آخرها اختراق وكالة الأنباء الجزائرية.. هل تحولت الحرب الكلامية بين المغرب والجزائر إلى حرب سيبرانية؟

0

في اتهام جديد للنظام الجزائري لنظيره المغربي، لم يتردد في تحميل المسؤولية لاختراق وكالة الأنباء الجزائري الرسمية، للمغرب وإسرائيل، وهو الاتهام غير الجديد للجزائر للمملكة المغربية، حيث سبق أن اتهم وزير جزائري صراحة “المخزن” المغربي بشن هجمات عبر عملاء، لم يحدد هويتهم بشكل صريح المسؤول الجزائري.   

وقالت وكالة الأنباء الجزائرية، مساء الأحد، في تغريدة على تويتر، إن موقعها تعرض لهجمات سيبرانية أدت إلى حجبه مؤقتا، مشيرة إلى أنه “اتضح أن هذه الهجمات مصدرها إسرائيل والمغرب وبعض مناطق أوروبا”، وتابعت: “التدابير والأنظمة التقنية للوكالة سمحت بصد هذه السلسلة من الهجمات الحادة التي مازالت متواصلة، والحيلولة دون تمكن محاولات الاختراق السيبراني من بلوغ قاعدة البيانات”.

ومن جهته أعلن التلفزيون العمومي الجزائري أن “الموقع الإلكتروني للوكالة بنسخته الناطقة باللغتين الوطنيتين وبلغات أجنبية يتعرض منذ فترة طويلة إلى هجمات سيبرانية متفاوتة الحدة، مسيرة من معظم المصادر الجغرافية المذكورة”، وأكدت أن “هذه الهجمات السيبرانية تندرج في إطار الحرب الإعلامية والإلكترونية التي تستهدف بلادنا”، وربطت بينها وبين “المواقف والقرارات المصيرية” التي تتخذها الجزائر، حسب زعمها.

وحسب ما أوردته وكالة الأنباء الألمانية، نقلا عن الوكالة الرسمية الجزائرية، فإن “الهجمات التي تعرض لها الموقع الإلكتروني تهدف لاختراقه مما دفع إلى حجبه مؤقتا”.

ونقلت الوكالة الألمانية عن نظيرتها الجزائرية قولها: “اتضح أن هذه الهجمات مصدرها إسرائيل والمغرب وبعض مناطق أوروبا”، مضيفة: “التدابير والأنظمة التقنية للوكالة سمحت بصد هذه السلسلة من الهجمات الحادة التي مازالت متواصلة، والحيلولة دون تمكن محاولات الاختراق السيبراني من بلوغ قاعدة البيانات”.

ويأتي الاتهام الجديد للنظام الجزائري، يومين فقط بعد أزمة دبلوماسية تفجرت بين الجزائري وباريس، وشنت عل إثرها وكالة الأنباء الرسمية الجزائرية، هجوما شرسا على الأجهزة الأمنية الجزائرية، وسط انتقادات من أصوات جزائرية معارضة ومن سياسيين فرنسيين، اتهموا الوكالة بالخروج الفح عن الباقة والمهنية، واتهمت مصادر فرنسية في سياق ذلك النظام الجزائري، بـ”المرض النفسي”، بالنظر إلى أن العلاقات بين البلدين كانت تمر بشهر عسل، قبل أن ينقلب النظام الجزائري بصورة مفاجئة ضد الإيليزي، ويستدعي سفيره في باريس، نتيجة فرار مواطنة مزدوجة الجنسية إلى تونس ثم حصلت هناك على حماية قنصلية فرنسية مكنتها من دخول التراب الفرنسي.

و على الطرف الآخر كان موقع المكتبة الوطنية المغربية قد تعرض للاختراق، ظُهر يوم الأحد 1 يناير 2023، من طرف هاكرز جزائريين. وأعلنت جماعة تطلق على نفسها اسم “فريق 1962” مسؤوليتها عن الهجوم، وقالت حينها، إنها تسيطر على الشبكة الداخلية للمكتبة بأكملها.

وادعى المخترقون أن الهجوم كان سهلا للغاية، لأن موقع المكتبة الوطنية المغربية يستخدم نظاما قديما. كما زعمت أنها سوف تتحكم الآن في 200 جهاز كمبيوتر وكاميرا في المكتبة الوطنية، بالإضافة إلى الأسماء والمعرضات وأرقام الهواتف وكلمات المرور المخزنة على تلك الأجهزة.

ونهاية العام الماضي، زعمت نفس المجموعة أنها اخترقت موقع وزارة الفلاحة المغربية. وأوضح “فريق 1962” على تطبيق المراسلة تلغرام، أنه تمكن من الحصول على العديد من الوثائق الرسمية، ولن يتم الكشف عن هذه الوثائق كي لا تنكشف هوية المخترقين، كما أشاروا إلى أن فعلهم هذا رد على الهجمات التي يرتكبها قراصنة مغاربة.

وبالفعل، كانت مجموعة تسمى “الفرسان المغاربة السود”، أعلنت مسؤوليتها عن اختراق عدة مواقع جزائرية رسمية، لا سيما موقع وزارة الصحة، وموقع وزارة النقل، وموقع إدارة المجاهدين وأصحاب الحقوق، بالإضافة إلى موقع تابع لجامعة وهران ووكالة الأنباء الرسمية.

وجاءت هذه الهجمات بعد أيام من تسريب بيانات آلاف من الطلبة المغاربة، ونُسبت العملية إلى قراصنة جزائريين.

وأوضحت وزارة التعليم العالي الغربي، في بيان صحفي في حينه، أن التسريب لم يأت من منصاتها. إلا أن الهيئة الوطنية للرقابة على حماية البيانات الشخصية وجهت أصابع الاتهام إلى منصة “التوجيهي”.

يذكر أنها ليست المرة الأولى التي تتهم فيها الجزائر، المغرب باستهدافها بهجمات سيبرانية، فقد سبق لوزير الاتصال الجزائري السابق عمار بلحيمر أن قال، في فبراير من عام 2021، “نعلم أن نظام المخزن جند مئات العملاء على مستوى العالم الافتراضي للهجوم على الجزائر، ونعلم جيدا مصدر تواجدهم من خلال ما تتيحه لنا التكنولوجيا العصرية”.

ودأب النظام الجزائري، سواء بتصريحات رسمية من مسؤوليه أو عبر أذرعه الإعلامية وأولها الوكالة الرسمية، على إقحام اسم المغرب في أي أزمة تعرفها بلاده، مهما كانت طبيعتها، وآخرها الاتهامات الجزائرية التي طالت المغرب، عندما قالت بأن المغرب ضالع في تهريب الناشطة السياسية أميرة بوراوي من الجزائر إلى تونس ثم فرنسا، وسابقا بالضلوع في حرائق الغابات التي شهدتها في السنوات الأخيرة الجزائر، إلى جانب اتهامات بالتشويش على أحداث رياضية من قبيل “شان الجزائر” المنظم مؤخرا.

إدريس بادا

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

أترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.