
وهبي ينتزع قيادة “التراكتور” أخيرا بالإجماع بعد أشهر من حرب ضروس مع سلفه بنشماش
بعدما انسحب كل متنافسيه انتخب اليوم الأحد قبل قليل القيادي في حزب الأصالة والمعاصرة عبداللطيف وهبي أمينا عاما جديدا للحزب خلفا لخصمه اللدود الذي خاض ضده حربا طاحنة طيلة الأيام السابق عبدالحكيم بنشماش، وذلك في ختام المؤتمر الوطني الرابع للحزب الذي عقد على مدى ثلاثة أيام بمدينة الجديدة .
وقد جرى انتخاب وهبي من قبل المؤتمرين خلفا للأمين العام المنتهية ولايته حكيم بنشماش، باعتباره مرشحا وحيدا عقب انسحاب باقي منافسيه وآخرهم سيمر بلفقيه الذي أعلن الانسحاب اليوم من السباق ومن باقي أجهزة الحزب.
وفي خطوة مفاجئة كانت آخر عقبة له للظفر بالرئاسة بالنسبة لعبداللطيف وهبي، أعلن المنافس الوحيد لهذا الأخير في السباق على الأمانة العامة سمير بلفقيه في اليوم الأخير من المؤتمر، عن انسحابه من هذا الأخير.
وأعلن سمير بلفقيه الذي بقي المرشح الوحيد لآخر اللحظات لمنافسة عبد اللطيف وهبي على السباق للظفر بقيادة الأمانة العامة لحزب “الجرار”، عن انسحابه من المؤتمر، واستقالته من المجلس الوطني، مؤكدا أنه لم ينسحب من الترشح لمنصب الأمين العام.
وقال بلفقيه في تصريح للصحافة، اليوم الأحد بالجديدة، “بصفتي مرشح لمنصب الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة خلال المؤتمر الرابع للحزب حيث قدمت ترشيحي رسميا منذ عدة أسابيع وقمت بحملة نظيفة وحضارية وكنت امني النفس أن تتوج بتمرين ديموقراطي يؤسس لولادة جديدة شعارها التخليق والوضوح ولكن على ضوء الأجواء غير الطبيعية والمشحونة والمكهربة والتي وصفها البعض بالمأساوية، أعلن استنكاري ورفضي القاطع للخروقات التي أدت الى تحول المؤتمر الى مجرد حشد فوضوي خارج القانون”.

وأضاف المتحدث نفسه قوله “أرفض المساهمة سلبا أو إيجابا بالاعتراف بفرض الأمر الواقع، ولن أكون يوما من الفاعلين الذين أفسدوا السياسة لكي تزيغ عن جوهرها النبيل”، بحسبه.
وأعلن بلفقيه “انسحابه الرسمي من المؤتمر الرابع للحزب، الذي لم تتوفر فيه الشروط الدنيا للتنافس الديموقراطي الشريف، وهو ما تؤكده ظروف الجلسة الافتتاحية للمؤتمر”، يقول القيادي في البّام.
لكن سمير بلفقيه نوه إلى أنه “لم ينسحب ولن ينسحب من التنافس حول منصب الأمين العام إذا توفرت أبجديات التنافس الديموقراطي”.

وخلص إلى أنه يعلن استقالته من كل المسؤوليات التنظيمية داخل الحزب، ومن بينها مسؤولية المنسق الجهوي لجهة الرباط سلا والقنيطرة، والتي “قُدر لها عدم الإقلاع وذلك كمقدمة لقرارات أخرى”، يختم بلفقيه.
ورأت مصادر من بين المؤتمرين في تصريحات لـ”الناس” أن سمير بلفقيه أعلن عن خطوته هاته في محاولة منه لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من ماء الوجه، بعدما تأكد له تأييد غالبية المؤتمرين لمنافسه عبداللطيف وهبي، لاسيما بعد فوز القيادية لفي الحزب فاطمة الزهراء المنصوري الموالية لِوهبي، برئاسة المجلس الوطني للحزب وذلك بإجماع المقترعين.
وكانت فاطمة الزهراء المنصوري انتخبت اليوم الأحد رئيسة للمجلس الوطني لحزب “الأصالة والمعاصرة” بالإجماع لتخلف نفسها على رئاسة برلمان حزب الجرار.
وترشحت كل من فاطمة الزهراء المنصوري وحياة بوفراشن ولحسن بوهوش لرئاسة المجلس الوطني، فيما سحب كريم العراقي الذي قدم ترشيحه كذلك لعدم توفر الشرط الذي ينص عليه القانون الأساسي وهو أن تكون له ولايتان في المجلس.
وبعد أن أخذ لحسن بوهوش وحياة بوفراشن المرشحان للمنصب الكلمة قررا إعلان انسحابهما، من الترشح لمنصب رئاسة المجلس الوطني لتبقى فاطمة الزهراء المنصوري المرشحة الوحيدة.
وشهدت أعمال مؤتمر حزب “البام”، أحداث عنف وفوضى عارمة بسبب خلاف بين تيار “المشروعية” الموالي لعبد الحكيم بنشماش الأمين العام المنتهية ولايته، وتيار “المستقبل” بزعامة المرشح لسباق الأمانة العام عبد اللطيف وهبي.
وتحوّلت الجلسة التي شهدت حضور قادة أحزاب مغربية وأخرى دولية إلى ساحة للتشابك بالأيدي وتبادل اللكمات والملاسنات، بين مؤيدي بنشماش ومعارضيه في تيار “المستقبل” بعد أن انتفض عشرات المؤتمرين في وجه سمير كودار رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، حين كان يهم بإلقاء كلمته مرددين شعارات تطالب برحيله.
سعاد صبري