أسر شهداء ومفقودي الصحراء يستنكرون إفراغهم من منازلهم بوجدة ويحملون مؤسسة الحسن الثاني مسؤولية تشريدهم

0

تلقت الجمعية الوطنية لأسر شهداء ومفقودي وأسرى الصحراء المغربية، باستنكار وأسف شديدين، ما تتعرض له أسر شهداء الوحدة الترابية، بحي النقيب بلميلودي بمدينة وجدة، من ضغوطات واستفزازات وعنف رمزي، من طرف السلطات.

استنكار “الجمعية”، وفق بيان لها توصلت “الناس” بنسخة منه، جاء على خلفية إفراغ أسر شهداء الوحدة الترابية من منازلهم التي يقطنون بها منذ عقود، دون مراعاة لحرمة الشهداء الذين استرخصوا أرواحهم، وجسدوا رمزا وعنوانا بارزا للتضحية والفداء ونكران الذات، من أجل وحدة الوطن وتماسكه وصموده في وجه الأطماع الخارجية التي تستهدفه، وسطروا بدمائهم تاريخا مشرفا سقوا به تراب الصحراء المغربية، بحسب الجمعية الوطنية لأسر شهداء ومفقودي وأسرى الصحراء المغربية.

ذات الجمعية أضافت في بيانها: “لكن هيهات.. كل هذا قوبل بالجحود والنكران والخذلان، وهو سلوك سيتسبب في تنامي ظاهرة الحقد الذي يتغلغل في نفوس الأفراد، ويكون انطباعا تشاؤميا يفقدهم الأمل في دولة تتنكر لخدامها الأوفياء، كما تنكرت وضربت عرض الحائط كل التعليمات الملكية السامية القاضية بتوفير السكن لأسر الشهداء وتفويته لقاطنيه”.

وأوردت الجمعية عددا من المرجع لِما تعتبره حق أعضائها في السكن؛ مثل المذكرة الملكية المصلحية رقم 2642 المؤرخة بتاريخ 10 ماي 2001. وتفويت السكن بدرهم رمزي 04/12/1987؛ والتعليمات السامية بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب لسنة 1979 لتوفير السكن اللائق لأسر الشهداء؛ والرسالة المؤرخة في 25 يونيو 2021، التي تفيد بموجبها إدارة الدفاع الوطني أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله أعطى موافقته السامية لأجل تفويت المنازل بالمجان لأسر شهداء الوحدة الترابية للمملكة؛ ثم الأمر اليومي الموجه لأفراد القوات المسلحة الملكية بمناسبة الذكرى 66 لتأسيسها القاضي باستفادة أسر الشهداء من السكن بشكل مجاني.

وتساءلت “جمعية أسر شهداء ومفقودي وأسرى الصحراء” بقولها: من يقف حجرة عثرة أمام التسوية الحقوقية لملف أسر شهداء حرب الصحراء المغربية؟ ومن وراء هذا التصرف الشاذ والأرعن؟ ومن يمارس سياسة التسويف والمماطلة لكي لا يستفيد باقي أسر الشهداء من السكن أو البقع الأرضية التي تم التسويق لها عبر الإعلام العمومي، دون تقديم أي برنامج واضح لاستفادة الأسر غير المستفيدة (حقوق مع وقف التنفيذ)؟؟؟

وعبرت الجمعية عن حنقها وإحباطها عندما زادت في بيانها مستغربة: “كلها تساؤلات تخالج هذه الفئة التي لم تعد تثق في أي مسؤول كيفما كانت رتبته أو منصبه، باستثناء صاحب الجلالة والمهابة الملك محمد السادس نصره الله، القائد الأعلى للقوات المسلحة الملكية ورئيس أركان الحرب العامة، الذي يعي ويستشعر جسامة استشهاد جنوده في سبيل الوحدة الترابية للمملكة الشريفة”.

وأوردت الجمعية مقتبسا من خطاب ملكي سابق حين أكد الملك قوله: “إننا لنستحضر بكل تقدير جميع الذين قدموا حياتهم في سبيل الدفاع عن الصحراء، فهناك أمهات وآباء من جميع أنحاء الوطن فقدوا أبناءهم في الصحراء، وهناك أرامل تحملن أعباء الحياة وحدهن، وأيتام لم يعرفوا حنان الأب من أجل الصحراء، وهناك شباب فقدوا حريتهم وعاشوا أسرى لسنوات طويلة في سبيل الصحراء “. (مقتطف من الخطاب الملكي السامي بمناسبة الذكر 39 للمسيرة الخضراء)، لتتساءل: ما موقع أسر شهداء الوحدة الترابية من مضمون خطاب صاحب الجلالة؟ وهو تساؤل موجه لكل المسؤولين على ملف شهداء الصحراء المغربي، بحسب الجمعية.

وختمت جمعية أسر شهداء ومفقودي الصحراء المغربية بقولها: أمام هذا الوضع المقلق والتصرفات اللامسؤولة اتجاه أسر شهداء حرب الصحراء المغربية، فإننا نحمل المسؤولية لمؤسسة الحسن الثاني للأعمال الاجتماعية لقدماء العسكريين وقدماء المحاربين، ووكالة السكنى والتجهيزات العسكرية والقيادة العليا للقوات المسلحة الملكية، التي تركت أسر شهداء حرب الصحراء المغربية تعيش الفقر والتهميش البطالة والأمراض و الإحباط ووغير ذلك، لما يناهز 48 سنة، بسبب نهجها لسياسة أحادية (دون إشراك المعنيين)، ولا تستجيب لمطالب وتطلعات هذه الفئة التي يتم استغلال وضعها المزري من طرف مرتزقة البوليساريو لإحباط معنويات جنودنا البواسل.

الناس/الرباط

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

أترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.