أمريكا في عين العاصفة.. استمرار الاحتجاجات وأعمال التخريب وتشريح لجثة فلويد يؤكد موته اختناقا

0

شهدت عدة مدن أمريكية مواجهات عنيفة بين عناصر الأمن والمحتجين ضد “وحشية” الشرطة. واحتشد المتظاهرون الاثنين لليوم السادس على التوالي، غضبا لوفاة جورج فلويد، وهو مواطن أمريكي من أصول أفريقية، بعد محاولة اعتقاله من قبل الشرطة في مدينة مينيابوليس.

ونشبت أعمال شغب قرب البيت الأبيض في واشنطن، إذ وردت تقارير عن نقل الرئيس دونالد ترامب إلى مخبأ للطوارئ، حيث أمضى نحو ساعة، نظرا لمخاوف من تعرضه للخطر.

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الاثنين إنه سيرسل الآلاف من الجنود المدججين بالسلاح وقوات إنفاذ القانون لإنهاء العنف في العاصمة وتعهد بفعل الشيء نفسه في مدن أخرى إذا لم يستطع رؤساء البلدية والحكام استعادة السيطرة على الشوارع.

وأضاف في تصريحات بحديقة الزهور بالبيت الأبيض ”يتعين على رؤساء البلدية والحكام فرض وجود كبير لقوات إنفاذ القانون إلى أن يتم إخماد العنف“.

وتزامنت التصريحات مع تفريق السلطات لمحتجين على مقربة من البيت الأبيض باستخدام الغاز المسيل للدموع.

أ ب

وتابع ترامب ”إذا رفضت مدينة أو ولاية اتخاذ التحركات الضرورية للدفاع عن أرواح سكانها وممتلكاتهم فسأقوم بنشر الجيش الأمريكي وحل المشكلة سريعا“.

دعا البيت الأبيض يوم الاثنين إلى الالتزام ”بالقانون والنظام“ وحمّل المحرضين مسؤولية الاحتجاجات الأمريكية العنيفة في جميع أنحاء البلاد للّيلة السادسة على التوالي، والتي أثارها الغضب بسبب التمييز العرقي واستخدام الشرطة للقوة المفرطة.

وقضت مراكز الشرطة والإطفاء ليل الاحد في إخماد حرائق متفرقة بالقرب من البيت الأبيض وفوضى نهب المتاجر في نيويورك وساوث كاليفورنيا. وقال الحرس الوطني إنه نشر قواته في 23 ولاية وواشنطن العاصمة.

واندلعت حرائق قرب البيت الأبيض وتعرضت متاجر للنهب واخترقت شاحنة مسيرات في مدينة منيابوليس الأمريكية، في الوقت الذي تكافح فيه الولايات المتحدة لاحتواء احتجاجات فوضوية بشأن التمييز العرقي وأساليب الشرطة.

وبدأت الاضطرابات باحتجاجات سلمية على وفاة جورج فلويد، وهو رجل أسود، أثناء احتجازه لدى الشرطة.

وتوفي فلويد (46 عاما) يوم الاثنين 25 مايو أيار بعد أن أظهر مقطع فيديو ضابط شرطة أبيض في منيابوليس وهو يجثو على رقبته لما يقرب من تسع دقائق.

تشريح لجثة جورج فلويد أجري بطلب من أسرته أظهر وفاته اختناقاً

وفجر المقطع حالة من الغضب اجتاحت أمة منقسمة سياسيا وعرقيا في خضم حملة رئاسية اتمست بالاستقطاب وتسببت في مظاهرات خرجت مرارا في السنوات القليلة الماضية احتجاجا على قتل الشرطة لأمريكيين سود.

وفرضت السلطات حظر التجول على عشرات المدن في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وهو أكبر عدد منذ عام 1968 في أعقاب اغتيال مارتن لوثر كينج الابن، والذي حدث أيضا خلال حملة انتخابات رئاسية ووسط اضطرابات المظاهرات المناهضة للحرب.

وقالت كايلي مكيناني المتحدثة باسم البيت الأبيض لشبكة فوكس نيوز ”نحتاج إلى القانون والنظام في هذا البلد“. وقالت إن أنتيفا، وهي جماعة مناهضة للفاشية، كانت ”بالتأكيد وراء“ هذا العنف.

وندد الرئيس دونالد ترامب بقتل فلويد ووعد بالعدالة لكنه وصف المتظاهرين بأنهم ”بلطجية“.

وقال ترامب الجمهوري على تويتر يوم الأحد ”تعاملوا بصرامة يا رؤساء البلديات وحكام الولايات الديمقراطيين. هؤلاء الأشخاص فوضويون. استدعوا الحرس الوطني الآن“.

وفي لويسفيل بولاية كنتاكي، ذكرت قناة (دبليو.إل.كيه.واي تي.في) التابعة لشبكة سي.بي.إس أن الشرطة قتلت بالرصاص رجلا في وقت مبكر يوم الاثنين. ولم يتضح إن كان من المتظاهرين. وأضافت القناة أن الشرطة قالت إنها تعرضت لإطلاق نار قبل الواقعة.

مشاهد فوضوية حول البيت الأبيض

وفي واشنطن العاصمة، أضرم محتجون النار قرب البيت الأبيض يوم الأحد. وامتزج الدخان بسحب من الغاز المسيل للدموع فيما سعت الشرطة لإخلاء المنطقة من الحشود التي أخذت تردد هتاف ”جورج فلويد“.

واندلعت أعمال متفرقة في بوسطن بعد احتجاجات سلمية فيما ألقى متظاهرون زجاجات على أفراد الشرطة وأشعلوا النار في مركبة. وأعلنت مدينة فيلادلفيا حظر تجول من الساعة السادسة مساء حتى الساعة السادسة صباحا.

وبعد ظهر يوم الأحد، اخترقت شاحنة حشدا من المتظاهرين في على الطريق السريع 35 في منيابوليس، الذي كان مغلقا أمام حركة المرور. وسحب المتظاهرون السائق من الشاحنة وضربوه قبل أن تحتجزه شرطة منيابوليس. ولم يبد أن الشاحنة أصابت أي متظاهرين.

وفي الساحل الغربي، وقعت اشتباكات في بورتلاند بولاية أوريجون حيث أظهرت لقطات تلفزيونية حرائق صغيرة مستعرة فيما أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع على متظاهرين أطلقوا ألعابا نارية.

وتعرضت المتاجر الفاخرة في سانتا مونيكا للنهب في شارع شهير للمشاة قبل أن تتدخل الشرطة وتعتقل بعض الأشخاص. وجاءت أعمال التخريب في أعقاب مظاهرة سلمية بدرجة كبيرة في وقت سابق في المدينة الساحلية. وباتجاه الجنوب في ضاحية لونج بيتش في لوس انجليس، حطمت مجموعة من الشبان والشابات نوافذ مركز تجاري ونهبوا المتاجر ثم تفرقوا قبل بدء حظر تجول من السادسة مساء.

واتسمت المظاهرات بالتنوع وهي نقطة أبرزتها متظاهرة من السود في كاليفورنيا قائلة ”يعني الكثير أن ترى أشخاصا غير السود ينضمون للمظاهرات“.

واندلعت الاحتجاجات في مختلف أرجاء العالم فشهدت لندن وبرلين فعاليات مناهضة لما حدث في الولايات المتحدة إلى جانب نيوزيلندا وأستراليا وهولندا اليوم الاثنين.

ولم تهدأ أعمال العنف رغم القبض على ديريك تشوفين (44 عاما) الضابط السابق بشرطة منيابوليس. واتهم بارتكاب جريمة قتل من الدرجة الثالثة. ولم توجه اتهامات بعد لثلاثة ضباط آخرين شاركوا في اعتقال فلويد.

وفي نيويورك اعتقلت الشرطة 350 شخصا وأصيب 30 شرطيا بجروح في اشتباكات. وقال بيل دي بلاسيو رئيس بلدية نيويورك إنه يجري التحقيق في أساليب الشرطة بما في ذلك تسجيل فيديو انتشر على نطاق واسع يظهر مركبة شرطة تخترق حشدا من المتظاهرين كانوا يلقون عليها الحجارة في بروكلين.

وقال دي بلاسيو إنه لم يشاهد مقطعا مصورا منفصلا يظهر فيه ضابط شرطة وهو ينتزع كمامة محتج أسود ليرش شيئا على وجهه.

وكان من بين من ألقي القبض عليهم مساء السبت ابنه رئيس البلدية البالغة من العمر 25 عاما، وفقا لمصدر في شرطة نيويورك قال إنها تلقت تحذيرا قبل إخلاء سبيلها.

واندلعت احتجاجات كذلك في شيكاجو وسياتل وسولت ليك سيتي وكليفلاند ودالاس.

تشريح.. مات اختناقا!

Opinion: George Floyd killing opens racism wounds for European ...

في سياق ذلك قال طبيبان قاما بتشريح مستقل لجثة جورج فلويد، الأمريكي الأسود الذي تسببت وفاته خلال احتجاز شرطة منيابوليس له الأسبوع الماضي في احتجاجات في جميع أنحاء البلاد، إن سبب الوفاة ”اختناق ميكانيكي“ وإن وفاته كانت جريمة قتل، وفق ما نقلت رويترز.

وقال الدكتور مايكل بادن، وهو أحد طبيبين قاما بتشريح الجثة بناء على طلب عائلة فلويد، خلال مؤتمر صحفي في منيابوليس إن فلويد لم يكن يعاني من أي مشكلة طبية كامنة ساهمت في وفاته. وقال بادن إن وفاة فلويد كانت بسبب ضغط ركبتي ضابطي شرطة على عنقه وظهره.

الناس/وكالات

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

أترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.