إعلانا لإنهاء الأزمة بين البلدين.. رئيس ألمانيا يدعو العاهل المغربي لزيارة دولة لألمانيا
فيما يبدو أنه رغبة قوية لطي صفحة الخلاف بين البلدين، وجهت برلين دعوة إلى العاهل المغربي، للقيام بـ”زيارة دولة”، للدفع بالعلاقات بين البلدين، اللذين عاشا طيلة الأشهر القليلة الماضية على وقع أزمة دبلوماسية غير مسبوقة، بسبب اتهام الرباط لبرلين بمعاداة مصالحها الوطنية.
ودعا الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير العاهل المغربي محمد السادس إلى زيارة بلاده “لإرساء شراكة جديدة” بين البلدين، بعد التوتر الذي شهدته العلاقات بين برلين والرباط.
وأعلن الديوان الملكي المغربي، في بيان الأربعاء 5 يناير 2022، أن الرئيس الألماني وجه في رسالة بمناسبة العام الجديد دعوة إلى العاهل المغربي للقيام “بزيارة دولة” من أجل “إرساء شراكة جديدة بين البلدين”، وفق ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
وكانت العلاقات بين البلدين شهدت توترا بعد انتقاد برلين لقرار الولايات المتحدة الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية (المغربية) أواخر 2020، فأعلنت الرباط تعليق كل أشكال التواصل مع السفارة الألمانيّة فيها.
وفي مايو الماضي استدعيت السفيرة المغربية للتشاور بعدما اتُهمت برلين خصوصا بـ”أعمال عدائيّة”.
إلا أن العلاقات شهدت تحسنا مؤخرا عقب نشر الخارجية الألمانية تصريحا تؤكّد فيه أنّ موقفها من نزاع الصحراء الغربية “لم يتغيّر منذ عقود”.
وُتعدّ ألمانيا من أهم الشركاء الاقتصاديين والتجاريين للمغرب، إذ تنشط حوالي 300 شركة ألمانية في هذا البلد، فضلا عن كونها من أبرز مانحيه في برامج تعاون ثنائي.
وكانت برلين، وفي خطوة مفاجئة وكتعبير منها عن حسن نوايا لطي ملف الأزمة مع المغرب المتواصلة منذ أشهر، أفادت وزارة خارجيتها منتصف شهر ديسمبر الماضي، بأن مخطط الحكم الذاتي في الصحراء يشكل “مساهمة مهمة” من الجانب المغربي لتسوية النزاع حول الصحراء.
وأكدت ألمانيا في بيان لوزارة خارجيتها أن “ألمانيا تدعم الجهود المبذولة من طرف المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة ستافان دي ميستورا، من أجل التوصل إلى حل سياسي عادل، دائم ومقبول على أساس القرار 2602”.
وعلى إثر ذلك رحب المغرب بما وصفه “الإعلان الإيجابي والمواقف البناءة” التي عبرت عنها الحكومة الفدرالية الجديدة لألمانيا مؤخرا حول العلاقات بين البلدين. وجاء ذلك تعليقا على تدوينة نشرتها السفارة الألمانية في الرباط، يوم 7 من الشهر الجاري (ديسمبر 2021)، وقالت فيها إن “المملكة المغربية شريك محوري لألمانيا”.
وقالت الخارجية المغربية، عبر “تويتر”، إن “التعبير عن هذه المواقف يُتيح استئناف التعاون الثنائي وعودة عمل التمثيليات الدبلوماسية للبلدين بالرباط وبرلين إلى شكله الطبيعي”.
وقبل ذلك بأيام قال وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، إن علاقة بلاده مع ألمانيا، يجب أن “تراعي الوضوح والمعاملة بالمثل”.
جاء ذلك خلال لقاء عقده الوزير مع لجنة الخارجية بمجلس المستشارين، حسب تقرير، وزع على البرلمانيينالمغاربة.
وقبل أيام فقط كشفت “مصادر مطلعة” أن “المغرب أعاد السفيرة زهور العلوي إلى برلين، بعد إعلان حكومة ألمانيا عن “موقف إيجابي بخصوص مقترح الحكم الذاتي في الصحراء الغربية (المغربية)”.
وأشارت المصادر ، وفق بعض التقارير، إلى أن “هذه المواقف تتيح استئناف التعاون الثنائي وعودة عمل التمثيليات الدبلوماسية للبلدين بالرباط وبرلين إلى شكله الطبيعي”.
وكانت العلاقات بين البلدين شهدت توترا استمر لأشهر، وأدى إلى إعلان الرباط تعليق كل أشكال التواصل مع السفارة الألمانية في المغرب، وهيئات ومنظمات التعاون التابعة لها، منذ شهر مارس الماضي (2021)، وذلك إثر “تراكم عدد من القضايا التي تبين عدم وجود احترام للمملكة المغربية ومؤسساتها”، كما ذكرت الخارجية المغربية في حينه. وهو ما ردت عليه ألمانيا باستدعاء السفيرة المغربية في برلين زهور العلوي. قبل أن تقدم الرباط على الطب من سفيرتها لدى ألمامايا بالعودة إلى المملكة.
إدريس بادا