الصحافية حنان بكور لأخنوش: تركتَ الأزمات الحكومية المتراكمة لتوقّع وثائق متابعتي.. لن نلتحق بالكورال!
كشفت الصحافية الزميلة حنان بكور أن عزيز أخنوش رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار ورئيس الحكومة، هو من يقف شخصيا ومباشرة وراء متابعة الصحافية على خلفية تدوينة نشرتها على حسابها في فيسبوك، حيث وقّع هو بنفسه على وثيقة تكليف نائب مدير المقر المركزي لتمثيل الحزب في متابعة “بكور”.
ومثلت يوم الاثنين 10 أبريل الجاري الصحافية حنان بكور أمام المحكمة الابتدائية بمدينة سلا للمرة الثامنة، في القضية التي تتابع فيها على خلفية شكاية من طرف حزب التجمع الوطني للأحرار، ضدها بسبب تدوينة انتقدت فيها الحزب وقيادته.
وفوض أخنوش، بحسب الوثيقة التي نشرتها بكور على صفحتها بفيسبوك، المدعو يونس أبشير، لحضور جلسات المحاكمة، والتشبث بالشكاية، في الوقت الذي ينص فيه القانون الأساسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، على أن الرئيس يتولى مهمة “تمثيل الحزب لدى المؤسسات الدستورية والسلطات الحكومية والإدارية والقضائية”، وفق ما أرفقت به الوثيقة الصحافيةُ من تدوينة مطولة على حسابها في فيسبوك.
وعبر نشطاء وهيئات حقوقية عن تضامنهم مع الصحافية واستنكروا متابعتها، معتبرين أن هذه الشكاية تأتي في سياق سعي الحزب الحاكم لتكميم الأفواه وقمع الأقلام الحرة المنتقدة له بسبب تدبيرها للشأن الحكومي، مطالبين بالكف عن المضايقات التي أصبح يتعرض لها الصحافيون والمدونون والمدافعون عن حرية التعبير.
ونوهت حنان بكور أيضا إلى أنها “منذ 27 يوليوز 2022 وأنا أخوض رحلة الشتاء والصيف، ذهابا وإيابا إلى المحكمة مرة كل شهر… في جلسة اليوم، قدم دفاع حزب التجمع الوطني للأحرار تفويضا مكتوبا يحمل توقيع رئيس الحزب عزيز أخنوش، بشحمه ولحمه، لشخص آخر من أجل تأكيد الشكاية ضدي، والمطالب المدنية”.
وأكدت قولها: “رئيس الحكومة الذي وجد وقتا ليناقش ويوقع تفويضا لمتابعة صحافية بسبب ممارستها حقها في التعبير، هو نفسه رئيس الحكومة الذي انقطع حسه منذ شهور فيما أصوات الناس تتعالى احتجاجا على غلاء أسعار المحروقات التي تبيعها إحدى شركاته للمواطنين، وبعدها غلاء أسعار الخضر والمواد الاستهلاكية، مهددة المغاربة بالجوع”.
وأضافت الصحافية ذاتها متهكمة على القول بغياب رئيس الحكومة: “لا تقلقوا إنه حي يرزق ويوقع تفويضات “إعادة التربية”، ومن “قلق” لاختفائه فليطمئن… منذ انطلاق قضية متابعتي، كان البعض يحرص على إيصال رسائل كثيرة من تحت الماء، من ضمنها أن المتابعة وراءها أشخاص ورطوا الحزب في قضية تسيء له، وأن أخنوش بعيد كل البعد عن هذا الموضوع…اليوم أخنوش وبخط يده يؤكد لكم ولنا جميعا أنه “الدينامو” الذي يقف وراء محاولة إخراس صوت ينتقد تدبيره السياسي و يمارس حقه الدستوري في حرية الرأي والتعبير التي لأخنوش وصفات مختلفة وعديدة لقمعها وإسكاتها…واحتوائها”.
ودعت الصحافية رئيس الحكومة لعدم التعجب من عصفور يهرب منه وهو يقترب وفي يده طعام له، فالطيور عكس بعض البشر تؤمن بأن الحرية أغلى من الخبز.. وكذلك بعض ممن يرفضون الالتحاق ب”كورالك”.
وانتقدت حنان بكور كون أخنوش “ترك كل كرات اللهب المحيطة بتدبيره الحكومي، التي هي بنظره لا تستحق قرارا ولا توقيعا، فالأهم هو “الإخراس وإعادة التربية”… ويعيش الجاموس” !
وخلصت حنان إلى توجيه رسالة لأخنوش بأن “لديه حزب وسلطة ومال يمكنه الاستقواء به على من شاء…إلا على صوت عاشق للحرية…صوت مستعد لمواجهته لوحده لإيمانه بحقه في الحرية وحق البلاد في الحياة، وهذا الإيمان أقوى من كل سلاح”.
وتأتي المتابعة على خلفية شكاية تقدم بها حزب التجمع الوطني للأحرار القائد للائتلاف الحكومي، بعد تدوينة كتبتها المعنية على حسابها بـ”فيسبوك” حول القيادية في الحزب والوزيرة السابقة، امباركة بوعيدة، رئيسة جهة كلميم واد نون، في ارتباط بوفاة عبد الوهاب بلفقيه، عشية انتخابات سبتمبر 2021.
سعاد صبري