مقتل العشرات في قمع احتجاجات عارمة مناهضة للحكومة في كازاخستان

0

قالت قوات الأمن في كازاخستان إنها قتلت العشرات ممن وصفتهم بمثيري الشغب المناهضين للحكومة في عملية لاستعادة النظام في مدينة ألماتي الرئيسية.

وقالت متحدثة باسم الشرطة إنهم تحركوا بعد أن حاول المتظاهرون السيطرة على مراكز الشرطة في المدينة.

وكان ثمانية من عناصر القوات الأمنية قتلوا في وقت سابق في الاضطرابات التي اندلعت بسبب مضاعفة تكلفة غاز البترول المسال.

وقررت روسيا إرسال قوات تلبية لطلب رئيس كازاخستان قاسم توكاييف.

وتقول إن هذه القوات ستنشر للمساعدة في “استقرار” كازاخستان، البلد العضو في منظمة معاهدة الأمن الجماعي التي تمثل تحالفا عسكريا يضم دول سوفيتية سابقة هي روسيا، وأرمينيا، وكازاخستان، وقيرغيزستان، وطاجيكستان، وأوزبكستان.

واندلعت الاحتجاجات في البداية بسبب ارتفاع أسعار الوقود، لكنها اتسعت لتشمل مطالب سياسية أخرى.

وزعم الرئيس توكاييف أن الاضطرابات كانت من عمل “عصابات إرهابية” حصلت على تدريب في الخارج.

وقالت كيت مالينسون، الخبيرة في آسيا الوسطى في مركز أبحاث الشئون الخارجية تشاتام هاوس في لندن، إن الاحتجاجات هي “أعراض للغضب العميق العميق والمتأجج والاستياء من فشل حكومة كازاخستان في تحديث بلادهم وتقديم الإصلاحات التي تؤثر على الناس على جميع المستويات”.

وفرض الرئيس حالة طوارئ على مستوى البلاد تشمل حظر تجوال طوال الليل وحظر التجمعات الجماهيرية وتعهد برد صارم على الاحتجاجات.

وقال في خطاب متلفز في الساعات الأولى من يوم الخميس، إنه طلب المساعدة من منظمة معاهدة الأمن الجماعي بقيادة روسيا.

في وقت لاحق يوم الأربعاء، أكد رئيس منظمة معاهدة الأمن الجماعي ، رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، في بيان على فيسبوك أن التحالف سيرسل قوات حفظ سلام “لفترة محدودة من الوقت”.

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها “تتابع عن كثب” الوضع في كازاخستان، وحث متحدث باسمها السلطات والمحتجين على حد سواء على ضبط النفس.

واضطر الموظفون في أحد المطارات الرئيسية في كازاخستان إلى الهرب عقب دخول المتظاهرين المناوئين للحكومة إلى مبنى المطار.

ومثّل وصول المتظاهرين الأربعاء إلى المطار في أكبر مدينة في البلاد وهي مدينة ألما آتا تصعيداً في الاحتجاجات التي تشهدها البلاد.

وقد توعد الرئيس توكاييف برد قاس، واصفاً الاحتجاجات بأنها “فترة سوداء” في تاريخ البلاد.

وقال في خطاب سابق الأربعاء: “بصفتي رئيساً، أنا ملزم بحماية أمن وسلامة مواطنينا، وبالقلق على سلامة أراضي كازاخستان”. ووصف المحتجين بأنهم “متآمرون” تحركهم “دوافع مالية”.

ويُعتبر توكاييف ثاني شخص فقط يقود الجمهورية السوفييتية السابقة منذ أعلنت استقلالها في 1991. وقوبل انتخابه في 2019 بالإدانة من قبل منظمة الأمن والتعاون في أوروبا باعتباره لا يظهر أدنى احترام للمعايير الديمقراطية.

لكن يبدو أن الجانب الأكبر من غضب الشارع يستهدف سلفه الرئيس نورسلطان نزارباييف، الذي تولى منصباً قوياً في الأمن القومي منذ تنحيه عن السلطة. وقد فُصل من منصبه الأربعاء في محاولة لتهدئة الاضطرابات المتصاعدة.

وقد سمعت أصوات المحتجين وهم يهتفون بشعارات تحمل اسمه، بينما تم تداول مقطع فيديو يظهر أشخاصاً يحاولون إسقاط تمثال عملاق من البرونز للزعيم السابق. وبحسب قسم المتابعة الإعلامية في بي بي سي، فإن النصب الذي تم تفكيكه يبدو أنه كان في مدينة “تالديكورغان”، مسقط رأس نزارباييف.

وتجمع المحتجون في ألماتي في وقت سابق أمام مكتب عمدة المدينة قبل أن يقتحموه. وأظهرت مقاطع مصورة نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي عموداً من الدخان يتصاعد من المبنى، بينما كان بالإمكان سماع أصوات لإطلاق النار.

وقال قائد الشرطة في المدينة كانات تيموردينوف إن “متطرفين ومتشددين” هاجموا 500 مدني ونهبوا مئات المحلات التجارية.

واستخدمت خراطيم المياه في مواجهة المحتجين في مدينة أكتوبي غربي البلاد. وهناك تقارير تحدثت عن أن قوات الأمن اصطفت إلى جانب المحتجين في بعض الأماكن.

غير أن الحصول على صورة واضحة حول ما يجري في البلاد الواقعة في أسيا الوسطى صعب. فوزارة الداخلية نشرت أرقام الضحايا في صفوف قوات الأمن، لكن لم تكن هناك تقارير مماثلة حول الإصابات أو الوفيات في أوساط المحتجين في البداية.

وتعطلت خدمات الانترنت في البلاد منذ الثلاثاء. وبحلول الأربعاء، أبلغت مجموعة مراقبة الانترنت “نتبلوكس” أن كازاخستان “في خضم عملية قطع للانترنت على مستوى الدولة”.

وقامت السلطات بمحاولات أخرى لإنهاء الاحتجاجات، التي بدأت الأحد عندما رفعت الحكومة الدعم عن أسعار الغاز المسال الذي يستخدمه الكثيرون في تشغيل سياراتهم، الأمر الذي تسبب في ارتفاع أسعاره إلى الضعف.

وبالإضافة إلى فصل نزاربييف من منصبه، استقالت الحكومة بأكملها.

وتُعتبر المعارضة والاحتجاجات من الأمور غير الشائعة في كازاخستان.

غير أن مدينة زانوزين في مقاطعة مانغستاو، كانت مسرحاً لاضطرابات دامية في 2011. فقد قتل 14 شخصاً على الأقل من بين العاملين في مجال النفط في حملة قمع نفذتها الشرطة ضد مظاهرة احتجاجية على الأجور وظروف العمل. وكانت المدينة أيضاً واحدة من بين مراكز الاحتجاجات الرئيسية الأخيرة في البلاد.

وانطلقت الاحتجاجات في المناطق الغربية للبلاد على خلفية ارتفاع حاد في أسعار الغاز، ورغم موافقة السلطات على خفض الأسعار إلى مستواها السابق، لم تهدأ المظاهرات بل امتدت لأنحاء أخرى في البلاد.

وأعلن رئيس كازاخستان، قاسم جومارت توكاييف، على إثر ذلك، في وقت سابق، حالة الطوارئ في منطقة ألماتي خلال الفترة من 5 إلى 19 يناير.

ونشر المرسوم الرئاسي على الموقع الإلكتروني لرئيس الجمهورية وجاء فيه “نظرا للتهديدات الخطيرة ولحماية المواطنين وضمان السلامة العامة في البلاد واستعادة القانون والنظام وحماية حقوق وحريات المواطنين تم إعلان حالة الطوارئ داخل حدود منطقة ألماتي للفترة من 12:30 ظهرًا يوم 5 يناير 2022 إلى 19 من الشهر الجاري”.

الناس/وكالات

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

أترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.