البوليساريو ترضخ لقرار مجلس الأمن وتبدأ طي أسطورة ”الأراضي المحررة”

0

يبدو أن جبهة البوليساريو أخذت تهديد مجلس الأمن الدولي لها بالانسحاب من منطقة الكركارات على محمل الجد، فسارعت مؤخرا إلى سحب عناصرها التي ظلت تراقب عن كثب حركة المرور بين المغرب وموريتانيا عبر هذا الممر.  

وكشفت تقارير واردة من تندوف أن قيادة الجبهة الانفصالية أعطت أوامرها لعناصرها المسلحة بإخلاء مواقعها بمنطقة الكركرات التي تسميها قيادة الرابوني تدخل في إطار “مناطقها المحررة”.

وذكر أحد المواقع التابعة للانفصاليين أنه بعد نشر خبر إعادة انتشار “عناصر الشرطة المدنية” التابعة للانفصاليين من منطقة الكركرات في الأيام الماضية، أكدت “مصادر” لموقع “المستقبل الصحراوي” “أنه لم يتخذ أي قرار رسمي بإعادة الانتشار من المنطقة، لأن تواجد الشرطة المدنية الصحراوية لا يتناقض مع اتفاق وقف إطلاق النار الذي لا يمنع أي تواجد مدني صحراوي في المنطقة العازلة”.

وحاولت قيادة جبهة البوليساريو نفي أية علاقة لقرار مجلس الامن الدولي رقم 2414 الاخير الصادر يوم الدمعة الماضي الذي دعا الجبهة صراحة إلى الانسحاب من الكركرات، حيث أكد المصدر ذاته “أن تواجد الشرطة المدنية لم يكن ثابتاَ في منطقة الكركرات، وهو تواجد شبه متقطع تمليه بعض الظروف المتعلقة بأمن المنطقة الرابطة بين الحدود الصحراوية والموريتانية، وغياب الشرطة الصحراوية في الأيام الماضية لا علاقة له بقرار مجلس الأمن الدولي الأخير حول الصحراء الغربية”.

وتجدر الإشارة أن جبهة البوليساريو قامت في شهر أبريل من العام الماضي بما سمته “إعادة انتشار” لمقاتليها من منطقة المعبر الحدودي الكركرات، وهو القرار الذي أثار ردود فعل متباينة في الرأي العام الصحراوي باعتباره نوعا من الانسحاب من منطقة صحراوية محررة، كما أفاد الموقع التابع للجبهة.

وبالرغم من محاولة جبهة البوليساريو التخفيف من حدة القرار الأممي الأخير، إلا أنه جاء بغير ما توقعته الجبهة ومعها راعيتها الجزائر، حيث تبنى القرار كل ما طالبت به المغرب تقريبا في الآونة الأخيرة، بدء من الانسحاب من معبر الكركرات الحدودي بين المغرب وموريتانيـا، إلى دعوة القرار 2414 جبهة البوليساريو بعدم إنشاء أو تشييد أية بنايات أو وضع عتاد عسكري بمنطقتي بير لحلو وتيفاريتي الموجودتين بالمنطقة العازلة، واللتين حاولت جبهة البوليساريو في الشهور الأخير السطو عليهما تحت يافطة “الأراضي المحررة”.  

وبإقدامها على سحب عناصرها من الكركرات بداية في انتظار سحب عتادها ومنشآتها من تيفاريتي وبير لحلو تكون البوليساريو قد شرعت بالتالي في هدم أسطورة “الأراضي المحررة” التي روجت لها كثيرا في محاولة يائسة لتضليل الرأي العام الصحراوي، وإقناعهم بنيل انتصارات وهمية لا توجد على رمال متحركة.    

إدريس بادا

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

أترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.