البام على صفيح ساخن.. بلاغان متناقضان وتحدي بنشماش بانتخاب رئيس للمؤتمر
الوضع داخل حزب الأصالة والمعاصرة ليس على ما يرام وقابل للانفجار.. إنها الخلاصة التي لا يمكن لأحد اليوم أن ينفيها؛ فبعد بلاغ حكيم بنشماش الأمين العام للحزب الذي أعلن فيه تأجيل اجتماع اللجنة التحضيرية للمؤتمر الرابع، سارع أعضاء الأخيرة إلى إصدار بلاغ مواز أعلنوا فيه انتخاب سمير كودار رئيسا للجنة التحضيرية للمؤتمر القادم، بعد انسحاب حكيم بنشماش والمؤيدين له.
ودعت رئاسة اللجنة، في بلاغ لها، الأمين العام إلى “الانصياع لإرادة اللجنة والتقيد بمقتضيات قوانين وأنظمة الحزب، والانخراط بإيجابية في مسلسل الإعداد للمؤتمر”.
واعتبرت أن “انسحاب الأمين العام خلف استياء عارما لدى أعضاء اللجنة التحضيرية الذين عبروا عن أسفهم لانسحاب الأمين العام قبل إتمام الاجتماع، وأكدوا تشبثهم بمخرجات الاجتماع”.
وكان البلاغ الموقع من طرف بنشماش أكد أنه ” بالنظر للصعوبات والعقبات التي اصطدمت بها جهود ومساعي بلورة صيغة توافقية لهيكلة اللجنة التحضيرية، وبينما شرع الأمين العام في مباشرة مسطرة فتح باب الترشيحات بشأن رئاسة اللجنة، عمد البعض إلى خلق بلبلة أفضت إلى إعدام كل الشروط الموضوعية والسليمة لمواصلة أشغال الاجتماع، بما في ذلك التطاول على اختصاصات الأمانة العامة للحزب، وبناء عليه أعلن الأمين العام رفع الجلسة لاجتماع لاحق سيتم تحديد تاريخه في اجتماع طارئ للمكتب السياسي”.
لكن الرافضين لتوجه بنشماش اكدوا في بلاغهم الذي اعقبه بلاغه، أن ” اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الرابع، المنبثقة عن المجلس الوطني في دورته الرابعة والعشرين، برئاسة السيد الأمين العام للحزب، اجتمعت بتاريخ 18 ماي 2019 “، وأن “الاجتماع استهل باقتراح يقضي باعتماد التوافق في اختيار رئيس(ة) اللجنة التحضيرية، وأنه لهذا الغرض تشكلت لجنة مصغرة، اشتغلت لساعات دون التوصل إلى حل متوافق عليه، لكنه يضيف بلاغ هؤلاء، “بعد ذلك، عاد الأخ الأمين العام ليقترح انتخاب رئيس(ة) اللجنة التحضيرية بالاقتراع العلني، حيث قدم السيد سمير كودار ترشيحه لهذه المسؤولية، ونال ثقة الأغلبية الساحقة من أعضاء اللجنة”.
وكانت اللجنة التحضيرية للمؤتمر الرابع لحزب الأصالة والمعاصرة قد عقدت أول لقاء لها يوم أمس السبت بمركز الاستقبال والندوات بحي الرياض بالرباط. وكان الاجتماع مخصصا لانتخاب رئيس اللجنة التحضيرية وهيكلة لجانها وفقا للمقتضيات القانونية قبل أن يتم “تعليقه”.
وأرجع بنشماش في بلاغه تعليق الاجتماع إلى ما أسماه “الصعوبات والعقبات التي اصطدمت بها جهود ومساعي بلورة صيغة توافقية لهيكلة اللجنة التحضيرية”.
ووفق مصادر حزبية فإن بنشماش لم يستطع إدارة النقاش الساخن الذي دار بالخصوص بين معسكري اخشيشن والحموتي، وهو النقاش الذي وصل في بعض الأحيان إلى التراشق بالكلمات النابية بل واتهام الامين العام بالوقوف إلى جانب هذا المعسكر ضد الآخرـ ليضطر معه بنشماش إلى تعليق الاجتماع وتأجيل الحسم في اسم رئيس اللجنة التحضيرية.
وتبادل أعضاء من الحزب توجيه التهم بـ”البلطجة” إلى أعضاء من الحزب دون أن يسمونهم، فيما انبرى بعض الأعضاء الىخرين على حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي إلى تحميل المسؤولية على ما آل إليه الحزب إلى الجميع، وحذر هؤلاء من أن يكون الانقسام والتشتت هو المصير الذي ينتظر الحزب الذي أسسه مستشار الملك فؤاد عالي الهمة في سنة 2008.
ناصر لوميم