بعد 5 أشهر من رحيل رفيق دربه الداسوكين.. الفنان الزعري يغادرنا إلى دار البقاء

0

توفي صباح يوم الثلاثاء 3 ديسمبر 2024، الفنان المسرحي والتلفزيوني مصطفى الزعري  عن عمر ناهز التاسعة والسبعين، بإحدى مصحات مدينة الدار البيضاء،حسب ما علم من مصادر مقربة من العائلة، وكان إدريس السبتي رئيس فرع نقابة مهني الفنون الدرامية في الدار البيضاء، قد أكد أيضا أن الفنان الزعري فارق الحياة عند حوالي الساعة التاسعة من صباح الثلاثاء، بعد معاناة طويلة مع مرض عضال.

ويعتبر الراحل من جيل الرواد، إذ بدأ مسيرته الفنية في ستينيات القرن الماضي، ويعد أحد رجالات المسرح والتلفزة والسينما في المغرب، حيث عرف بأدواره الكوميدية وأعماله الفنية المتميزة.

واشتغل الراحل إلى جانب أسماء كبرى في المسرح المغربي. ولعب أولى أدواره السينمائية سنة 1973 في فيلم “الصمت، اتجاه ممنوع” لعبد الله المصباحي.

كما أبدع الراحل في أداء عدد من الأدوار الكوميدية، رفقة مصطفى الداسوكين، رفيق دربه، من خلال الثنائي “الداسوكين والزعري”.

وتمكن الراحل من سبر أغوار الخشبة واشتغل في مختلف أروقتها من ديكور وملابس وماكياج وإنارة، ومن بين أعماله المسرحية “بنت الزاز” و”الجيلالي طرافولتا” و “حلوف كرموس” و”دابا تجي دابا”.

الثنائي الفكاهي الدسوكين والزعري

حياته..

وُلد الزعري في 5 نوفمبر 1945 في مدينة الدار البيضاء ونشأ وترعرع بالضبط في درب السلطان، بين درب اليهودي ودرب كلوطي، ذاق طعم اليتم منذ صغره، إذ توفي والده وعمره ثلاث سنوات، وفضل تكوينه وتربيته يعود إلى والدته التي اشتغلت في ميادين عدة؛ أرسلته منذ صغره إلى نادي مسرحي للتخلص من شغبه ومشاكساته الطفولية ولتجنيبه الشارع أيضًا، وهي لا تعلم أنها أرسلته إلى قدره المهني والإبداعي.

مساره الفني

التحق الزعري بفرقة الأخوة، التي كان يرأسها الفنان عبد العظيم الشناوي، وبعدها بالمعهد البلدي ليتعلم على يد الطيب الصديقي وأحمد الطيب لعلج، ثم بعدها بفرقة البدوي، فدخل عالم التمثيل من باب الممارسة وليس من باب التكوين، وبالضبط في سنة 1963 خلال المخيمات الصيفية، بأزرو وإفران وعين اللوح، حيث كان الزعري مربيا ومدربا في الشبيبة والرياضة بحكم كونه سبق وأن كان أستاذا وقدم استقالته من الميدان لأنه لم يجد ذاته فيه، فاستطاع أن يجعل من موهبته في السخرية والدعابة قنطرته نحو الشهرة.

كوّن مع مصطفى الداسوكين ثنائيا ساخرا سطع نجمه خلال الثمانينيات، قبل أن تفرق بينهما سبل الحياة والفن، وكانت انطلاقته بمسرحية “النواقسية” مع الأستاذ عبد القادر البدوي، وهو أول عمل جمع الثنائي الزعري والداسوكين في المسرح، وقُدِّم مباشرة على شاشة التلفزة المغربية في 17 أكتوبر 1967.

تنقل بعد ذلك بخفة بين الخشبة والتلفزيون والسينما ومن مسرحية “النواقسية” بدأت انطلاقته الفنية، وتوالت الأعمال بـ”بنت الحراز”، “حلوف كرموس”، “العائلة المثقفة”، و”دابا تجي دابا”. وفي التلفزيون، شارك في أعمال كثيرة، منها “ستة من ستين”، و”بيوت من نار” و”سعدي ببناتي”.

وفي مجال السينما، شارك في العديد من الأفلام المغربية والأجنبية منها “الطفولة المغتصبة” و”الرسالة”، ومكنه اشتغاله في المحافظة العامة والتنسيق بين الإدارة وقسم الإنتاج من اكتساب تجارب مهمة، من خلال تعلمه مهنة التمثيل، ومشاهدة تجارب المخرجين الأجانب وعلاقاتهم مع الممثلين عن قرب.

وحظي الراحل مصطفى الزعري بالتكريم في العديد من المهرجانات الوطنية، تقديرا لمساره الفني المتميز.

وكان رفيق درب الراحل مصطفى الداسوكين قد غادر قبله الدنيا هو الآخر يوم السبت 6 يوليوز 2024 عن عمر ناهز 82 سنة، بعد صراع طويل مع المرض.

وخاض الراحلان في مرحلة من مسيرتهما الفنية تجربة “الثنائي” حيث أسسا معاً ثنائيا فكاهيا، سمي الثنائي “الداسوكين والزعي”، وتألق لسنوات في زمن التسجيل على أشرطة الكاسيط، من خلال تسجيل الثنائي لإنتاجات فكاهية، أو من خلال إحياء سهرات مباشرة أيام السهرات الفنية الحية الأسبوعية على قناة التلفزيون الرسمي.

الناس/سعاد صبري

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

أترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.