النظام الجزائري يعلن الاستنفار ويدق طبول الحرب ضد المغرب.. دعا مجلس الأمن الأعلى للانعقاد وجيش السياسيين

0

دعا الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، مساء الأربعاء 03 نوفمبر 2021، إلى اجتماع عاجل لمجلس الأمن القومي، في أعقاب الإعلان عن حادث قصف مغربي لشاحنات نقل بضائع جزائرية، في الصحراء قرب الحدود الموريتانية، أدى إلى مقتل ثلاثة جزائريين يعملون في مجال النقل.

ويشارك في الاجتماع رئيس الحكومة أيمن بن عبد الرحمن ووزير الداخلية كمال بلجود ووزير الخارجية رمطان لعمامرة وقائد أركان الجيش الفريق سعيد شنقريحة وقادة الأجهزة الأمنية، لبحث هذه التطورات الأمنية، ومناقشة الرد الجزائري المناسب على ما كانت الرئاسة الجزائرية قد وصفته قبل ساعات “بالجريمة التي لن تمر بدون عقاب”.

في سياق ذلك أعلن البرلمان الجزائري بغرفتيه، الأربعاء أيضا، تأييده لكل القرارات التي ستتخذها السلطات العليا للبلاد، للرد على حادث القصف المغربي للشاحنات الجزائرية العابرة إلى موريتانيا ومقتل ثلاثة جزائريين يعملون في مجال النقل، بحسب ما قالت السلطات الجزائرية.

وقال المحلي الشعبي الوطني (الغرفة السفلى)، في بيان، الأربعاء: “أكد مكتب المجلس تأييده لكل القرارات التي ستتخذها السلطات العليا للبلاد للرد بما يناسب حجم هذه الجريمة الشنيعة ويردع مرتكبيها ومن يقف خلفها”.

ودان البيان “بأشد عبارات الغضب والاستنكار الاعتداء الآثم الذي أريد به أن ينغص على الشعب الجزائري احتفاله بحلول ذكرى اندلاع ثورة نوفمبر 1954”.

وفي السياق نفسه، أعلن مجلس الأمة دعمه لكل القرارات التي سيتخذها الرئيس عبد المجيد تبون، مؤكداً “انخراطه التام في أيّ مسعى بقيادة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، القائد الأعلى للقوات المسلحة، ووزير الدفاع الوطني للذود عن حياض وطننا المفدى”.

من جهتها، دانت أحزاب سياسية الحادث، واعتبر حزب “جبهة التحرير الوطني” أن مقتل مواطنين جزائريين “بمثابة إعلان حرب على كل جزائري وجزائرية”، فيما وصف بيان لحركة “البناء الوطني” الحادث “بالعمل العدواني”، مشيراً إلى أن الحادث “يفرض على السلطات الجزائرية اتخاذ كل الإجراءات التي من شأنها حماية أبنائنا وسيادتنا وإجراء تحقيق دقيق لمعرفة الملابسات”.

وأعلنت جبهة “المستقبل” الوقوف إلى “جانب مؤسسات الجمهورية لاتخاذ القرارات المناسبة والرد الحازم أمام هذه التصرفات الجبانة”، محذرة من أن “هذا التصرف من شأنه إيقاد نار الفتنة في منطقتنا”.

ووصف حزب “جيل جديد” الحادث بأنه “هجوم يقترب كثيرا من أن نعتبره عملا حربيا، وهو فعل غاية في الخطورة”، فيما دعا “التجمع الوطني الديمقراطي” المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته، مشيراً إلى أن الحادث “يتطلب رداً حازماً”.

وكان مصدر مغربي  قد صرح لوكالة الصحافة الفرنسية قائلا إنه “إذا كانت الجزائر تريد الحرب فإن المغرب لا يريدها، وإن المملكة لم ولن تستهدف أي مواطن جزائري مهما كانت الظروف والاستفزازات“.

وأعرب المصدر في تصريحه للوكالة في معرض تعليقه على بيان للرئاسة الجزائرية تحدثت فيه عن مقتل ثلاثة جزائريين بـ”قصف مغربي همجي”، على شاحنتهم بمنطقة الحدود بين ورقلة ونواكشوط الموريتانية، عن إدانته لما وصفه بـ”الاتهامات المجانية” ضد المملكة.

وتابع أن “المغرب لن ينجر إلى دوامة عنف تهز استقرار المنطقة”.

وفي وقت سابق أيضا من يوم الأربعاء نفى مصدر مغربي “رفيع المستوى”، في تصريح لموقع قناة العربية السعودية “العربية.نت”، شن القوات المسلحة الملكية المغربية غارة على أهداف مدنية أو عسكرية في الأراضي الموريتانية أو الجزائرية، وذلك في أول رد على اتهام الجزائر المملكة المغربية باغتيال ثلاثة رعايا جزائريين في قصف لشاحناتهم.

كما شدد المصدر ذاته على أن القصف الجوي المغربي لشاحنات جزائرية في طريقها إلى موريتانيا “قضية مفتعلة وسبق للسلطات الموريتانية نفيها”.

وأضاف أن “الجزائر تريد افتعال أزمة حول استعمال القوات المسلحة الملكية طائرات الدرون (المسيرات) التي قلبت موازين القوى”.

وتمر العلاقات المغربي الجزائرية بواحدة من اخطر الأزمات في تاريخ العلاقات المتوترة بين البلدين منذ حصول الجزائر على استقلالها سنة 1962. وفي شهر أغسطس الماضي أعلنت الجزائر من جانب واحد عن قطع علاقاتها الدبلوماسية مع المملكة المغربية، بسبب ما قالت الخارجية الجزائرية استمرار “أعمال عدائية” من الجانب المغربي، وهو ما رد عليه الأخير في بيان لوزارة خارجيته، بالرفض، معتبرا مبررات تلك المزاعم بـ”السخيفة”.

وفي وقت لاحق أعلنت الجزائر عن منع تحليق الطائرات المغربية فوق الأجواء الجزائرية، سواء المدنية منها أو العسكرية. واكتفت الرباط عبر الناقل الجوي الرئيسي بها بالتقليل من أهمية وتأثير الإجراء الجزائري.

وقبل أيام فقط وفي 31 أكتوبر الماضي، أعلن بيان رئاسي جزائري عن توقيف تدفق الغاز إلى اسبانيا، عبر أنبوب الغاز الذي يمر من المغرب، وبررت الجزائر أسباب هذه الخطوة التصعيدية الجديدة، باتهام المغرب بجعله هذا الأنبوب ورقة للابتزاز، كما قالت.

الناس/متابعة

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

أترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.