تدوينتان في غزو الاسبان للمملكة الشريفة مؤخرا!
نورالدين اليزيد
التدوينة الأولى.. اجتماع استعماري رفيع المستوى في الرباط !!
الصحافة الوطنية الصادرة اليوم الأربعاء (1 فبراير 2023) حفلت بشكل مكثف وبنفس النغمة والمعزوفة، على غرار المعزوفة المشروخة “قولو العام زين آلبناااات”، وهي تخصص صفحاتها الأولى وصفحات داخلية، لانعقاد اجتماع اللجنة العليا المشتركة الاسبانية المغربية، والتي تشارك فيه “حكومة اسبانية” بالكامل تقريبا (12 وزيرا)، يقابلهم نفس العدد أو أكثر من زملائهم المغاربة!

واللافت في الأمر أن لا صحافة الأحزاب المشاركة في الحكومة (الأغلبية) -على قلتها- ولا صحافة المعارضة -على قلتها أيضا- ولا حتى المحسوبة أنها مستقلة، تطرقت إلى الجانب الخفي والسلبي في هذا الاجتماع المتوقع ان ينطلق اليوم ويستمر إلى الغد، والذي من المقرر أن يطوق البلدين بكثير من الالتزامات، والواضح منها أنها تخدم الجانب الاسباني أكثر مما تخدم وطننا المغرب..
واللافت والأخطر أن ينعقد هذا الاجتماعي غداة إجراءٍ أقدمت عليه السلطات الاسبانية، في المدينتين السليبتين، سبتة ومليلية، عندما أنشأت إدارة جمارك اسبانية رئيسية في مدينة مليلية، وتعتزم إنشاء واحدة أخرى مثلها في سبتة، وهي سابقة لم تحدث في تاريخ المدينتين المحتلتين، ما يكرس “سيادة” اسبانيا على الثغرين المحتلين، دون أن يصدر عن الرباط أي رد فعل، ولا صدر ذلك عن الصحافة الوطنية بكل ألوانها القوس قزحية..
واللافت والأخطر والأنكى، أيضا، هو أن يخرج وزير اسباني، وهو وزير الخارجية خوسي ألباريس، عشية انعقاد خذا الاجتماع الرفيع المستوى، ويقول بملء فيه، بحسب ما نقلت وكالة “أوروبا بريس” الاسبانية: “إن سبتة ومليلية اسبانيتان ولا يتعين على أي دولة أن تصدّق على إسبانيتهما”، في تحدي صارخ للمغرب، وفي استفزاز وقح لشعور المغاربة، وكل ذلك لم يجعل السلطة عندنا تحرك ساكنا، وهو ما يوحي إلا باستنتاج واحد، تلخصه الحكمة القائلة: “الصمت علامة الرضا”، فهل رضيت السلطة والدولة بالأمر الواقع الذي يفرضه الاسبان وقبلت باسبانية المدينتين السليبتين؟!
اللافت والأخطر أن ينعقد هذا الاجتماعي غداة إجراءٍ أقدمت عليه السلطات الاسبانية، في المدينتين السليبتين، سبتة ومليلية، عندما أنشأت إدارة جمارك اسبانية رئيسية في مدينة مليلية، وتعتزم إنشاء واحدة أخرى مثلها في سبتة، وهي سابقة لم تحدث في تاريخ المدينتين المحتلتين، ما يكرس “سيادة” اسبانيا على الثغرين المحتلين، دون أن يصدر عن الرباط أي رد فعل، ولا صدر ذلك عن الصحافة الوطنية بكل ألوانها القوس قزحية..
والمثير أيضا أن وزير الخارجية الاسباني وهو يتحدث خلال مؤتمر نظمه نادي “سيغلو الحادي والعشرون” (el club siglo xxi)، كشف -وهذا سبْق نقدمه هدية لصحافتنا الوطنية- أن البيان الختامي المقرر أن يصدر مساء يوم غد الخميس لن يتضمن ما أعلنت عنه الحكومة الاسبانية سابقا من تأييدها للحكم الذاتي في الصحراء، وهو ما يصر الجانب المغربي على تضمينه في مثل هاته المناسبات، ولاسيما عندما يتعلق الأمر ببلد أوروبي كاسبانيا، بل إن قضية الصحراء ككل لن تكون موضوعا في الإعلان المشترك، حيث سبق ذكرها في إعلان 7 أبريل بعد اجتماع سانشيز والملك محمد السادس والوزراء، بحسب ما نقل عن وزير خارجية مدريد..
أخيرا وليس آخرا نشير إلى أنه بمجرد التدقيق قليلا في الوزراء الاسبان الذين سيحلون ببلادنا لتوقيع الاتفاقيات مع زملائهم من بني جلدتنا، تعرف بدون أدنى تردد أن الرابح الأكبر سيكون هو اسبانيا؛ خاصة في مجالات الأمن والهجرة غير الشرعية والصيد البحري والاستثمار الاسباني ببلادنا؛ وإليكم الوزراء الاسبان (الاستعماريون الجدد) الذي سيغزون عاصمة المملكة الشريفة لانتزاع الاتفاقيات التي ستذر عليهم الخير العميم: يترأسهم رئيسهم بيدرو سانشيز، ويرافقه نائبته الأولى نادية كالفينيو، والنائبة الثالثة تيريزا ريبيرا، ثم وزراء الخارجية خوسيه مانويل ألباريس، والعدل بيلار لوب، والداخلية فرناندو غراندي مارلاسكا، والنقل راكيل سانشيز، والتربية والتعليم بيلار أليجريا، والتجارة والصناعة رييس ماروطو، والزراعة والثروة السمكية لويس بلاناس، والثقافة ميكيل إيسيتا، والعلوم ديانا مورانت، والإدماج خوسيه لويس إسكريفا.
هل بمثل هذه المخرجات والاستنتاجات والقناعات الاسبانية يمكن أن تحتفي صحافتنا وتصمت على ذلك سلطاتنا ودولتنا؟
نريد جوابا يشفي الصدور ويذيب الوساوس..
التدوينة الثانية.. “واحد الحدس كشفتُ عنه في الصباح”!
في الصباح كتب العبد الفقير إلى الله، صاحب الصورة والاسم، معاتبا صحافة بلاده التي هرولت للاحتفاء أيما احتفاء باجتماع اللجنة العليا الاسبانية المغربية التي لم تلتئم منذ ثمان سنوات، واتفقت جميع الصحف، وجميع الزملاء الذين تطرقوا للموضوع على نغمة واحدة، وهي أن في الاجتماع هذا سوى الخير العميم لمملكتنا السعيدة، وهو ما حاولت تفنيده، لألمح وأفصح على أن في ذلك الاجتماع يكمن الشيطان أيضا..
وسُقت كإشارات لأطروحتي هيكلةَ الفريق الحكومي الاسباني الذي حل بالبلاد، والذي جوهره وأساسه “الداخلية” و”الصيد البحري” وما يتعلق بالاقتصاد (الاستثمار)؛ قبل أن أنوه إلى أن “مكمن الشيطان” اتضح عشية انعقاد هذا الاجتماع الرفيع المستوى، عندما صرح وزير خارجية مدريد في لقاء علني على أن مدينتي سبتة ومليلية هما اسبانيتان، ولا تحتاج اسبانيا لأي بلاد بأن تمنحها الضوء الأخضر على ذلك، في تحدي سافر وصارخ لمشاعر المغاربة، أولا، وفي استفزاز صفيق ووقح للحكومة المغربية التي هو بصدد التنقل إليها في الرباط لإبرام عشرات الاتفاقيات، وضخ دماء جديدة في العلاقات بين البلدين، تليق بشهر العسل للزواج هذا الذي يبدو أنه نتيجة عِشق من جانب واحد فقط، هو المغرب!
البلاغ الملكي الذي من الطبيعي أن يتميز بلغة دبلوماسية، يمكن أن يكون عاديا، لولا أن بعض مواقف مدريد تُدخله في خانة الضرورة القصوى، والذي لابد منه، من أعلى سلطة بالبلاد، وهو الملك، الذي في الغالب لم يعجبه تصريح وزير الخارجية الاسباني المستفز، المؤكد على اسبانية سبتة ومليلية، كما لم يعجبه إقدام السلطات المركزية الاسبانية على إنشاء مراكز رئيسية للجمارك في كل من الثغرين المحتلين؛ ولم يعجبه أيضا إعراض رئيس الحكومة الاسباني ومعه وزراؤه، الذين لم تعد تصريحاتهم حول الصحراء المغربية، بذاك الزخم المنوه بأولوية “الحكم الذاتي”
والأكثر من ذلك أن ذات الوزير خوسي ألباريس كشف أن البيان الختامي لن يتضمن الحديث عن مبادرة الحكم الذاتي التي تبنتها اسبانيا وكانت بداية لمرحلة جديدة في العلاقات، وأحال سائليه إلى أن الموقف الاسباني كشف عنه في في لقاء أبريل بين رئيس حكومتهم وملكنا!
صاحب هذا الطرح استغرب عدم صدور أي رد فعل، لا من الجانب الرسمي المغربي، ولا من طرف الإعلام، سواء الرسمي أو التابع أو تابع التابع والذي تشابه بين ذلك، متسائلا عما إذا كان ذلك الصمت هو علامة رضا، حول هذا الإصرار على تناول قضية سبتة ومليلية عشية لقاء رفيع المستوى بين مسؤولي البلدين !
ساعات بعد التدوينة، وتحديدا في الرابعة عصرا و18 دقيقة، خرج بلاغ من الديوان الملكي، يكشف فيه عن إجراء الملك اتصال هاتفي برئيس الحكومة الاسبانية بيدرو سانشيز وتوجيه دعوة له لزيارة المغرب، وهو الذي لم يبرح بعد عاصمة المملكة ويشارك إلى جانب فريقه الحكومي في الاجتماع إياه.
وأشاد الملك خلال هذه “المحادثات التي طبعها الدفء، بالتطور الذي تشهده المرحلة الجديدة للشراكة الثنائية، في سياق من التشاور والثقة والاحترام المتبادل، وذلك منذ اللقاء الذي جرى في 07 أبريل 2022 بين جلالة الملك ورئيس الحكومة الإسبانية، حيث تم تفعيل الالتزامات التي تضمنها البيان المشترك المعتمد بهذه المناسبة بشكل جوهري”. ثم أضاف البلاغ الملكي، أنه “في أفق تعزيز هذه الدينامية الإيجابية في الشراكة الإستراتيجية الثنائية الممتازة، دعا صاحب الجلالة رئيس الحكومة الإسبانية للقيام بزيارة رسمية للمغرب، في أقرب الآجال. وستشكل هذه الزيارة مناسبة سانحة لتعزيز العلاقات الثنائية بشكل أكبر، من خلال اعتماد مبادرات ملموسة تتميز بالنجاعة، وبمشاريع فعلية في مختلف المجالات الاستراتيجية ذات المنفعة المشتركة”.
البلاغ الملكي الذي من الطبيعي أن يتميز بلغة دبلوماسية، يمكن أن يكون عاديا، لولا أن بعض مواقف مدريد تُدخله في خانة الضرورة القصوى، والذي لابد منه، من أعلى سلطة بالبلاد، وهو الملك، الذي في الغالب لم يعجبه تصريح وزير الخارجية الاسباني المستفز، المؤكد على اسبانية سبتة ومليلية، كما لم يعجبه إقدام السلطات المركزية الاسبانية على إنشاء مراكز رئيسية للجمارك في كل من الثغرين المحتلين؛ ولم يعجبه أيضا إعراض رئيس الحكومة الاسباني ومعه وزراؤه، الذين لم تعد تصريحاتهم حول الصحراء المغربية، بذاك الزخم المنوه بأولوية “الحكم الذاتي”؛ وأبرز تلك التصريحات، ما صرح به رئيس الحكومة بيدرو سانشيز في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي، عندما أدلى بتصريح لا يختلف عن تصريحات الساسة الاسبان لِما قبل لقاء بيدرو والملك في 7 أبريل 2022!
المهم آلخوت إلى كان غي حدسي راه بزاااف المرات تيصدق.. ما تعرفو يصدق مع الملك
ملحوظة: التدوينتان نُشرتا على حساب الكاتب الفيسبوكية في يومه وتاريخه