية المتحدة، مساء الثلاثاء 16 أبريل، مع استمرار اجتياح السيول للمدينة، وتحولها إلى فيضانات واسعة النطاق وجارفة كل ما اعترض طريقها.

وأظهرت مقاطع مصورة من داخل مطار دبي الدولي الذي كان البارحة أكثر مطارات العالم ازدحاما؛ فقد كان الركاب نائمين على الأرض ينتظرون رحلات جوية متجهة خارج البلاد، بعد أن توقفت عشرات الرحلات عن الطيران بعد هطول أمطار غزيرة.

وبحسب صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، أشارت بعض التقارير إلى اكتظاظ مئات المسافرين داخل المطار بينما كانوا يتطلعون للهروب من الوضع الذي أحدثته الفيضانات.

وأظهرت السيول مشاهد مروعة بعد هطول أكثر من 4.7 بوصة من الأمطار قبل الساعة 4 مساءً، يوم أمس الثلاثاء 16 أبريل، وهو ما يشكل المتوسط السنوي على البلاد.

وشوهدت الطرق المحيطة بمطار دبي مغمورة بالمياه، حيث طفت بعض سيارات الأثرياء في الطرق العامة.

وقال شهود عيان في المطار، إنه لم تكن هناك مقاعد فارغة في منطقة الانتظار، حيث كان المسافرون ينتظرون ليلة طويلة للعودة لبلادهم.

وقال مطار دبي الدولي، في بيان له اليوم الأربعاء 17 ابريل الجاري، إنه تم إلغاء 17 رحلة طيران داخلية وخارجية خلال الصباح، وتم تحويل ثلاث رحلات، وتعليق العمليات في وقت لاحق لمدة 25 دقيقة يوم الثلاثاء بسبب عاصفة شديدة. فيما أظهر مقطع فيديو صادم عدة طائرات، وهي تحاول السير من خلال مياه السيول في مطار دبي الدولي، حيث بدت الطائرات الضخمة وكأنها تطفو فوق الماء في لقطات انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي.

واجتاحت برك المياه العميقة الشوارع التي تصطف على جانبيها المركبات الفاخرة التي شوهدت تطفو بعد أن سارع سائقوها للهرب.

كما غرقت مئات المباني والمحلات التجارية على مدار اليوم، حيث اصطدمت كتل كبيرة من المياه النوافذ.

ويأتي ذلك فيما توقع المركز الوطني للأرصاد الجوية في الإمارات، استمرار الظروف الجوية غير المستقرة في المنطقة حتى اليوم الأربعاء.

وطلبت مطارات دبي من المسافرين، اليوم الأربعاء، عدم التوجه إليها إلا في حالات الضرورة القصوى، بسبب الظروف الجوية غير المسبوقة التي تشهدها البلاد.

فيضانات تاريخية!!

قد يصح الوصف بالفيضانات والسيول التي شهدتها سلطنة عمان فضلا عن الإمارات خلال الساعات الماضية بالتاريخية. إذ لم تشهد المنطقة مثيلا لها منذ ما يقارب 75 سنة.

فقد وثقت مقاطع مصورة انتشرت على مواقع التواصل حجم السيول التي حولت الطرقات في عُمان إلى بحار، فيما غطت سحب سوداء السلطنة، فضلا عن إمارتي دبي وأبوظبي وغيرهما، محولة نهارها ليلاً.

ففي دبي توقفت كافة الخدمات أمس من توصيل الطعام إلى الطيران، قبل أن تستأنف حركة الملاحة لاحقا.

وبدت الشوارع المزدحمة عادة، شبه خالية من المركبات، بعد تحذيرات وجّهتها السلطات بعدم الخروج من المنزل “إلا في حالات الضرورة القصوى”.

وتعطّلت بعض المصاعد في أبراج مرتفعة بسبب الأمطار، فيما أضاءت ضربات البرق المتتالية الأبنية الشاهقة.

كما تم تفعيل نظام الدراسة والعمل من بُعد في معظم أنحاء البلاد، أمس، لتعلن السلطات لاحقا تمديد القرار حتى اليوم الأربعاء.

واجتحت سيول جارفة سلطنة عُمان وأدت على وفاة 16 شخصا بينهم أطفال فيما تشهد السلطنة منذ يوم الأحد الماضي عواصف رعدية مصحوبة بأمطار غزيرة ورياح عاتية تسببت بسيول في مناطق عدة في الشمال والشرق، توقع الخبراء ان تباع ذروتها الثلاثاء.

وأودت الفيضانات التي ضربت عمان بحياة عشرات العُمانيين وتأكد لحد الساعة وفاة 16 شخصًا، بينهم أطفال جرفت السيول مركبتهم المدرسية لتتركهم جثثهم هامدة وطافية على سطح السيول، في محافظة شمال الشرقية الواقعة في شرق البلاد على بُعد حوالي 150 كلم من العاصمة مسقط.

وانتشرت صور لعمانيين يقفون وسط المياه ويحملون صغارهم وأخرى تظهر سيارات غارقة بالطين والوحل بسبب الفياضات.

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو مروعة للسيول الجارفة التي اجتاحت سلطنة عمان، والتي تظهر إزاحتها للسيارات والأشجار وكل ما يقف في طريقها.

تحذيرات متواصلة!!

وفيما يتوقع أن تستمر العاصفة اليوم مع انحسارها تدريجيا بأوقات لاحقة، دعت السلطات الإماراتية والعمانية إلى الابتعاد عن مناطق جريان الأودية وتجمعات المياه، وتفادي الخروج إلا للضرورة.

بينما أكّدت خبيرة المناخ فريدريكه أوتو، المتخصصة، في تحليل دور تغير المناخ في بعض الظواهر الجوية القصوى، لفرانس برس أنه “من المحتمل جدًا أن تكون الأمطار المدمرة في عُمان ودبي قد أصبحت أكثر غزارة، بسبب تغير المناخ الذي يسببه الإنسان”.

يذكر أنه سبق أن حذّرت السلطات الإماراتية والعُمانية من أن التغيّر المناخي قد يؤدي إلى مزيد من الفيضانات.

كذلك نبهت الأمم المتحدة في تقارير عدة من خطر التغير المناخي على العديد من دول الشرق الأوسط وإفريقيا، متوقعة ارتفاعات في درجات الحرارة بالمستقبل، فضلا عن زيادة حدة وتكرار الفيضانات، وارتفاع منسوب البحار.

الناس/الرباط

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

أترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.