بعد ثلاثة أيام من إثارته جدلا واسعا في أوساط الرأي العام المغربي، خرجت قناة ميدي 1 تيفي، يوم الأربعاء 10 أبريل 2024، ببلاغ توضيحي، حول خطأ الطبع الذي طال صفة “أمير المؤمنين” في خبر أدرج ضمن أخبار الشريط أسفل الشاشة، وكشفت القناة أنها فتحت تحقيقا في حينه، ملوحة في نفس الوقت باللجوء إلى القضاء، ضد من وصفتهم بممارسي المزايدات والابتزاز والتشهير بالعاملين بالقناة.
وبحسب البلاغ المنشور في الساعة التاسعة من مساء الأربعاء، على موقع “ميدي 1 نيوز”، التابع للقناة، فإنه أثناء البث المباشر لبرنامج “رمضان معنا” لحظات قبل إفطار يوم الأحد 7 أبريل الجاري، حدث خطأ في رقن نص الشريط المُوضِّح للموضوع الذي كان يتناوله البرنامج، تم تصحيحه بعد دقيقة وسبع ثوانٍ من البث.
وأضافت القناة، “وإذ تتأسف القناة لمشاهديها، قامت إدارة القناة بفتح تحقيق في حينه لتحديد المسؤوليات، وفق الإجراءات والمساطر الإدارية التي تؤطر التسيير الداخلي للقناة”.
وبناءً على نتائج التحقيقات التي أُجريت بكل دقة، ثبتت مسؤولية الصحفي الذي كان مكلفا بكتابة نص الشريط في ارتكاب الخطأ عن غير قصد، وتم اتخاذ الإجراء التأديبي المناسب وفقًا للنظام الداخلي وللتشريع القانوني المعمول به، يورد البلاغ.
وأردف المصدر ذاته بالقول: “غير أن بعض وسائل الإعلام الإلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي التابعة لها قامت بتناول موضوع هذا الخطأ، من خلال نشر أخبار كاذبة، تتضمن تجاوزات مُغرضة وغير مسؤولة في حق القناة، وتمس بنزاهة وكرامة مسؤوليها الإداريين، مضيفة أنه، في الوقت الذي كان فيه من المأمول أن تتحرى هذه المواقع الالكترونية الدقة في نقل الخبر، إذا بها تلجأ إلى ترويج عناوين لا أساس لها من الصحة، وبأسلوب يبعث على التساؤل حول الدوافع الحقيقية من وراء هذه المقالات.
وأكدت “ميدي 1 تيفي” في توضيحها أن التوجه الاستراتيجي للقناة كمؤسسة إعلامية إخبارية، والهيكلة التنظيمية التي تواكب تطويرها، يحددها مجلس إدارتها، ولا يمكن أن تخضع للمزايدة أو أن تكون عرضة للتشهير، علما أن جميع القرارات الإدارية يتم اتخاذها وفقًا لأسلوب الحكامة المعمول به، ويتم تدقيقها ومراقبتها بانتظام.
وأبرزت أنها ملتزمة بتفعيل ورش الإصلاح على مستوى إنتاج الأخبار، وهي عملية من شأنها أن تسمح للقناة بتحقيق الاهداف والمخططات المستقبلية، لتمكينها من الريادة والاشعاع محليا وقاريا، بالمساهمة الفعالة لمديرية الاخبار التي يُعتبر دورها حاسما لضمان نجاح هذه العملية، والتي يتم تنفيذها بطريقة شفافة بمشاركة جميع مكونات القناة.
كما نوهت إلى أن تدبير الشأن الداخلي وممارسات الحكامة الجيدة المعمول بها داخل القناة، لا يمكن أن تكون موضع ابتزاز من قِبل أي شخص ولأي اعتبار كان، خاصة في السياق الإقليمي الذي نعيشه. وأن التشهير بمديرية الأخبار وتشويه صورة القناة لتصفية حسابات ضيقة، وعرقلة دينامية عملية الإصلاح، يمثّل سابقة غير مقبولة، ويشكّل ضرراً جسيماً على حسن سير عمل القناة.
وخلصت قناة “ميدي1 تيفي” إلى أنه إذا تُكذّب كل التجاوزات والادعاءات التي نشرتها هذه المواقع الإلكترونية، التي كان عليها أن تمارس مهامها الإعلامية بانضباط للقوانين وانسجاما مع أخلاقيات المهنة، فإنها تعطي لنفسها الحق في اللجوء إلى المساطر القانونية لحماية نفسها من التشهير والطعن، ومن المس المتعمد بالسمعة وبالحياة الخاصة للمسؤولين والعاملين فيها، كما من شأنها أن تعيد الاعتبار لسمعة القناة ولصورتها التي لا يدخر الصحفيون والعاملون بها أي جهد لكي تكون في مستوى تطلعات المشاهدين.
وكان خطأ “مطبعي” قد طال ليلة السابع والعشرين من رمضان الموافق 7 أبريل 2024، صفة العاهل “أمير المؤمنين”، فكتب الراقن “أميرة المؤمنين” في الشريط الإخباري للقناة، مما أثار جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، وربط الكثير من النشطاء والإعلاميين، بين هذا الخطإ وبين الهجمة المسعورة لما قالوا إنه “ذباب إلكتروني” تابع للنظام الجزائري، شن موجة من السب والشتم في شخص ملك البلاد، بينما لم يتردد البعض الآخر من النشطاء في رفض تواجد مواطنين جزائريين داخل القناة وفي دواليب المسؤولية، حيث تفيد بعض التقارير تبرم بعض هؤلاء من الخط التحريري للقناة، لاسيما بعدما أصبح تتبنى اصطلاح “الصحراء المغربية” في تقاريرها بدل كلمة “الصحراء” منفردة كما كانت سابقا.
الناس/عبدالله توفيق