واشنطن تصنف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية وطهران ترد
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم الاثنين إن الولايات المتحدة صنفت الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية أجنبية، بينما رد مجلس الأمن القومي الإيراني بتصنيف القوات الأميركية في المنطقة على لوائح الإرهاب.
وأوضح ترامب أن الحرس الثوري يشارك بفاعلية في تمويل ودعم الإرهاب باعتباره أداة من أدوات الدولة، مشددا على أن أميركا ستواصل زيادة الضغط المالي على إيران “لدعمها الأنشطة الإرهابية”.
ويحذر منتقدون من أن هذه الخطوة قد تجعل مسؤولي الجيش والمخابرات الأميركيين عرضة لإجراءات مماثلة من جانب حكومات غير صديقة.
من جانبه، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إن تصنيف الحرس الثوري الإيراني “منظمة إرهابية” هو الرد المناسب على سلوك النظام الإيراني.
وأضاف أن هذا الإدراج سيشكل ضغطا كبيرا على النظام في طهران، مبررا ذلك بكون الحرس الثوري انخرط في “أعمال إرهابية” على مدى السنوات الماضية ولم يكتف فقط بدعم منظمات إرهابية.
وكانت الولايات المتحدة أدرجت بالفعل عشرات الكيانات والأشخاص في قوائم سوداء لانتمائهم إلى الحرس الثوري، لكنها لم تدرج القوة بأكملها في تلك القوائم.
والحرس الثوري (باسدران) جيش عقائدي أنشئ عام 1979 لحماية الثورة الإسلامية في إيران من التهديدات الداخلية والخارجية، ويتمتع بنفوذ سياسي واقتصادي كبيرين.
ويعتبر “فيلق القدس” -وهو قوات النخبة في الحرس الثوري- الذراع الخارجية لهذه القوة شبه العسكرية، وهو يدعم خصوصا نظام الرئيس السوري بشار الأسد في سوريا وحزب الله في لبنان.
ومن شأن إدراج الحرس الثوري في قائمة المنظمات الإرهابية أن يمنع المواطنين الأميركيين والكيانات الأميركية من القيام بأي تعاملات مع هذه القوة العسكرية، وذلك تحت طائلة الملاحقة القانونية.
رد إيراني
من جهته، قال مجلس الأمن القومي الإيراني إن تصنيف واشنطن للحرس الثوري كمنظمة إرهابية يعرض الأمن الإقليمي للخطر، وصنف بدوره القوات الأميركية في المنطقة على لوائح الإرهاب.
وقال مجلس الأمن القومي الإيراني إن واشنطن تتحمل مسؤولية التداعيات الخطيرة لتصنيف الحرس الثوري في قائمة المنظمات الإرهابية.
وفي هذا السياق، حض وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الاثنين بلاده على تصنيف القوات الأميركية العاملة في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى والقرن الأفريقي في قائمة الجماعات التي تعتبرها إيران “إرهابية”.
وكتب ظريف رسالة إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني يحضه على القيام بذلك، حسب بيان لوزارة الخارجية صدر بعيد الإعلان عن قرار واشنطن إدراج الحرس الثوري ضمن “قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية”.
وذكر التلفزيون الرسمي أن قرار واشنطن تصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية أجنبية يتعارض مع القانون الدولي، وأنه غير قانوني.
وقال -دون النقل عن مسؤول محدد- “ليس لأي دولة أخرى الحق القانوني في اعتبار قوة مسلحة في دولة أخرى إرهابية.. نفوذ إيران في الشرق الأوسط ونجاحها في محاربة (تنظيم) الدولة الإسلامية؛ من الأسباب التي أدت إلى التصنيف”.
وكثفت الولايات المتحدة ضغوطها الاقتصادية على إيران مذ قرر ترامب في العام الماضي الانسحاب من الاتفاق النووي المبرم بين الجمهورية الإسلامية والقوى الكبرى عام 2015.