
الحلم العربى.. كيف يُقصي أسود الأطلس “الماتادور” بالقاضية ويعبروا إلى ربع النهائي؟
“المونديال لم ينته هنا… لا زال لدينا ما نقدمه”.. هكذا قال رومان سايس، قلب دفاع منتخب المغرب، عقب صعود “أسود الأطلس” لملاقاة إسبانيا في ثمن نهائي بطولة كأس العالم قطر 2022.
لا يخافون من إسبانيا، ولا يخشون الأسماء الكبيرة، فالكل داخل معسكر المغرب يؤمن بحظوظه الكبيرة، وقدرته على تكرار الانتصار التاريخي الذي حققه أمام بلجيكا في الجولة الثانية لدور المجموعات، بحسب ما نقلت جريدة “الدستور” المصرية.
ورأى وليد الركراكي، المدير الفني لمنتخب المغرب، أن لاعبيه صنعوا تاريخًا عظيمًا بما فعلوه، لكنه لم يشبع بعد، وحرص في تدريبات الأمس (الخميس) على تحفيز اللاعبين ورفع دوافعهم، قبل المواجهة المرتقبة أمام “الماتادور” الإسباني، المقررة إقامتها في الخامسة مساء (الرابعة بالتوقيت المغربي) الثلاثاء المقبل.
وقال الركراكي للاعبي منتخب المغرب، متحدثًا عن مواجهة الإسبان: “إنهم أسماء كبيرة والعالم يعرفهم، وكل الخصوم يواجهونهم بحذر شديد، لذا عليكم التجرؤ وعدم خشية أي شيء، فكل الضغوط على المنافس”.
وأضاف: “نحن أمام فرصة كبيرة لتحقيق إنجاز غير مسبوق للمغاربة والعرب، عبر الصعود إلى دور الثمانية، وهذا لن يأتي دون الإيمان أولًا، وخوض المباراة المقبلة بثقة كبيرة في قدرتكم على الفوز وصناعة الانتصار، وألا تشككوا لحظة واحدة في قدرتكم على عبور الماتادور الإسباني”.
ويؤمن جميع لاعبي المغرب بما قاله مدربهم، ولا يرون أي شيء مستحيلًا في المونديال، فكل المنتخبات متقاربة، ولم يعد هناك الفريق الخارق القادر على قهرك والانتصار عليك بفارق كبير، مثلما كان يحدث في الماضي.
لكن عدة “مطبات” ستكون بانتظار منتخب المغرب، عليه الحذر منها بشدة، أولها حالة الإرهاق البدني التي أصابت الفريق مؤخرًا، عقب 3 مواجهات قتالية، أخرج فيها اللاعبون مخزونًا بدنياً غير عادى، سيكون له أثر كبير على مستواهم في المواجهة المقبلة.
في المقابل، يحظى منتخب إسبانيا براحة أكبر، بعدما لعب براحة كبيرة أمام منافس سهل في الافتتاح وفاز بسهولة على كوستاريكا، وداور في التشكيل بإراحة عدد كبير من اللاعبين أمام اليابان.
ولدى إسبانيا فلسفة “التدوير”، تلك المنهجية التي يعتمد عليها لويس إنريكي، وجعلته قادرًا على تجنب حالات الإجهاد والإرهاق، وهذه ميزة لـ”الماتادور” يجب الحذر منها.
كما أن المنتخب الاسباني أقوى في عملية فك التكتلات والاختراق، لأن فلسفة لعبه تقوم على التحكم الكامل في اللعب، والهجوم بكثافة في العمق، وانتشار عدد كبير من اللاعبين في ثلث الملعب الأخير، وهو ما سيجعل قدرته على صناعة الفرص أكبر مما كان عليه الأمر أمام بلجيكا وكرواتيا.
كما أن منتخب المغرب صار مضغوطًا، بعد أن تفوق على كبيرين مثل بلجيكا وكرواتيا، وصعد متصدرًا المجموعة عليهما، وهو ما يجعله يدخل المباراة تحت الأضواء والضغط، في مقابل ضغط أقل على الطرف الاسباني، الذى خسر من اليابان ولم يعد ينظر إليه الجميع كما نظرة البدايات.
ويمتلك المنتخب الاسباني عناصر شابة لديها حوافز ودوافع كبيرة، إلى جانب نشاطها وحيويتها، بخلاف بلجيكا وكرواتيا، فكلاهما منتخب “عجوز”، مردوده قل وتراجع كثيرًا.
الحذر من كل هذه العوامل لا يعنى أن الفرص قليلة، بل يتطلب تركيزًا مضاعفًا واجتهادًا أكبر، والعمل على استغلال المساحات الكبيرة التي يتركها “إنريكي” بفعل اللعب المتقدم وتمركز مدافعيه في وسط ملعب المنافس.
ويعاني “الماتادور” بطئًا شديدًا في الخط الخلفي، ويمكن لمنتخب المغرب عبر التحولات استغلال تلك الثغرة وصناعة المعجزة، عبر سرعات بوفال والنصيري وحكيم زياش.
الناس/متابعة