هل تدعم روسيا الجزائر في حربها الدبلوماسية والسياسية ضد المغرب؟+وثيقة
في خطوة جديدة تشير إلى وجود أزمة صامتة بين روسيا والمملكة المغربية، أقدمت الأولى على طلب تأجيل الدورة السادسة لمنتدى التعاون الروسي العربي، التي كان مقررا عقدها في 28 أكتوبر الجاري في المملكة المغربية.
وتوالت الإشارات في الأيام الأخيرة القادمة من موسكو والموجهة على المغرب، لاسيما عندما أعلنت السفارة الروسية في الرباط، في الأسبوع الماضي، عن عزم شركات جوية روسية التكفل بنقل المواطنين الروس والطبلة المغاربة إلى روسيا، بعدما أوقفت السلطات المغربية رحلاتها نحو لروسيا بداعي ارتفاع عدد الإصابات بكورونا المسجلة بهذا البلد، هو الخبر الذي لم تعلنه السلطات المغربية، وتكلفت بذلك البعثة الدبلوماسية الروسية في المملكة.
ويبدو أن هناك شيئا ما ليس على ما يرام بين الرباط وموسكو، وفق بعض المتابعين؛ فمن توقيف الرحلات الجوية للناقل الجوي الوطني الخطوط الملكية الجوية (لارام) في اتجاه روسيا دون سابق إخطار ودون حتى توضيح من الجانب المغربي، وتكفل السفارة الروسية بتبرير ذلك بأنه مرتبط بارتفاع حالات الإصابة بكوفيد-19، ثم بعد ذلك تكفّل شركات نقل جويروسية بنقل الروس والمغاربة (الطلبة بالخصوص) إلى روسيا في رحلات محددة ومحدودة؛ وكل هذا بالتزامن مع إغلاق النظام الجزائري (الحليف الاستراتيجي للروس) أجواءه أمام الطائرات المغربية المدنية والعسكرية منها.. ثم اليوم طلب روسيا اليوم تأجيل عقد الدورة السادسة لمنتدى التعاون الروسي العربي الذي كان مقررا عقده في المملكة، في 28 أكتوبر الجاري.. أضف إلى ذلك، قبل هذا وذاك، الموقف العدواني لروسيا من القرار الأمريكي الصادر في شهر ديسمبر الماضي والقاضي بالاعتراف بمغربية الصحراء.. هذه الإجراءات كلها تنم على أن الدب الروسي قد فضل التموقع ضد مملكة محمد السادس وضد الوطن المسمى المغرب.
ولم يستبعد مصدر دبلوماسي تحدث إلى جريدة “الناس” أن تكون “محاباة” النظام الروسي لنظيره الجزائري، هي التي دفعت بموسكو على طلب من الجامعة العربية تأجيل اللقاء الذي كان مقررا احتضانه من طرف المغرب، نهاية الشهر الجاري، مؤكدة أن النظام الجزائري الذي يضخ ما لا يقل عن 5 مليارات دولار سنويا في خزينة الدولة الروسية، أحس بالإحراج وقد اعلن عن قطع علاقاته الدبلوماسية مع المغرب، بأن يتغيب على حضور المنتدى العربي الروسي، ولذلك فلا يستبعد أن يضغط على موسكو لإلغاء اللقاء أو على الأقل لتأجيله.
ذات المصدر أكد أنه في انتظار اتضاح الرؤية الروسية، التي طالبت فقط مجرد تأجيل بشهر او شهرين للملتقى، وهو ما نأمل أن لا يكون مجرد مناورة، يقول المصدر، في انتظار إلغائه نهائيا، مما سيؤكد مسألة محاباة النظام الجزائري، فإن المؤكد هو أن النظام الجزائري يضغط على الأطراف الإقليمية والدولية، قصد مشاركته ومساعدته على ما يتوهمه محاصرة للدولة المغربية، وهو ما أعلن عنه المسؤولون الجزائريون مؤخرا صراحة، عندما كشفوا أنهم ضغطوا على الدول العربية بعدم إدراج المغرب في الاجتماع الوزاري المقرر عقده بالجزائر تحضيرا لاجتماع القمة للجامعة العربية الذي من المفترض أن الجزائر هي من ستحتضنه.
وكان لافتا أن ترفض روسيا بشدة وبشكل علني الإعلان الأمريكي، في شهر ديسمبر الماضي، القاضي باعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء، ورفضت موسكو الموقف الأمريكي، واعتبرته غير متوازن، وهو ما لم تعلق عليه الرباط، التي بالرغم من كل ذلك تصرح أن علاقات استراتيجية تربطها بالدولة الروسية.
عبد الله توفيق