النظام الجزائري المتهافت !!
نورالدين اليزيد
النظام الجزائري مستعد للظهور أمام مرأى ومسمع العالم بأنه نظام منبطح ونظام منافق ونظام مهرول، وقِس على ذلك كلَّ صفات الحقارة والذلة والمهانة، فقط ليتوهم أنه “يتصدى” للدبلوماسية المغربية على الساحة الدولية..

وخلال أيام قليلة فقط، في الآونة الأخيرة وبالموازاة مع مجيء الجمهوريين إلى البيت الأبيض ولاسيما عودة دونالد ترامب إلى الحكم وهو الذي له موقف يزعزع العقيدة العسكرية وأركان الحكم بالجزائر باعترافه بمغربية الصحراء، لاحظنا كيف سارع حكام قصر المرادية إلى تغيير لهجتهم وخطابهم إزاء القضية الفلسطينية، التي كانوا يعتبرونها مسألة مبدئية سواء كان الفلسطينيون “ظالمين أو مظلومين”، فغيروا النبرة اتجاه الاحتلال وباتوا يلاطفونه ويداعبونه بما يرضاه من توصيف “الدولة الإسرائيلية” بدل الدولة الصهيونية، وليذهب الفلسطينيون إلى الجـ،،حيم ! ثم إعلان رئيسهم، ولأول مرة، بأن بلاده تمتنع في الوقت الراهن عن تسليح انفصاليي البوليساريو؛ وكل ذلك فقط نكاية في المغرب، العدو الكلاسيكي لهم، وليُظهروا لواشنطن وتل أبيب بأنهم قادرون على تغيير مواقفهم 180 درجة، وبأن لا مبادئ ولا مواقف قارة ولا وزن لهم ولا هم يحزنون، وكل ما يهمهم هو أن يرضى عنهم ساسة أمريكا وإسرائيل، ويتقوا شر العصف بأنظمة من طينتهم وجلدتهم على غرار النظام السوري البائد!!
النظام العسكري الجزائري يجهل أو يتجاهل، بمواقفه المتهافتة المهينة هاته، بأن الدبلوماسية الدولية ومواقف الدول ليست مثل ردود أفعال انفعالية كما هي تصرفات الأطفال القُصّر والمراهقين أو الحمقى، وإنما هي تراكمات ومبادئ متأصّلة تأتي في سياق سيرورة متأنية ومتعقّلة تُبرز مكانة الدول وحجمها ووزنها وهيبتها وقيمتها على الساحة الدولية..
واليوم رأينا كيف أن رئيس الدبلوماسية في الجارة الجزائر أحمد عطاف استقل الطائرة وذهب لزيارة حكام سوريا الجدد، الذين بالأمس القريب فقط ظل نظامه ينعتهم بـ”الإرهابيين”، ويوالي ويدعم نظام بشار الأسد المطاح به، حتى يكونوا السباقين لزيارة دمشق من المغاربة في العهد الجديد، وليظهروا بأنهم مستعدون لطي صفحة الماضي والتأسيس لعلاقات جديدة، بل حتى للتلويح بورقة البترو-دولار لإعادة إعمار سوريا، أملا وطمعا في إبقاء دمشق على اعترافها بـ”الجمهورية الوهمية”، وعدم تبني الطرح المغربي، لاسيما في ظل ظهور مؤشرات على ذلك، بل وبرغبة سوريا أحمد الشرع على بناء علاقات قوية مع المملكة المغربية، التي يشهد لها الشرع وزملاؤه وباقي تيارات معارضة النظام السابق، بمواقفها النبيلة إزاء الشعب السوري وبرفضها القاطع التعامل مع النظام المجرم طيلة فترة اضطهاده وإجرامه في حق السوريين !!
النظام العسكري الجزائري يجهل أو يتجاهل، بمواقفه المتهافتة المهينة هاته، بأن الدبلوماسية الدولية ومواقف الدول ليست مثل ردود أفعال انفعالية كما هي تصرفات الأطفال القُصّر والمراهقين أو الحمقى، وإنما هي تراكمات ومبادئ متأصّلة تأتي في سياق سيرورة متأنية ومتعقّلة تُبرز مكانة الدول وحجمها ووزنها وهيبتها وقيمتها على الساحة الدولية..
ملحوظة: هذه المقالة نُشرت بداية على حسابات كاتبها على مواقع التواصل الاجتماعي ولاسيما فيسبوك وإكس.