تنفيذا لتصعيده ميدانيا ضد المغرب.. النظام الجزائري يسلح البوليساريو بمركبات عسكرية

0

يبدو أن النظام العسكري الجزائري ماض في سياسته العدائية المييؤوس منها، اتجاه المغرب، وبالإضافة إلى تصعيده السياسي والدبلوماسي والإعلامي، فإنه عاد ليمارس لعبته القذرة في تجنيد مرتزقة البوليساريو وتسليحهم، على حساب قوت ورزق الشعب الجزائري الشقيق، الذي تتواصل أزماته الاقتصادية والاجتماعية وتتفاقم بشكل غير مسبوق وينذر بتفجر اجتماعي في القادم من الأيام، وفق مراقبين.

وذكرت صحيفة “لارازون” الإسبانية، نقلا عن مصادر وصفتها بالمطلعة، أن الجزائر سلمت عتادا عسكريا متنوعا لجبهة البوليساريو، بحسب ما نقل موقع “روسيا اليوم”.

وقالت الصحيفة إن ذلك سيكون أحد ردود الفعل الأولى للجزائر على مقتل ثلاثة من مواطنيها سائقي شاحنات، بمنطقة الحدود بين ورقلة ونواكشوط الموريتانية، في ما قالت الرئاسة الجزائرية إنه عمل عسكري قام به المغرب.

وأفادت بأن بين المعدات وفقا للصور التي حصلت عليها (لم يتم تحديد تاريخ التسليم)، هناك مركبات لجميع التضاريس ضرورية للحرب في الصحراء.

وقالت “لارزون” إنه “من الملفت للنظر كيف اتهمت الجزائر بسرعة الرباط عن الهجوم على مواطنيها، الذين كانوا يسافرون على متن شاحنتين من موريتانيا إلى بلادهم والذين لأسباب غير معروفة، كانوا في منطقة محظورة على المدنيين والعسكريين، كما تعتبر “منطقة عازلة” بالقرب من الجدار الذي بناه المغاربة في الصحراء.

وتابعت الصحيفة الاسبانية القول: فيما يتعلق بتسليم الجزائر للسلاح إلى جبهة البوليساريو، فإنه يأتي في وقت أعلن فيه قادة الحركة الصحراوية عن تجدد الحرب ضد المغرب، بتعيين محمد أولي عكيك رئيسا جديدا للجبهة الصحراوية، والذي يحظى بثقة تامة من إبراهيم غالي، رئيس جبهة البوليساريو.

وفي تجاهل تام لِما أقدم عليه مؤخرا النظام الجزائري من خطوات تصعيدية ضد المغرب، لم يتطرق الملك محمد السادس في الخطاب السنوي يوم السبت 6 نونبر 2021، بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء، لموضوع العلاقات المغربية الجزائرية، واكتفى بالحديث فقط عن موضوع الذكرى وهو استرجاع المغرب لصرائه في نونبر 1975، وإن ألمح في عبارة عابرة في الخطاب، عبر “لشعوبنا المغاربية الخمسة، عن متمنياتنا الصادقة، بالمزيد من التقدم والازدهار، في ظل الوحدة والاستقرار”.

وفي ما يبدو أنه رد على الاستفزازات المتواصلة للنظام الجزائري، وآخرها اتهام المملكة بالمسؤولية عن قتل مواطنين ثلاثة جزائريين، اكتفى الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقات مع البرلمان الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى بايتاس، يوم الخميس 5 نوفمبر 2021، بالقول للصحافيين، إن “المغرب يعتمد مبادئ حسن الجوار مع الجميع”، في رد على استفسارات الصحافيين حول التطورات الأخيرة مع الجار الشرقي للمغرب.

وكان مصدر مغربي  قد صرح لوكالة الصحافة الفرنسية قائلا إنه “إذا كانت الجزائر تريد الحرب فإن المغرب لا يريدها، وإن المملكة لم ولن تستهدف أي مواطن جزائري مهما كانت الظروف والاستفزازات“.

وأعرب المصدر في تصريحه للوكالة في معرض تعليقه على بيان للرئاسة الجزائرية تحدثت فيه عن مقتل ثلاثة جزائريين بـ”قصف مغربي همجي”، على شاحنتهم بمنطقة الحدود بين ورقلة ونواكشوط الموريتانية، عن إدانته لما وصفه بـ”الاتهامات المجانية” ضد المملكة.

وتابع أن “المغرب لن ينجر إلى دوامة عنف تهز استقرار المنطقة”.

وفي وقت سابق أيضا، من يوم الأربعاء 3 نوفمبر 2021،  نفى مصدر مغربي “رفيع المستوى”، في تصريح لموقع قناة العربية السعودية “العربية.نت”، شن القوات المسلحة الملكية المغربية غارة على أهداف مدنية أو عسكرية في الأراضي الموريتانية أو الجزائرية، وذلك في أول رد على اتهام الجزائر المملكة المغربية باغتيال ثلاثة رعايا جزائريين في قصف لشاحناتهم.

كما شدد المصدر ذاته على أن القصف الجوي المغربي لشاحنات جزائرية في طريقها إلى موريتانيا “قضية مفتعلة وسبق للسلطات الموريتانية نفيها”.

وأضاف أن “الجزائر تريد افتعال أزمة حول استعمال القوات المسلحة الملكية طائرات الدرون (المسيرات) التي قلبت موازين القوى”.

وتمر العلاقات المغربي الجزائرية بواحدة من اخطر الأزمات في تاريخ العلاقات المتوترة بين البلدين منذ حصول الجزائر على استقلالها سنة 1962. وفي شهر أغسطس الماضي أعلنت الجزائر من جانب واحد عن قطع علاقاتها الدبلوماسية مع المملكة المغربية، بسبب ما قالت الخارجية الجزائرية استمرار “أعمال عدائية” من الجانب المغربي، وهو ما رد عليه الأخير في بيان لوزارة خارجيته، بالرفض، معتبرا مبررات تلك المزاعم بـ”السخيفة”.

وفي وقت لاحق أعلنت الجزائر عن منع تحليق الطائرات المغربية فوق الأجواء الجزائرية، سواء المدنية منها أو العسكرية. واكتفت الرباط عبر الناقل الجوي الرئيسي بها بالتقليل من أهمية وتأثير الإجراء الجزائري.

وقبل أيام فقط وفي 31 أكتوبر الماضي، أعلن بيان رئاسي جزائري عن توقيف تدفق الغاز إلى اسبانيا، عبر أنبوب الغاز الذي يمر من المغرب، وبررت الجزائر أسباب هذه الخطوة التصعيدية الجديدة، باتهام المغرب بجعله هذا الأنبوب ورقة للابتزاز، كما قالت.

الناس/متابعة

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

أترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.