هشام الدكيك.. البطل الذي تحدى الصعاب فحلّق بالنخبة عاليا!
نورالدين اليزيد
الناخب الوطني لأسود القاعة “الفوت صال” هشام الدكيك ولمن لا يعرفه، فإنه نموذج الرجل الكفء والطموح الذي ينتصر على العوائق وعلى النوايا الكيدية الخبيثة التي تستغل الرياضة لمآرب أخرى، ثم عندما يصل إلى “الصالة” ينتصر على الخصوم الرياضيين بكل تلك الروعة وبكل تلك النتائج المبهرة التي نواصل الاستمتاع معه بها منذ سنوات..
السي هشام المُتوج يوم أمس رفقة كتيبته الناعمة والساحرة، لم يصل إلى ما وصل إليه من عالمية وريادة قارية، في رياضة كرة القدم داخل القاعة، بمحض الصدفة، أو أنه “لقاها موجودة”.. لا ولا ثم لا.. لأن الرجل بنى نخبته التي أصبحت لا تلعب إلا من أجل التتويج والفوز بالألقاب، من الصفر ومن العدم، بل حتى إنه أسس للمنتخب الوطني المحترم الذي نفتخر به اليوم، في أرض قحلاء كحلاء وجرداء، ويحرسها حرس قديم ورِجعي، كان يتعامل مع الرجل معاملة قاسية ومهينة، ويكفي الإشارة إلى أنه عندما كان يتردد على مقر جامعة الكُرة قادما من مدينة القنيطرة برفقة بعض الشباب الشغوفين بهذا النوع من الرياضة، من أجل التدريب فقط بِمن سيصبحون النواة الأولى للمنتخب لاحقا، كان يجد أبواب الجامعة في المرحلة ما قبل مجيء فوزي لقجع، موصدة في وجهه؛ وتورد مصادر مطلعة أن السي هشام لطالما جلس على “الضس” في مقر الجامعة طيلة ساعات وأحيانا طيلة نهار اليوم ينتظر مسؤولا جامعيا يخاطبه ويسهل عليه ولوج الملاعب وتجهيزات الدولة، دون يلقى أي رد أو معاملة محترمة على الأقل، بل إن الأنكى من ذلك، فقد كان يسمع في كثير من المرات خبثا وأذى يتناهى إلى مسمعيه من قبيل: “واش داك خينا جا عاوتاني “!!
ولكن بمجرد مجيء فوزي لقجع فتحت أبواب الجامعة في وجهه، حيث استقبل من طرف الرئيس الجديد ومنحه كل الإمكانيات والتجهيزات التي تضمن له التحضير الجيد، بل أكثر من ذلك، فإن السي لقجع كان هو أول رئيس جامعة اقتنع بمشروع الدكيك الطموح فخصص له أجرا قارا شهريا، يقول بعض العارفين إنه كان أول أجر لهذا الرجل البطل الطموح..
بمجرد مجيء فوزي لقجع فتحت أبواب الجامعة في وجهه، حيث استقبل من طرف الرئيس الجديد ومنحه كل الإمكانيات والتجهيزات التي تضمن له التحضير الجيد، بل أكثر من ذلك، فإن السي لقجع كان هو أول رئيس جامعة اقتنع بمشروع الدكيك الطموح فخصص له أجرا قارا شهريا، يقول بعض العارفين إنه كان أول أجر لهذا الرجل البطل الطموح..
هشام الدكيك الذي نُتوج معه اليوم للمرة الثالثة على التوالي إفريقيا وسنلعب معه المونديال القادم وعيْن العالم تتربص به لأنه أصبح من المنتخبات العالمية التي يحسب لها حساب، هو عنوان للنجاح الذي لا تُحبطه ولا تنال منه كل الصعاب والسلوكات الدنيئة التي باسم الوطن تغتال الوطنيين المواهب، وباسم الوطن توغل وتتمادى في نهب المال العام باستعمال أنصاف أو عديمي الموهبة وإبعاد الموهوبين الناجحين من أبناء هذا الوطن الولود المعطاء.. بينما السي هشام بالرغم من أنه بات رقما محترما في رياضة تخصصه وخبيرا دوليا يلقي الدروس في اللعبة في عدد من الدول تحت إشراف الجهات الدولية الوصية، وهو ما يتيح له تلقي عروض وفيرة لتدريب فرق أو منتخبات، فإنه لم يلجأ إلى لعبة “الشونطاج” والابتزاز التي يتقنها كثيرون لتحقيق أرباح ومكاسب مادية، بل إنه يواصل عمله وإشرافه على النخبة الوطنية بكل تواضع الكون وفي صمت رهيب كصمت الراهب المتعبد عربوناً على صدق وإخلاص سريرته..
كل الاحترام والحب يا هشام!
و #خليونا_ساكتين ياك!
ملحوظة: المقالة نشرها كاتبها بداية على حسابيه في فيسبوك وX (تويتر)