
تأكيدا لاعترافها بسيادة المغرب على صحرائه.. فرنسا تفتتح مركزا ثقافيا بمدينة العيون
أعلنت وزارة الثقافة المغربية، يوم الاثنين 17 فبراير 2025، افتتاح أول مركز ثقافي فرنسي في مدينة العيون بالصحراء المغربية.
وترأس حفل الافتتاح وزير الشباب والتواصل والثقافة المغربي المهدي بنسعيد، ونظيرته الفرنسية رشيدة داتي التي تقوم بزيارة للمملكة بدأت الأحد وتنتهي اليوم الثلاثاء، وفق ما نشر الموقع الإلكتروني لوزارة الشباب والثقافة والتواصل المغربية.

واستهل المسؤولان الحكوميان، هذه الزيارة التي تحمل أبعادا سياسية بعد اعتراف فرنسا بالسيادة الكاملة للمغرب على أقاليمه الجنوبية، بزيارة مدينة طرفاية، وبالضبط معلمة casa del mar التي سيتم ترميمها، إضافة إلى قصبة طرفاية، ومتحف أنطوان دوسانت إكزوبيري، الذي أقام فيه الكاتب والطيار الفرنسي أنطوان دوسانت إكزوبيري (1900- 1944)، في هذا البيت الذي حوِّل إلى متحف يقصده السياح من مختلف دول العالم.
وبمدينة العيون، تم إعطاء الانطلاقة لمشروع Alliance française وهو مشروع ثقافي بمثابة مركز ثقافي، سيمكن ساكنة المنطقة من مهارات والانفتاح على الثقافات، كما تم التعرف على مرافق مكتبة محمد السادس بالعيون، هذا الصرح الثقافي الذي يعتبر من أهم المرافق الثقافية ببلادنا.
وشملت زيارة المسؤولة الحكومية الفرنسية إلى الصحراء المغربية مدينة الداخلة أيضا، حيث أعطت الانطلاقة إلى جانب نظيرها مهدي بنسعيد لملحقة المعهد العالي لمهن السينما، والتي ستفتح أبوابها للتكوين في مهن السينما والسمعي البصري أمام ساكنة الأقاليم الجنوبية، في مشروع يروم تعزيز العرض الثقافي والتكوين في مجال السينما والمساهمة في تطوير الصناعات الثقافية والإبداعية.
وتتواصل زيارة عمل رشيدة ذاتي إلى المغرب يوم الثلاثاء، بلقاء ثنائي موسع مع نظيرها مهدي بنسعيد إضافة إلى التوقيع على عدد من الاتفاقيات في مجال الثقافة والفنون والسينما.
وتعد هذه الزيارة هي الأولى من نوعها لمسؤول حكومي بفرنسا إلى الأقاليم الجنوبية للمملكة في تجديد على تأكيد الموقف الداعم لفرنسا العضو الدائم لمجلس الأمن الدولي لمغربية الصحراء.
ويقترح المغرب حكما ذاتيا موسعا في الإقليم تحت سيادته، بينما تدعو جبهة “البوليساريو” إلى استفتاء لتقرير المصير، وهو طرح تدعمه الجزائر التي تستضيف لاجئين من الإقليم.
وكان الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون قد زار المغرب ما بين 28 إلى 30 أكتوبر الماضي، تلبية لدعوة الملك محمد السادس. وجاءت تلك الزيارة بعد توترات بين البلدين بدأت في سبتمبر 2022، حينما أعلنت فرنسا تشديد شروط منح التأشيرات لمواطني المغرب والجزائر وتونس بدعوى “رفض الدول الثلاث إصدار التصاريح القنصلية اللازمة لاستعادة مهاجرين (غير نظاميين) من مواطنيها”.
وانتهت الأزمة عقب إعلان المغرب في أكتوبر 2023 تعيين سميرة سيطايل سفيرة جديدة له لدى باريس، بعد بقاء المنصب شاغرا لنحو سنة كاملة، وسط استمرار التوترات بين البلدين.
الناس/إدريس بادا