الكويرة.. أو مدينة الأشباح التي اضطرت استفزازات البوليساريو السلطات المغربية لبعث الحياة بها
يبدو أن الاستفزازات التي قامت بها جبهة البوليساريو في الأشهر الأخيرة على مستوى معبر الكركرات، والتي تدخلت على إثرها قواتنا المسلحة فدحرت الميليشيات الانفصالية، وطردتهم شر طردة، كانت بردا وسلاما على الصحراء برمتها، حيث زاد اهتمام السلطاتن لاسيما ببعض مناطق الظل، كمدينة الكويرة.
مدينة الگويرة المغربية، أو كما تعرف بمدينة الأشباح لأنها بدون سكان من التسعينيات ليومنا هذا، آخر نقطة بالمملكة، وتنتمي لجهة الداخلة واد الذهب، لا طير يطير ولا وحش يسير فيها، منطقة وعرة جدا ولا يملأ وحشتها سوى البحر الممتد على بحر من الصحراء ..
قرر المغرب مرارا وتكرارا إعادة الإعمار بها، لكن لم تحن الفرصة، على ما يبدو إلا في الأيام الأخيرة؛ ولاسيما بعد الاستفزازات التي صدرت عن مرتزقة البوليساريو على مستوى معبر الكركرات، والتي أعقبها التدخل النوعي والمحني لجنودنا المغرب البواسل، فأرغموا مليشيات البوليساريو بالكركرات على الفرار، وباقي الحكاية يعرفها العادي والبادي..
عُرفت مدينة الأشباح هاته، ولطالما التصقت بأحاديث المغاربة الدارجة والمسترسلة، في أحاديثهم، عند التعبير عن وطنيتهم بالعبارة المتدوالة على نطاق واسع(من طنجة حتى الكويرة)..
اليوم بدأت السلطات تطرد الأشباح بها وتعمرها من جديد، لتصبح الأطلال مبانٍ آهلة بالسكان، ولتتحول في الأفق القريب، وفق ما صرحت بها مصادر مطلعة لـ”الناس”، على حاضرة على شاكلة حواضر باقي الأقليم الجنوبية الصحراوية للمملكة، و إعطاءها حقها والزخم الذي تستحق؛ والبداية جاءت في الشروع في تشييد ميناء أطلسي، ومشاريع سكنية أخرى، واستثمارات لعودة الروح إلى المدينة، التي تعتبر آخر نقطة في خريطة المغرب جنوبا.. بل إن المسؤولين يعتزمون تحويلا مستقبلا إلى وجهة سياحية عالمية، بحكم المؤهلات الطبيعية التي تتميز بها كالبحر والصحراء.
عثمان بن علي/ الزاك