أزمة دبلوماسية.. المغرب يستدعي سفيره في تونس بعد استقبال قيس سعيد زعيم البوليساريو
يبدو أن النظام التونسي في عهد الرئيس قيس سعيد الموصوف ب”الانقلابي” من طرف فئات واسعة من التونسيين، أول جهة ينطبق عليها التهديد الذي أطلقه العاهل المغربي محمد السادس في خطاب ذكرى “ثورة الملك والشعب”، التي يحتفل بها المغرب في 20 غشت من كلسنة، حيث اعتبر أن قضية الصحراء أصبحت هي المنظار الذي ترى منه المملكة طبيعة علاقاتها مع شركائها وأصدقائها.
فقد أعلنت وزارة الخارجية المغربية، مساء الجمعة 26 غشت 2022، استدعاء سفيرها لدى تونس، حسن طارق، من أجل التشاور، على إثراستقبال الرئيس قيس سعيد، لزعيم جبهة البوليساريو الانفصالية، إبراهيم غالي.
وذكر بيان صادر عن وزارة الخارجية المغربية، أن الرباط “قررت عدم المشاركة في قمة (التيكاد) الثامنة” المقرر انعقادها في تونس بسبباستقبال زعيم البوليساريو.
وأضاف البيان أن تونس “قررت خلافا لموقف اليابان، وفي انتهاك لعملية الإعداد والقواعد المعمول بها، من جانب واحد، دعوة الكيانالانفصالي“.
وأضاف المصدر أن “ترحيب رئيس الدولة التونسية بزعيم الميليشيا الانفصالية عمل خطير وغير مسبوق، يجرح بشدة مشاعر الشعب المغربيوقواه الحية“.
وأوضحت الخارجية المغربية أن قرار استدعاء السفير “لا يؤثر بأي شكل من الأشكال على الروابط القوية والمتينة بين الشعبين المغربيوالتونسي، اللذين يرتبطان بتاريخ مشترك ومصير مشترك“.
نقابة تونسية تصف القرار ب”الحماقة”
استنكر محمد الأسعد عبيد، الأمين العام للمنظمة التونسية للشغل، استقبال الرئيس التونسي قيس سعيد، قائد جبهة البوليساريو.
وأكد عبيد أن المملكة المغربية كانت من أوائل الدول التي وقفت إلى جانب تونس خلال جائحة “كورونا” وفي عز الأزمة السياحية، مشددا علىأن “ملف الصحراء موضوع مغربي ولا يحق لنا التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة”.
وخاطب الأمين العام للمنظمة التونسية للشغل قيس سعيد قائلا: “من كلفك لكي تعترف بجماعة منشقة على الدولة المغربية”، واصفا هذهالخطوة بـ”الحماقة التي خلقت أزمة دبلوماسية بين دولتين شقيقتين”.
واعتذر عبيد للمغاربة، مستحضرا أفضال الشعب المغربي، التي لا يمكن أن ينساها كنقابي وابن نقابي. وأضاف أنه لا يمكن أن ينسىخروج الشعب المغربي قاطبة في أكبر مظاهرة في تاريخ المغرب العربي، قبل الشعب التونسي، عقب اغتيال النقابي فرحات حشاد عام1952، تنديدا بالاغتيال الغادر، وتابع” “ما هذا الغباء السياسي الذي يمارسه المنقلب، ولا بد لليل أن ينجلي”.
وكان استقبال غالي في إسبانيا من أجل تلقي العلاج، في سنة 2021، قد أثار أزمة دبلوماسية بين الرباط ومدريد.
وانتهت الأزمة بإعلان إسبانيا تأييد مقترح الحكم الذاتي الذي طرحته الرباط، من أجل حل ملف الصحراء المغربية.
ويوم 20 غشت الجاري بمناسبة الذكرى 69 ل”ثورة الملك والشعب” قال الملك محمد السادس، في خطاب موجه إلى الأمة، إن “الموقف منالصحراء هو النظارة التي تنظر بها المملكة إلى العالم“.
سعاد صبري