ارتباك أمني ورداءة في النقل التلفزيوني.. عوامل أفسدت فرحة عودة أسود الأطلس

0

اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي موجةٌ عارمة من التعليقات المنددة بسوء التغطية التلفزية والإخراج الرديء للتلفزيون المغربي الرسمي، لعودة الفريق الوطني المغربي المشارك في كأس العالم بقطر، إلى أرض الوطن اليوم الثلاثاء من مطار سلا الرباط.

فمباشرة بعد وصول طائرة الخطوط الملكية المغربية التي كانت تقل بعثة المنتخب المغربي من قطر، في حدود الساعة الخامسة، وبعد تسجيل الأمتعة وإمضاء هنيهة وجيزة للاستراحة، قلّت حافلة مكشوفة حمراء اللون عناصر الفريق الوطني المغربي، بينما حافلة أخرى عادية امتطتها عائلات اللاعبين، وانطلقت في حدود الساعة الخامسة والنصف صوب العاصمة الرباط عبر شارع الحسن الثاني.

وعند مدخل مدارة القاعدة الجوية بحي السلام بدأ الارتباك يبدو جليا ببداية تزايد الحشود الغفيرة من الجماهير  على جوانب الشوارع، حيث لوحظ غياب أية حواجز حديدية واندفاع الجماهير إلى داخل الشوارع متجاوزين بأمتار عدة الأرصفة، ما خلق حالة من الفوضى والارتباك؛ وما زاد من حالة الفوضى هرولة وعدو الحشود، وهو ما واكبه دخول عناصر الأمن والقوات المساعدة في مجاراة الناس في جريهم، مما عرقل في عدة مرات موكب الفريق الوطني، وأعاق حركته وقدرته على السير، في الوقت الذي كان يسرع كثيرا عندما كانت تتاح له الفرصة وتصبح الطريق سالكة أمامه.

وعند مفترق طرقات وتقاطع سكك حديد الترام بحي بطانة بمدينة سلا، وبينما كانت تسود فوضى بين الجماهير حول موكب المنتخب الوطني المغربي، كان مخرج التلفزيون الرسمي في القناة الأولى، وكذلك الرياضية وباقي القنوات التي كانت تنقله عنه، يحاول التغطية على عطب تقني جعله يفقد الاتصال بالموكب، دون أن يشير إلى ذلك في أسفل الشاشة، ظنا منه أن المتابع لم ينتبه إلى ذلك. بيد أن استمرار العطب التقني، وعودة الصورة متذبذبة ومتقطعة من حين لآخر، ولفترة امتدت لأزيد من ربع ساعة، حاول الإخراج جاهدا التغطية باستبدالها بصور الحشود تارة وبمناظر عامة للعُدوتين، دعلت الكثير من المواطنين ينتبه إلى الخطإ التقي في التغطية التلفزيونية، وهو ما أثر بشكل كبير على التغطية عموما لاستقبال أسود الأطلس. كما لوحظ غياب شبه تام للمعلق حيث كان خارج التغطية تقريبا طيلة نحو ساعة، ولم يواكب مرور الموكب عبر شوارع مدينتي سلا والرباط، وبدا أنه ارتبك عندما لاحظ ذاك التخبط في الإخراج ولن تكن له القدرة على التغطية أو تدارك الأمر.

وعند وصول موكب المنتخب المغربي إلى العاصمة الرباط بدا بسرعة مرتفعة أكثر، ولم يتسن للاعبين تبادل التحايا مع الجماهير، وعلمت “الناس” من مصادر مطلعة أن تعليمات أعطيت للجهات المنظمة لحفل استقبل الفريق الوطني بضرورة الإسراع للوصول إلى القصر الملكي بأسر ما أمكن من وقت، وهو ما جعل، رجال عبداللطيف الحموشي يعملون جاهدين على أن لا يقعوا عرضة عرقلة من طرف الجماهير الغفيرة التي حجت إلى العاصمة الرباط، من نواحي العاصمة، ومن مدن مجاورة، ما كان سيشكل مشكلة ويؤخر التحاق العناصر الوطنية بالقصر الملكي ليستقبلها الملك محمد السادس.

وعجّت مواقع التواصل الاجتماعي بانتقادات لاذعة من النشطاء إلى الجهات الأمنية متهمين إياها بتقصيرها في تأمين احترافي لاحتفال المغاربة بعودة فريقهم الوطني، في مقابل سخريتهم العارمة والواسعة من الإخراج التلفزي البدائي الذي أبان عنه التلفزيون الرسمي لحفل الاستقبال، واستنكر النشطاء طريقة التصوير وسطحيته، وذكر هؤلاء أن أعراس عصرنا الحالي الخاصة باتت تُصور بكاميرات مطورة، وبدرونات تصوير، بينما “دار لبريهي”، في إشارة إلى الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، ما تزال تستعمل كاميرات “المسيرة الخضراء”، في مقارنة متهكمة.

وواصل هؤلاء النشطاء تهكمهم وسخريتهم اللاذعة ضد من اتهموهم بالمسؤوللين عن إفساد فرحتهم بعودة “أسود الأطلس” من ملحمة عالمية مونديالية، وطالبوا برحيل المدير العام للشركة العامة للإذاعة والتلفزيون فيصل العرايشي، قائلين: سير..سير..سير…سير في حالاتك…(أي اذهب وارحل) وليأتي شي راس لافوكا.. أي كفاءة إسوة بالكفاءة الوطنية وليد الركراكي مدرب المنتخب الوني المغربي، الدي تألق معه أسود الأطلس.

عبدالله توفيق                 

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

أترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.