الزهرة الطليكي توقّع على ديوانها الشعري ”مراسي شاردة”
صدر للشاعرة الزهرة الطليكي، بعد ديوانها الأول “من سفر الغياب والاغتراب“، ديوان ثان موسوم بـ”مراسي شاردة” … صدرته الشاعرة بإهداء تقول فيه : “تمرد الحبر الشارد … اِستقر على ضفاف يراعي يشحنه بخلجات شغب الحياة… وظلال الكلمات… يزيل الحواجز عن أنفاس متعبة… يلمح زمن البوح الصادق بين سطور بياضه… يكشف الخبايا فور ثورتها وشرودها…
لكل قارئ شاركني بقراءة وفاء… أهدي هذه الكلمات المختصرة من زخم حياة مختصرة ..
وشكر خاص للناقد المتميز ( الميلودي الوريدي ) على إضفاء لمساته الجمالية عند إخراج الديوان… وعلى اختياره لصورة الغلاف… دام بهاء حضورك… – وقد جاء التقديم ناظما بين قصدية الاختصار في الإهداء وتجليات النصوص … يقول المقدم :(“إن تاريخ الوجدان العربي عند العرب مؤسس أصلا على الاهتزاز للإضاءات السريعة الخاطفة سواء أكانت فطرية أو وجدانية…” . والذي يجعلنا نستأنس بهذا الرأي من الشواهد مبثوث كمعالم على طول العصور الأدبية العربية؛ بدأ بوحدة البيت الدلالية والمضمونية، ومرورا بالشذرة النقدية أو الصوفية ، والحكم … ووصولا إلى الشذرة والومضة الشعريتين… حيث القاسم المشترك بينها: اندماج الشكل والدلالة في عملية الخلق الأدبي.
فالومضة الشعرية هي نتيجة لـ”التكثيف” المتأتي عن ضيق العبارة أو “إجاعة اللفظ” كما أسماه السلف، حيث يُبنى النص المتكامل المحيط بالفكرة المتفردة فيجعلها منفتحة على تعدد التأويلات والقراءات: “إشباع المعنى” .. ) ويختمه المقدم بقوله: ( وحتما سيجد القارئ نفسه أمام جماليات نظمية متعددة، منها الاقتصاد اللغوي العفوي البعيد عن التكلف كركيزة أساسية لبناء الصورة الإحالية… إضافة إلى القدرة على خلق الإمتاع من خلال زيادة الشحنة الدرامية القائمة على اختلاف الثنائيات الضدية… ويبقى الرهان الأهم للومضات الشعرية لدى الشاعرة في قدرتها على التأثير في القارئ، وحفز ملكته التأويلية عبر اللغة الإشارية والترميز المنفتح على التعدد القرائي … ( الميلودي الوريدي) …
ومن الناحية المعمارية تحقق المتن في قطع متوسط من سبع وثمانين صفحة، خمسة وخمسون منها تضم قصائد مخلصة للنهج النظمي السائد في قصيدة النثر أولاها معنونة بـ”استراحة شك” وآخرها قصيدة “سيدة الاشتهاء”… وتجلى الشق الثاني على شكل قصائد ومضية اختارت الشاعرة تضمينها بدون عتبات… وبين المتون في الجزء الأول والجزء الثاني مقول مرجعي: ( من أهم غايات الشاعر الحديث أن يطرق في قصيدته الإبداع والبكارة… ووسيلة تحقيقه لذلك تكمن في تفرد زاوية نظره إلى الوجود أولا، ثم الحرص على إخراج هذه النظرة المتفردة في قالب فني يضاهيها تفردا ثانيا … “
الميلودي الوريدي