تدويناتٌ على هامش نَكسة التعديل الحكومي!

0

نورالدين اليزيد

فينك آمولا نوبا

بغض النظر عن كونه تعديلا حكوميا روتينيا (ربما تأخر هذه المرة بعض الشيء)وشكليا، لذر بعض الرماد في بعض الأعين لمعمشة (التي بها عَمش)، حيث حافظ على نفس “الحجم” وعدد “المتحالفين” (الإئتلاف الحزبي=ثلاثة) بينما زاد عدد الحقائب الوزارية، وهو ما سيتواصل معه النزيف في مالية الدولة والشعب، فإن اللافت في النسخة الثانية من حكومة “المصالح” و”اللوبيات” التي يقودها الملياردير ورجل الأعمال البارز عزيز أخنوش، هو غياب أسماء تقنية وجامعية مشهود لها بالكفاءة !

نورالدين اليزيد

وبدل ذلك طغى الطابع “الزبوني” على الوزراء الجدد، ومنهم بعض الوجوه القديمة، التي يُحسب لها فشلها الذريع وعدم أهليتها لتبوؤ منصب وزير… فمثلا على سبيل المثال لا الحصر، ما مبرر وجود الوزير الجديد القديم عبد الصمد قيوح، إذا لم يكن فقط لأن عائلته راسخة مترسخة في حزب “الميزان” المختل (الاستقلال)، أليس في حزب علال الفاسي كفاءات أخرى تستحق أن تكون بدله ؟

ثم ما مبرر إبقاء وجوه مثيرة للجدل ومثيرة للاستفزاز ومثيرة للسخط عدا عن أنها مثيرة لشبهة الفساد في قطاعها، من قبيل مباراة المحاماة وتوظيف المستشارين والزبانية المقربين مثل وزير العدل عبداللطيف وهبي؟

سير على الله … و #خليونا_ساكتين

هي قِسمة ضِيزى!

– عدد الوزراء في النسخة الأولى للحكومة (حكومة أكتوبر 2021) 24 وزيرا ووزيرا منتدبا إضافة إلى رئيس الحكومة !

– في النسخة الثانية (حكومة أكتوبر 2024) المعلن عنها يوم الأربعاء 23 أكتوبر 2024، يوجد 30 وزيرا ووزيرا منتدبا إضافة إلى رئيس الحكومة.

– الخارجون: 8 وزراء ووزراء منتدبون.

– الداخلون 14 وزيرا ووزيرا منتدبا.

بعدما كُنا نردد أن حكومة أخنوش شرهة، ويختلط فيها جمعُ الثروة بتدبير الشأن العام، وأنها حكومة مصالح ولوبيات، فإنه يعلم الله بهذا العدد الهائل من الوزراء إلى أين سيستقر وسيتوقف هذا الخلط الصارخ بين المال والسلطة، إذا افترضنا احتمالية أن يكون الوافدون الجدد من الوزراء، لهم أيضا “مصالحهم” و”لوبياتهم” التي سيعملون من أجل تحقيق مصالحهم..

لتعرفوا أن الغرض ليس هو الحفاظ على مالية الدولة بقدر ما هو “إرضاء الخواطر”، الحزبية منها والعائلية و”الزبونية”، فإنه في الوقت الذي كان من المفروض في زمن الأزمة والتضخم والصعوبات الاقتصادية وتنزيل البرنامج الاجتماعي الملكي الذي يتطلب أغلفة مالية إضافية، أن يكون التعديل الحكومي “مقتصدا” على موارد خزينة الدولة، والاقتصار على نفس عدد الوزراء، بل والسعي حتى إلى التقليل من العدد، لاسيما أنه لم يتبق من عمر الولاية الحكومية إلا سنتان، فإن صناع القرار ببلادنا، يأبون إلا التغريد بتغريدهم الشارد الذي لا يعير اهتماما لصعوبة الوضع الاقتصادي ببلادنا، فيُعينون 14 وزيرا ووزيرا منتدبا جديدا، بينما خرج من الحكومة فقط 8 وزراء وكاتب دولة..

بهذا، وبعدما كُنا نردد أن حكومة أخنوش شرهة، ويختلط فيها جمعُ الثروة بتدبير الشأن العام، وأنها حكومة مصالح ولوبيات، فإنه يعلم الله بهذا العدد الهائل من الوزراء إلى أين سيستقر وسيتوقف هذا الخلط الصارخ بين المال والسلطة، إذا افترضنا احتمالية أن يكون الوافدون الجدد من الوزراء، لهم أيضا “مصالحهم” و”لوبياتهم” التي سيعملون من أجل تحقيق مصالحهم..

الله يكون في عون المغاربة ولك الله يا وطن!!

كيف تصبح وزيرا في ثلاث سنوات؟

الرّاقص أمامكم هو المُعين أمس (23 أكتوبر 2024) كاتب دولة مكلفا بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني!!

لسنا ضد الرقص والنشاط (الفرح)، فنحن راقصون وناشطون دوما حتى من ألم الفاقة وألم التهميش وألم الحسرة على البلاد والعباد، لكن فقط نريد أن نضرب مثلا في درس من دروس “كيف تصبح وزيرا في ثلاث سنوات”؟

التجربة المغربية المريرة والقاسية إلا على الذين لهم “خالاتهم في العرس”، تؤكد أنه من السهل أن تصبح وزيرا، فقط انضم إلى هيئة حزبية، وتَوفّر على قدرة هائلة في “توساع” (توسيع) الفم والجبهة العريضة للطنز (لِلخداع) على عباد الله، حتى ولو تعلق الأمر بحزب موسوم سياسيا بأنه “حزب إداري”، جاء لإنقاذ البلاد والعباد من الفقر، حتى وإن كان في الأصل حزبَ رجال أعمال ويقوده واحد من كبارهم وأغناهم، ولا يتورع عن تفويت الصفقات العمومية إلى شركاته بدون أن يرمش له جفن أو يحمَر له خدٌّ من حياء، ثم في خضم دورك “النضالي” هذا، لابأس أن تتقن هز الكتاف وحتى هز الأرداف والشطيح والرديح..

آه نسيت.. تريد أن تسألني يا صاح عن الشواهد العلمية.. لا داعي منها ومن “طاسيلت” (سُبة) أمّها، ففي بلادنا الحبيبة يمكن أن تستوزر حتى ولو لم تكن لديك شهادة البكالوريا.. أي نعم ورب العزة.. بل حتى ولو كانت لديك شهادة ما ولتكن البكالوريا، فإنه يمكن أن تصبح وزيرا وقبلها نائبا برلمانيا، كما صاحبنا الراقص أمامكم، ثم ستحصل لاحقا على شهادة الماستر والدكتوراه كذلك، ومن المؤكد أنك ستحصل عليها بـ”نضالك” وبمساعدة من الزبانية طبعا المبثوثة هنا وهناك..

[email protected]

ملحوظة: هذه المقالة/التدوينات نشرها صاحبها بداية على حساباته في التواصل الاجتماعي، لاسيما في فيسبوك وموقع (X) قبل أن يعيد نشرها مجموعة ومنقحة قليلا.

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

أترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.