النظام الجزائري يتهم المغرب صراحة بإشعال حرائقه ويعيد النظر في علاقاته مع المملكة
كشف النظام الجزائري عن نواياه الحقيقية التي ألمح إليها في الأيام الأخيرة، لاسيما بالموازاة مع اندلاع حرائق مهولة بمنطقة القبائل، حيث كانت تصريحات رسمية وشبه رسمية تشير إلى “أيادي إجرامية” وراء الحرائق، وهو ما لم تتردد وسائل إعلام مقربة من السلطات بالكشف عنه واتهام المغرب بذلك.
وجاء التأكيد الرسمي يوم الأربعاء 18 غشت الجارى حيث أكد بيان أن “الأفعال العدائية المتكررة من طرف المغرب ضدّ الجزائر تطلبت إعادة النظر في العلاقات مع المملكة المغربية، وتكثيف المراقبة الأمنية على الحدود الغربية”.
البيان صدر عن اجتماع مجلس الأمن الجزائري الأعلى الذي ترأسه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، حيث أكد أن “المغرب يقدم الدعم والمساعدة لحركة الماك الإرهابية التي تورطت رفقة رشاد في إحراق الغابات وجريمة اغتيال جمال بن سماعيل”.
ولم يستبعد البيان “اتخاذ إجراءات أخرى” حسب التطور الذي ستشهده القضية.
وبحسب المصدر ذاته، فإن المجلس الأعلى للأمن، في الجزائر، “عقد اجتماعاً استثنائياً خصص لتقييم الوضع العام للبلاد عقب الأحداث الأليمة الأخيرة التي تسببت بها حرائق اجتاحت البلاد، والأعمال العدائية المتواصلة من طرف المغرب وحليفه الكيان الصهيوني، ضدّ الجزائر”.
وقبل يومين، ردت وزارة الخارجية الجزائرية، على تصريحات وصفتها بـ “المغلوطة والخبيثة” صادرة عن المغرب بشأن “الجزائر ودورها الإقليمي وعلاقاتها مع دولة ثالثة”، مشيرة إلى أن “التصريحات محرضها الحقيقي ناصر بوريطة بصفته وزير خارجية المملكة المغربية الذي تقوم بلاده مع حليفه الشرق أوسطي الجديد إسرائيل، بمغامرة خطرة موجهة ضد الجزائر وقيمها والمواقف المبدئية”.
واستدعت الجزائر قبل شهر السفير من الرباط بعد قيام ممثل المملكة المغربية في الأمم المتحدة بتوزيع مذكرة رسمية تتضمن دعوة صريحة لتقسيم الجزائر، ردا على دعوات مماثلة للجزائر عبر تأييد البوليساريو المطالبة بانفصال الصحراء عن المغرب.
وفي سياق منفصل، وخلال الاجتماع ذاته، أسدى الرئيس تبون تعليماته لجميع القطاعات لمتابعة تقييم الأضرار والتكفل بالمتضررين من الحرائق التي ثبت ضلوع الحركتين الإرهابيتين “الماك” و”رشاد” في إشعالها، وكذا تورطهما في اغتيال المرحوم جمال بن سماعيل.
وقرّر المجلس الأعلى للأمن زيادة على التكفل بالمصابين، تكثيف المصالح الأمنية لجهودها من أجل إلقاء القبض على باقي المتورطين في الجريمتين، وكل المنتمين للحركتين الإرهابيتين، “اللتين تهددان الأمن العام والوحدة الوطنية، إلى غاية استئصالهما جذرياً”، لا سيما “الماك” التي تتلقّى الدعم والمساعدة من أطراف أجنبية وخاصة المغرب والكيان الصهيوني، بحسب ما أعلن المجلس في بيانه.
ويصر المغرب على عدم الرد على تحرشات النظام الجزائري، حيث يعتبرها العديد من المراقبين وأطراف جزائرية معارضة، أن العداء للمغرب مجرد شماعة يعلق عليها حكام الجزائر فشلهم الذريع الذي قاد البلاد إلى الإفلاس، وهو خطاب الغرض منه هو محاولات يائسة لشغل الرأي العام الوطني عن مشاكله الحقيقية، وهو الذي يتحين الفرصة لاستئناف حراكه الشعبي، المطالب برحيل ما يسميه “نظام العصابات”، في إشارة إلى الجنرالات الحاكمين الفعليين بالبلاد.
الناس/متابعة