موجع.. انتحار شُرطي برميه نفسه أمام قطار بمراكش+فيديو
للأسف سبق السيف (الموت) العذَل.. وأقدم شرطي من أبناء هذا الوطن البررة على الانتحار، قبل أن ينصف ويسمع إلى شكواه، وقد دأبنا منذ مدة على إثارة انتباه الإدارة المعنية بخطورة الأوضاع المزرية لعدد من المنتسبين للشرطة..
الضحية الذي ألقى بنفسه بالقرب من سور ثكنة بمراكش على السكة الحديدية ليطحنه القطار يوم أمس السبت 03/06/2023، المسمى قيد حياته م. ب34 سنة رقمه المهني هو: (نتحفظ على نشره) فضل “الهروب” إلى الدار الأخرى من وضعه المزري، وٍفق ما وصل جريدة “الناس” من زملاء له، وارتمى أمام عجلة القطار القادم من مدينة فاس على مستوى قنطرة سيدي غانم التابعة للملحقة الإدارية سيدي غانم منطقة الحي الحسني بمراكش.
بعض المعطيات التي وصلت “الجريدة” تفيد أن الهالك أقدم على تصرفه هذا الانتحاري، غير المقبول تماما، بعدما صدت في وجهه كل الأبواب التي طرقها، والتي منها أنه كان يريد الانتقال ولقاء كبار المسؤولين، فلم يستجب لكل طلباته، مما اضطره، على غرار زملاء آخرين له ومنهم أحدهم من مدينة سلا الذي نشرنا مقطع فيديو له في الأيام القليلة الماضية، وقد لوح بالانتحار -لسخرية القدر-، الخروج إلى الرأي العام عبر تسجيل مقاطع فيديو يبسطون فيها مطالبهم ويعرفون بأوضاعهم الاجتماعية والمادية الصعبة، لعلها تجد آذانا صاغية، ولكن للأسف كان الانكسار والإحباط هو ما تنتهي إليه شكاويهم؛ هذا إن لم يكن هلاكهم بطريقة تراجيدية كما حدث مع شرطي مراكش أمس السبت..
عندما نكرر دق ناقوس الخطر لأوضاع فئة من المغاربة العاملين بجهاز ممنوع فيه العمل النقابي وحرية التعبير لطبيعته الأمنية، وآخر صرخاتنا تلك مقالة تحليلية افتتاحية مركبة من تدوينتين نشرناه في الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد، على جريدة “الناس” الإلكترونية، فلأن هؤلاء مواطنون قبل كل شيء، أولا، وثانيا لأن هذا هو دورنا أن نصيخ السمع للفئات المهضومة حقوقها مهما كانت المهنة التي يمارسون ومهما كانت الدرجة التي يحملون؛ وعندما نركز على أصحاب الدرجات الدنيا في جهاز الأمن مثلا، فهذا لا يعني أن الضباط الكبار كلهم في أحسن حال، بل سيكون من البلادة أن يعتقد أي مواطن مثل هذا الاعتقاد، لأن “اللي خالتو في العرس”، هم قلة قليلة جِدا، وهم أصحاب الحظوة الكبرى، حتى عندما يتعلق الأمر بمجال حيوي وحساس كجهاز الأمن ينبغي أن تعطى فيه الأولوية أولا وأخيرا للكفاءة والاستحقاق، وليس لعناصر وحيثيات أخرى…
الناس/الرباط