“هذه تدوينة على حسابي في “فيسبوك” أنشرها في هذا الحيز كما هي”
نورالدين اليزيد
حالة إنسانية
الشاب البوليسي أسامة الرحالي هو واحد من عديد من أمثاله ممن يعانون في صمت، لكن عندما تبلغ بهم المعاناة هذا الحد الذي بلغته بأسامة وفضل فقط مشاركتها معنا عبر هاتفه النقال، تصبح الأمور بمثابة دق ناقوس الخطر لاستنفار الإدارة لمعالجة الأمر!
أسامة هذا يميط اللثام عن الجانب الآخر لرجل الأمن ببلادنا.. الجانب الإنساني، الذي في معترك الحياة المهنية اليومية ودوره الخطير والحيوي في أمن البلاد والعباد، الجميع يحتفظ لهم فقط بتلك الصورة النمطية الآلية بكونه حارس أمن وكفى، ولا أحد يتذكر أمثاله ويتساءل عن إنسانيتهم وعن علاقاتهم الحميمية مع أفراد عائلاتهم وما إذا كانوا يتقاسمونهم الطعام ولحظات النقاش والمرح في زوايا البيت وفي الحدائق والأسفار.. بل لا أحد يتساءل حتى ما إذا كانوا يحظون بحقوقهم الاجتماعية الأكثر حميمية والأكثر ضرورة كمعاشرة أزواجهم!
لا أحد ينكر إلا جاحد الإصلاحات التي أدخلها مدير جهاز الأمن السيد عبداللطيف الحموشي على إدارته وتغيير كثير من ملامحها مقارنة بما كانت عليه في السابق، وذلك من أجل تحديثها وتقريبها من المواطن، لكن كمجرد سؤال بريء، ما قيمة ذلك إذا لم تحدّث هذه الإدارة عقلية تعاملها مع موظفيها وجعلها قريبة منهم تسمعهم وتقربهم من عائلاتهم بدل أن تشتتهم!
نحن لا نتهم الإدارة كمؤسسة لكن نقولها كما قاله البوليسي أسامة بجرأة هناك أكيد عقليات وأشخاص في الإدارة لا تريد لسياسة الحموشي التحديثية والإصلاحية أن تنجح.. هؤلاء هم من يصرون على جعل أسامة يبكي أمام كاميرا هاتفه دما وحرقة من “الحكرة”، وإذا ما أقدم في لحظة غضب قاهر أن يفرغ رصاص سلاحه الوظيفي في رأسه، يسارعون إلى تقديم المبرر القاتل والجاهز بأنه كان يعاني أعراضا نفسية!
ارحموا إخوتنا وأخواتنا في الأمن واسمعوا لهمومهم ومشاكلهم!