المغرب متفائل بشأن تنفيذ مشروع أنبوب الغاز نيجيريا المغرب الإستراتيجي

0

بينما تشكو القارة الأوروبية وبلدان أخرى في العالم من التداعيات السلبية للحرب الروسية على أوكرانيا، لا سيما على المستوى الاقتصادي، يفتح مشروع خط أنابيب الغاز النيجيري بوابة الأمل لحل إمدادات الغاز نحو أوروبا.

في هذا الصدد، تبدو سلطات الرباط متفائلة بالمشروع باعتباره سيمر عبر الأراضي المغربية، أما نيجيريا فتعوّل على الاستثمارات الأوروبية والبريطانية من أجل نجاح هذا المشروع والإسراع في تنفيذ، بحسب ما نقلت “القدس العربي”.

أمينة بنخضرا، المديرة العامة للمكتب المغربي للهيدروكاربورات والمعادن، استغلت وجودها في الدورة الاستثنائية الـ 33 لمنتدى “كرانس مونتانا إفريقيا” المنعقدة نهاية الأسبوع في العاصمة البلجيكية بروكسيل، فألقت مداخلة حول الدراسات المتعلقة بالمشروع الاستراتيجي لخط أنبوب الغاز المغرب – نيجيريا، وقالت إنها “تتقدم في ظروف جيدة للغاية” مما سيساهم في تنمية القارة الإفريقية وضمان سيادتها الطاقية.

وأفادت أنه سبق للمغرب أن وقع اتفاقية بهذا الشأن مع الشركة الوطنية النيجيرية للبترول عام 2017 قصد إجراء دراسات الجدوى والدراسات الهندسية، كما جرى تعزيز هذه الخطوة بالزيارة التي قام بها العاهل المغربي محمد السادس وكذا زيارة الرئيس النيجيري محمد بخاري إلى الرباط.

وأضافت أنه جرى الانتهاء من دراسة الجدوى في 2018، وبعد ذلك، قرر الطرفان المضي قدما في الدراسة التقنية، حيث مكنت من ضمان العناصر الرئيسية لربحية المشروع. وأشارت إلى أنه منذ مايو 2021 عكف المغرب ونيجيريا على الدراسة الهندسية المفصلة التي تمكن من إعداد جميع الملفات وكافة الجوانب التقنية والإدارية والمالية والقانونية والتجارية، وصولا إلى قرار الاستثمار النهائي.

أمينة بنخضرة المديرة العامة للمكتب الوطني للهيدروكربون والمعادن (أرشيفية)

وبعد إشارتها إلى أن الدراسة الحالية تسير “بكيفية إيجابية للغاية”، شددت المسؤولة المغربية على أهمية “انضمام المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا إلى المشروع، والتي كانت قد أعطت موافقتها في العام 2020، على أن يكون هناك مشروع واحد على ساحل غرب إفريقيا”.

وأكدت المديرة العامة للمكتب المغربي للهيدروكاربورات والمعادن، أن “الدراسة تتقدم في ظروف جيدة للغاية، ونأمل أن نكون في الموعد مع هذا المشروع الاستراتيجي والهام للغاية بالنسبة للتكامل الاقتصادي والاجتماعي لقارتنا”.

وسبق للشركة البترولية النيجيرية أن عقدت بداية حزيران/ يونيو المنصرم، اتفاقا مع المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (سيدياو) من أجل تنفيذ مشروع غاز نيجيريا ـ المغرب.

ويأمل مراقبون في أن يضمن هذا المشروع القاري الولوج إلى الطاقة النظيفة بالنسبة لبلدان ساحل غرب إفريقيا، ويعزز التنمية الصناعية لجميع البلدان المعنية التي تمتلك ثروات طبيعية والتي يمكن تنميتها على نحو أسرع بفضل الوصول إلى الطاقة منخفضة التكلفة، وضمان اندماج إقليمي نوعي للقارة الإفريقية، وتحسين معيشة السكان، والحد من ارتفاع أثمان الغاز وتطوير تصدير الغاز نحو أوروبا.

وسوف تستفيد من هذا المشروع 16 دولة، 13 منها مطلة على المحيط الأطلسي و3 دول غير ساحلية، وسيكون له وقع على 340 مليون شخص في المنطقة، إذ سوف يمكّن من الربط بـ 5400 مليار متر مكعب من الغاز ودمج اقتصادات البلدان من خلال ناتج محلي إجمالي يصل إلى 670 تريليون دولار، وفق ما ذكر موقع “تيل كيل” المغربي.

وكان الرئيس النيجيري محمد بخاري حثّ المملكة المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي على الاستثمار في مشروع خط أنابيب الغاز الذي يهدف إلى نقل الغاز النيجيري (أكبر احتياطيات في إفريقيا) عبر المغرب إلى أوروبا. وأعرب عن أمله في أن يساعد مشروع خط أنابيب الغاز حال اكتماله في حل أزمة إمدادات الغاز في أوروبا.

وأكد الرئيس بخاري على الحاجة إلى شراكة طويلة الأمد بين نيجيريا والمملكة المتحدة وكذلك الاتحاد الأوروبي بشأن سياسة الطاقة الخضراء. وقال “نحن بحاجة إلى شراكة طويلة الأمد بعيدا عن التناقض وعدم الانسجام في سياسة الطاقة الخضراء مع المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي”.

الناس/الرباط

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

أترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.