ابتزاز إسرائيل الغبي للمغرب!

0

نورالدين اليزيد

ظهور رئيس الوزراء الإسرائيلي خلال لقاء تلفزيوني -مؤخرا- مع قناة فرنسية، وهو يوضح كلامه مستعينا بخريطة شبيهة بالخريطة المعتمدة من طرف الجامعة العرية، التي تُظهر جميع البلدان العربية باللون الأخضر، إلا المغرب الذي برز مبتورا من صحرائه، هو ظهور ليس بريئا، تماما كما هو ليس بريئا رئيس الوزراء الإسرائيلي من جرائم الإبادة البشرية التي ما فتئ يقترفها في حق الفلسطينيين، ولكنه ظهور أيضا أرعن وغبي..

نورالدين اليزيد

بنيامين نِتنياهو الذي بات حاليا السياسي والزعيم المنبوذ الأول، داخليا وعلى المستوى الخارجي، ليست هي المرة الأولى التي يظهر فيها خبثه ونَتَانَتَه من خلال ممارسة قذرة للعبة ابتزاز مفضوحة اتجاه المملكة المغربية، ولكنها الثانية من نوعها، إذ سبق أن أظهر خريطة بمكتبه في مناسبة سابقة، ليعقبها توضيحٌ من قبيل التوضيح الذي صدر اليوم عن رئاسة الحكومة الإسرائيلية، والتي مبررها يبدو أنه كان جاهزا في درج المكتب بعدما وصلت الرسالة المسمومة إلى الرباط!

المغرب وبالرغم من توقيعه اتفاق تطبيع مع هذا الاحتلال الغاصب للأرض الفلسطينية، للأسباب التي يعرفها المغاربة ويقدرونها إلا مَن يريد التغريد خارج السرب، فإنه يعرف جيدا معنى أن تكون دولة تحترم ما لها وما عليها، في إطار اتفاقيات القانون الدولي والتزامات العلاقات ما بين الدول وباقي “الكيانات”، ولذلك فإن الرباط عندما وقّعت على “اتفاقيات أبراهام” في ديسمبر 2020، فإنها كانت تدرك جيدا أيضا بأنها لم توقع شيكا على بياض، كما أراد بعض أعداء الوطن والبعض من بني جلدتنا الترويج لذلك، وإلا لكانت هرولت إلى السماح بفتح “السفارة”، وبدلا من ذلك اكتفت بتبادل فتح “مكاتب اتصال”، في انتظار اتضاح الرؤية، وفي انتظار الالتزام بكل بنود الاتفاق الثلاثي التاريخي، ومِن لدن كل الأطراف الثلاثة: الرباط، وتل أبيب وواشنطن.

رئيس وزراء الاحتلال لا يبدو أنه يتعظ من أخطائه البليدة القاتلة بما فيها التي قادته لارتكاب واحدة من أبشع جرائم القتل في التاريخ البشري ضد أصحاب الأرض المحتلة، التي عزلته داخليا وخارجيا، وتعالت على إثرها أصواتُ أحرار العالم وهيئات العدالة الدولية لإدانته ومحاسبته عليها؛ وبعدما يكاد يحرِق كل أوراقه محليا، ها هو يريد بكل غباء المعتوهين إحراق حتى مسارات التطبِيع التي وقعوها مع بعض البلدان العربية، ومنها المغرب، وذلك بمحاولاته اليائسة لحشد بعض هذه الدول المطبعة إلى صفّه المنبوذ، حتى ولو كان ذلك بالابتزاز!

المغرب وبالرغم من توقيعه اتفاق تطبيع مع هذا الاحتلال الغاصب للأرض الفلسطينية، للأسباب التي يعرفها المغاربة ويقدرونها إلا مَن يريد التغريد خارج السرب، فإنه يعرف جيدا معنى أن تكون دولة تحترم ما لها وما عليها، في إطار اتفاقيات القانون الدولي والتزامات العلاقات ما بين الدول وباقي “الكيانات”، ولذلك فإن الرباط عندما وقّعت على “اتفاقيات أبراهام” في ديسمبر 2020، فإنها كانت تدرك جيدا أيضا بأنها لم توقع شيكا على بياض، كما أراد بعض أعداء الوطن والبعض من بني جلدتنا الترويج لذلك، وإلا لكانت هرولت إلى السماح بفتح “السفارة”، وبدلا من ذلك اكتفت بتبادل فتح “مكاتب اتصال”، في انتظار اتضاح الرؤية، وفي انتظار الالتزام بكل بنود الاتفاق الثلاثي التاريخي، ومِن لدن كل الأطراف الثلاثة: الرباط، وتل أبيب وواشنطن، هاته الأخيرة التي يبدو أن إدارة الديمقراطيين بها جمّدت منذ وصولها إلى البيت الأبيض، واحدا من أبرز بنود “اتفاقيات أبراهام”، وهو فتح قنصلية أمريكية في الأقاليم الجنوبية للمملكة!

القضية وما فيها، وليعرفها جيدا نِتنياهو وغيره ممن قد يأتون من بعده، وغيرهم من ساسة العالم، أن المملكة المغربية، التي ذكّرت واشنطن من جديد العالمَ، وهي تعترف بمغربية الصحراء خلال توقيع تلك الاتفاقية التطبيعية، بأنها البلد الأول الذي اعترف بالولايات المتحدة الأمريكية كبلد مستقل عن الاحتلال البريطاني -وأي بريطاني حينئذ!؟- هذه المملكة ذات التاريخ العريق لا تخضع للابتزاز مهما كان ومِن طرف أيٍّ كان، ولو كانت لديها قابلية للخضوع لخضعت لأمريكا نفسها، التي لطالما استعملت ورقة الصحراء في علاقاتها بالمغرب، ولَخضعت لبريطانيا ومعها فرنسا وألمانيا وغيرها من البلدان الغربية، التي تعرف جيدا هذا المغرب!

والسلام

ملحوظة: هذه المقالة نشرها كاتبها بداية على حسابيه في فيسبوك و”إكس

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

أترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.