كفَانا مِن دور مُتعهّد الحفلات الشاطر!

0

نورالدين اليزيد

ليس المقصود بالصورة الإساءة إلى رئيس الجامعة، السيد فوزي لقجع، ولكن فقط لنقول إن الاقتصار على تنظيم التظاهرات، سواء الرياضية منها (البطولات والتداريب) أو الاحتفالية لتوزيع الجوائز، باعتبار ذلك واحدة من أدوات وآليات الدبلوماسية الناعمة، التي تؤتي أكلها على الصعيد السياسي والدبلوماسي في علاقات المغرب مع أشقائه الأفارقة، وهو ما ننوه به ونشد على أيدي السي فوزي على إثره.. لا يعتبر كل هذا إنجازات كبرى إذا نقصتها إنجازاتٌ موازية للرياضة المغربية كلُعبة دون الظفر بجوائز وألقاب، بل وإذا لم تكن لنا يدٌ طولى، أيضا، في اتخاذ القرارات المختلفة بما فيها العقوبات داخل الهياكل الإفريقية التي نزعم أن لنا بها تواجدا وتأثيرا محترمين!!

نورالدين اليزيد

أولا، بالنسبة لبعض الفوهاما والعولاما اللي تيقولو بللي النيجيري لقمان هو الأفضل من ولدنا أشرف حكيمي ويستحق البالون دور، فنقولو ليهم ونحسبو معهم بالخشيبات آش قدم هاد لقمان مع احترامنا لمستواه؟ إذا كنتم تقصدون الهاتريك اللي سجل في نهائي دوري الاتحاد الأوروبي، فإن ولدنا أيوب الكعبي حتى هو دار هاتريك مع فرقتو أولمبياكوس وقادها إلى الفوز بدوري المؤتمر الأوروبي رغم أنها فرقة ماشي من الصف الأول ديال الفرق الأوروبية، بل وسجل أرقاما غير مسبوقة في نفس الدوري بنفس الموسم؛ ورغم ذلك فإن “خبراء” الكاف لم يدرجوا اسم الكعبي حتى ضمن نخبة اللاعبين المتنافسين على البالون دور.. وفيما يخص اللاعب حكيمي فقد فاز بالدوري والكأس والسوبر الفرنسي، وكان له الفضل بوصول باريس سان جيرمان إلى نصف نهائي شامبيونز ليج عدا عن دوره القيادي في الفرقة الباريسية..

مهما كان وحتى ولو سلمنا بالأمر وبأحقية اللاعب لقمان هذه السنة في التتويج بالبالون دور للمرة الثانية على التوالي كلاعب نيجيري بعدما “اختطفها” في الموسم الماضي لاعب نيجيري آخر أيضا مِن ولدينا حكيمي وبونو هو اللاعب أوسيمين، فإن ما لا يمكن التسليم به بالمرة هو أن يقنعنا البعض بأن إفريقيا (كاف) أصبحت بين عشية وضحاها ديمقراطية وتلجأ إلى التصويت لتمنح الكرة الذهبية والجوائز لمن يستحقها فعلا!!

أما بخصوص الدفع بأن اللاعب النيجيري تألق إلى جانب منتخبه في الكأس الإفريقية الأخيرة بعكس حكيمي، فكون لا نيجيريا ولا المغرب فازتا باللقب، بالرغم من أن “الأسد” المغربي تألق أيضا مع المنتخب الأولمبي وقاده للفوز ببرونزية أولمبية، فإن تألق هذا اللاعب أو ذاك -مع ذلك- يبقى غير كافٍ لمنحه الامتياز الذي يؤهله للظفر بالكرة الذهبية، حتى ولو وصل منتخبه إلى النهائي، على اعتبار أن التألق في ناديه يصبح هو العنصر الحاسم الذي يحدد الفارق، بالنظر لتواصل اللعب بشكل مستمر، بعكس اللعب مع المنتخب الذي يكون دوريا وأحيانا تبتعد مباراة عن أخرى بأسابيع وأشهر معدودات بل حتى من سنة لأخرى في بعض الأحيان..

وما دام البعض يستشهد بالإنجاز على صعيد المنتخب، فما رأي هذا البعض في استبعاد الحارس الدولي ياسين بونو من مسابقة أفضل لاعب في الموسم الماضي، و”إخراج” مسابقة أفضل حارس وإقحامه بها، علما أنه كان أجدر بالكرة الذهبية لأنه تألق في مونديال قطر 2022 وقاد المنتخب المغربي إلى المربع الذهبي، كأول فريق إفريقي وعربي يصل لهذا الدور، عدا عن تألقه مع ناديه إشبيلية؛ ألم يكن ياسين بونو أوْلى وأجدر بالكرة الذهبية في الموسم 2023 بدل المناورة والتدليس في المسابقة ومنحها للاعب آخر؟!

مهما كان وحتى ولو سلمنا بالأمر وبأحقية اللاعب لقمان هذه السنة في التتويج بالبالون دور للمرة الثانية على التوالي كلاعب نيجيري بعدما “اختطفها” في الموسم الماضي لاعب نيجيري آخر أيضا مِن ولدينا حكيمي وبونو هو اللاعب أوسيمين، فإن ما لا يمكن التسليم به بالمرة هو أن يقنعنا البعض بأن إفريقيا (كاف) أصبحت بين عشية وضحاها ديمقراطية وتلجأ إلى التصويت لتمنح الكرة الذهبية والجوائز لمن يستحقها فعلا!!

لا يمكن إنكار أن المسابقات الإفريقية حتى الرياضية منها وما يرتبط بها من جوائز، وسواء تعلق الأمر بالأندية أو بالمنتخبات، بل حتى ما يتعلق بالعقوبات التي من المفترض أن يعاقب بها هذا النادي أو ذاك أو هذا المنتخب أو المنتخب الآخر، فإن كل ذلك ينبثق ويصدر من طرف أشخاص يتحكمون في الكواليس وفي خيوط اللعبة، وهو ما فاحت رائحتُه النتنة من مطبخ الكونفدرالية الإفريقية، منذ سنوات، وتدخلت على إثره الفيفا -ليس ببراءة هي الأخرى- وإلا فليس من باب حتى اللباقة أن تُمنح الكرة الذهبية للَاعِبين من نفس البلد، حتى ولو اختلفنا بشأن أحقية أحدهما (لقمان) فعلى الأقل هناك شبه إجماع على عدم أهلية الآخر (أوسيمين)، حيث كان الأولى منحها لياسين بونو بادل نهج أسلوب المراوغة والتضليل؛ ولا تحدثني عن الديمقراطية/الشفافية الإفريقية المفترى عليها، فلو تعلق الأمر بتنظيم دورتين متتاليتين لتتويج اللاعبين في جنوب إفريقيا أو في مصر مثلا مقر “الكاف” لكَانَ فاز بالبالون دور لاعب أو لاعبان من هذين البلدين !!

هذا يطرح السؤال المؤرق عن حجم تأثيرنا كمغاربة من خلال السي فوزي لقجع داخل الاتحاد الإفريقي لكرة القدم؛ فليس التأثير هو أن تأتي بحفلات توزيع الجوائز أو تنظيم دورات تدريبية، أو حتى أنك تظفر بتنظيم كأس إفريقيا للأمم للكبار والصغار والشباب والهواة وللنساء والرجال… إنما التأثير هو أن تكون لك القدرة على حماية أنديتك ومنتخباتك من جور وظلم التحكيم الإفريقي، ومن مناورات “العلبة السوداء” لـ”حُكام الفار”، وتكون لك القدرة على المرافعة على بلادك أمام العقوبات الجائرة إذا مستك وغير العادلة إذا طالت خصومك، تماما كما حدث مع العقوبات المتساهلة والمتسامحة مع الجزائريين في فضيحة ما سمي بـ”قميص نهضة بركان”، وهي الفضيحة التي تحولت إلى فضيحة أكبر مع العقوبة المضحكة التي فرضت على الجزائريين!!

ما نخشاه -وهذا جِد وارد- هو أن غياب القدرة على التأثير داخل دواليب “كاف” قد يسلبنا أكثر من مجرد جوائز إفريقية نستحقها، ومِن مجرد حق وعدل في قرار ضد خصوم أساؤوا إلينا رياضيا، ليمتد “السلب” و”السرقة” إلى بطولة أمم إفريقية نحن على وشك تنظيمها، ثم يمطروننا، في مقابل ذلك وبعد ذلك، بالمديح والثناء، وبأننا نظمنا أحسن وأروع دورة !!

هذا ما نخشاه.. فلا يجب أن نبقى من السذج ونقبل فقط بدور متعهد الحفلات الشاطر !!

#خليونا_ساكتين

[email protected]

ملحوظة: هذه المقالة نشرها الكاتب بداية على شكل تدوينة/تغريدة مطولة على حسابيه في “إكس” و”فيسبوك

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

أترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.