النظام الجزائري يتهم المغرب بإرهاب الدولة ويجهل أنه هو من يمارس ذلك وبإصرار وترصد

0

 تحليل إخباري

عبدالله توفيق  

في الوقت الذي اتهم فيه النظام الجزائري المغرب بممارسة ما سماه “إرهاب الدولة”، دون تقديم أي دليل موضوعي ومنطقي على اتهاماته المهزوزة المتواصلة، تصدر في الأيام الأخيرة عن نظام قصر المرادية مجموعة تصرفات تفيد أنه هو النظام الذي يمارس “إرهاب الدولة”، ومع سبق الإصرار والترصد ضد جاره الغربي المغرب.

فمِن دعوات علنية صريحة عبر قنوات ومنابر إعلام رسمية وشبه رسمية جزائرية، لارتكاب أعمال إرهابية فوق التراب المغربي، إلى تحريض وتأييد عناصر جبهة البوليساريو للسير على نفس المنوال، ونقل الحرب إلى الداخل المغربي، يصر النظام الجزائري على اقتراف إرهاب الدولة ضد المملكة المغربية، بعدما تكبد الخسائر تلو الأخرى في صراعه المرير، الدبلوماسي والسياسي، مع المغرب، وفي ظل إحساسه بعزلة إقليمية ودولية غير مسبوقتين، في السنوات الأخيرة، أمام تحقيق الدبلوماسية المغربية المزيد من النقط والمكاسب لفائدة قضيته الوطنية الأولى.

في هذا السياق نقلت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية عن من يسمى “رئيس أركان جيش التحرير الشعبي الصحراوي، وعضو الأمانة الوطنية للبوليساريو”، المدعو محمد الوالي أعكيك، تصريحه بأن “الجيش الصحراوي” (البوليساريو) على اتم الاستعداد لتحرير جميع الاراضي الصحراوية المحتلة ونيل الاستقلال، داعيا “الشركات التجارية إلى الابتعاد عن الاستثمار في الأراضي المحتلة لأنها منطقة حرب وغير آمنة”، بحسبه، قاصدا المناطق الجنوبية الصحراوية للمملكة.

وهدد القيادي ذاته في البوليساريو، بأن عناصر الأخيرة “على أتم الاستعداد لمواصلة المقاومة المسلحة، في كل أماكن تواجد الاحتلال المغربي”، ويقصد كل التراب المغربي، على ما يبدو من سياق كلامه، مهددا ومتوعدا بـ”توسيع رقعة المعارك إلى ما وراء الجدار العازل”.

وكان القيادي في البوليساريو ذاته أكثر وضوحا في تصريح مماثل للأسبوعية اللندنية “الإيكونوميست”، عندما أكد لها أن “الشركات والقنصليات وشركات الطيران وبقية القطاعات، هي أهداف محتملة لهجماتهم”.

ويعتبر لافتا أن تأتي تصريحات قائد ميليشيات البوليساريو مطابقة تماما مع ما دعا إليه ضابط سابق في الجيش الجزائري، عبر قناة تلفزيونية خاصة، موالية للنظام، من ضرورة نقل الحرب إلى عمق التراب المغربي من أجل “بث الرعب”، كما قال في نفوس المغاربة.

وبالرغم من أن الكثير من المراقبين يعتبرون تصريحات القيادي في البوليساريو مجرد مزايدات مجانية موجهة للاستهلاك في داخل مخيمات تندوف، في صفوف الصحراويين المحاصرين هناك، الذين يعانون الأمرين من ويلات ومأساة مخيمات باتت أشبه بسجن في صحراء قاحلة، إلا أن البعض اعتبرها تهديدات تحمل عناصر الإدانة بالترهيب والإرهاب، ليس فقط للبوليساريو، ولكن حتى للدولة الجزائرية، التي تتكلف بالترويج والتمجيد والإشادة بأعمال إرهابية، بل والتحريض أيضا على الإرهاب ضد الدولة والشعب المغربيين، وهو ما يعتبر إرهاب دولة علني، يستحق كل عبارات الشجب والإدانة، والملاحقة القضائية الدولية.

وكان عقيد سابق في الجيش الجزائري، يدعى مختار مديوني، ويتقمص دور محلل سياسي، قد دعا صراحة في برنامجه التلفزيوني على قناة “الحياة” الجزائرية، إلى القيام باعمال إرهابية وخلق الرعب في المجتمع المغربي، كرد على قرار مجلس الأمن الأخير المتعلق بالصحراء، الذي رأى المتحدث أنه “لا يخدم القضية الصحراوية”.

وأكد المدعو مديوني بصريح العبارة مخاطبا ميليشيات البوليساريو: “يا صحراوة الذين يبتغون الاستقلال، موتوا واستشهدوا على بلادكم، وحولوا الحرب حتى داخل الأراضي المغربية بغرض خلق الرعب وسط المجتمع المغربي”، مردفا دعوتهه بـ”أن لا يقتصر ذلك المناطق المحتلة (الأقاليم الجنوبية الصحراوية للمملكة)، بل أن يشمل مدينتي الدار البيضاء ومراكش”.

ومن اللافت أن يكون هذا العقيد في الجيش الجزائري، قد أطلق دعوته التحريضية هاته على الإرهاب ضد المغرب والمغاربة، يوما أو يومين بعد لقائه مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبونن على هامش فعالية ثقافية احتفي فيها بالصحافيين، ونقلت بعض المصادر حضرت اللقاء، قول تبون للإعلامي العسكري مديوني، “نعول عليك..” !

ويبدو أن تماهي قيادي البوليساريو مع الضابط في الجيش الجزائري يشي باتفاق وتخطيط تحبك خيوطه في قصر المرادية، ويستهدف زعزعة الأمن بداخل التراب الوطني لللمغرب، في ظل الإخفاقات والهزائم التي مني بها النظام الجزائري، ومعه صنيعته البوليساريو، وآخر تجلياته النكسة الكبرى والصفعة الموجعة التي سببها للنظام العسكري الجار قرار مجلس الأمن الدولي الأخير حول الصحراء المرقم بـ 2602، والذي اصطفت فيها حتى القوى المقربة من النظام الجزائري، إلى جانب المغرب، كالصين التي صوتت لفائدة القرار، وروسيا وإن امتنعت وهو أضعف الإيمان بالتأييد لمصالح المغرب.

 

 

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

أترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.