دخل دمشق فاتحا.. من هو “الجولاني” الذي أطاح بنظام بشار الأسد؟
اسمه أحمد الشرع، لكننا عرفناه بـ “الجولاني”، درس الطب وقاتل في صفوف تنظيم القاعدة، تصنفه الولايات المتحدة إرهابيا لكنه يقول إنه تصنيف “غير عادل.”
إنه أبو محمد الجولاني، زعيم هيئة تحرير الشام، جبهة النصرة سابقا -التي كانت تشكّل فرع تنظيم القاعدة في سوريا- الذي أعلنت قواته، الأحد، سيطرتها على العاصمة دمشق.
قائد العمليات العسكرية في المعارضة السورية أحمد الشرع (الجولاني) يسجد لله شكرا فور وصوله دمشق pic.twitter.com/iZoT7yUPlS
— Khair Eddin Aljabri (@Khair_Aljabri) December 8, 2024
عشرة أيام كانت كافيه لهذا الرجل لكي يقوم بإنهاء معاناة شعب إستمرت 13 سَنة .
– لم يستعن بأجندات خارجيه .
– لم يذهب ويبكي عند الأمم المتحده .
مشى على قانون أن العالم لا يحترم ولا يسمع ولا يفهم إلا لغه القوه .
– أبو محمد الجولاني سّطر إسمه ضمن صفحات التاريخ غصب عن كل شخص ، إحترام . pic.twitter.com/cxaUkBAsWe— صلاح 🪖 (@SyrianVersion) December 7, 2024
وقال هو -في بيان بثه التلفزيون السوري الرسمي- بعد السيطرة على العاصمة، إنه لا مجال للعودة إلى الوراء وأن الهيئة عازمة على مواصلة المسار الذي بدأته في 2011.
وقال الجولاني في بيانه “المستقبل لنا.”
والأحد، قالت فصائل المعارضة إن الجولاني وصل إلى دمشق، بعد ساعات من إعلانها الدخول إلى العاصمة وإسقاط بشار الأسد.
كلمة لـ #الجولاني تاريخ 28 / 5 / 2023 ، كان يتحدث ان قوات المعارضة في أفضل حالاتها وبقى القليل حتى تصل إلى #حلب ، في وقتها الناس قالوا عنه يحلم وغير منطقي لكن الان تحقق على ارض الواقع ، كلمته كانت حتى قبل #طوفان_الاقصى وهذا ردا على من يربط التحرك بخطط لاسرائيل او غيرها pic.twitter.com/saNFqa9uCd
— كويـتي حُـ ـر 🇰🇼 (@Kuwaity__7r) December 8, 2024
ونشرت فصائل المعارضة على قناة تلغرام مقطع فيديو للجولاني الذي بدأ يستخدم اسمه الحقيقي أحمد الشرع، وهو يركع ويقبّل الأرض في مساحة خضراء يظهر بمحاذاتها طريق رئيسي.
الجولان والعراق
ولد أحمد الشرع أو الجولاني عام 1982، ونشأ في حي المزة بدمشق، في كنف عائلة ميسورة الحال.
ويقول إن اسمه الحركي مستوحى من أصول عائلته المتحدّرة من مرتفعات الجولان.
وقد قال – في مقابلة مع محطة بي بي اس الأميركية عام 2021- إن جدّه نزح من الجولان بعد سيطرة إسرائيل على جزء كبير من الهضبة عام 1967.
بعد سقوط نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين، في 2003، توجه الجولاني للقتال في البلد المجاور، العراق، حيث انضم إلى تنظيم القاعدة بقيادة مصعب الزرقاوي، قبل أن يُسجن لمدة خمس سنوات.
لابد لعينيك أن يغمرها الدمع لجلال الموقف، فهذا أول قائدٍ في الأمة يحرّر وطنه منذ عقود.
الفاتح البطل #محرر_الشام القائد أحمد الشرع، الملقب أبو محمد الجولاني، يزور الجامع الأموي في قلب دمشق الأموية بعد تحريرها لأداء صلاة الفتح وسجدة الشكر في رحابه الطاهرة.
والله أكبر
ويا محلى… pic.twitter.com/7Zw3Q44CZd— مصطفى كامل (@mustafakamilm) December 8, 2024
وبمجرد بدء الحراك الاحتجاجي ضد الرئيس السوري بشار الأسد عام 2011، عاد الجولاني إلى سوريا، بتكليف من زعيم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق آنذاك أبو عمر البغدادي لتعزيز وجود “القاعدة.”
فعاد وأسس جبهة النصرة، التي أصبحت فيما بعد هيئة تحرير الشام.
شرح مفصل
عام 2013، صنفت الولايات المتحدة أبي محمد الجولاني إرهابيا، وقالت إن تنظيم القاعدة في العراق كلفه بالإطاحة بحكم الأسد، وفرض الشريعة الإسلامية في سوريا، وإن جبهة النصرة نفذت هجمات انتحارية قتلت مدنيين وتبنت رؤية طائفية عنيفة.
كما تصنف تركيا، الداعم الأجنبي الرئيسي للمعارضة السورية، هيئة تحرير الشام جماعة إرهابية، بينما تدعم أنقرة بعض الفصائل الأخرى التي تقاتل في الشمال الغربي.
أجرى الجولاني أول مقابلة إعلامية له، في 2013، وظهر ووجهه ملفوف بوشاح داكن ولا يظهر للكاميرا سوى ظهره. وفي حديثه وقتها لقناة “الجزيرة”، دعا إلى إدارة سوريا وفقا للشريعة الإسلامية.
وبعد حوالي 8 سنوات، جلس الجولاني لإجراء مقابلة مع برنامج فرونت لاين على محطة بي بي اس الأميركية، وواجه الكاميرا مرتديا قميصا وسترة.
وخلال المقابلة رفض الجولاني تصنيفه إرهابيا، وقال إنه تصنيف “غير عادل” إذ أنه يعارض قتل الأبرياء.
وشرح بالتفصيل كيف توسعت جبهة النصرة من الرجال الستة الذين رافقوه من العراق إلى 5000 في غضون عام.
لكنه قال إن جماعته لم تشكل أبدا تهديدا للغرب.
وأضاف: “أكرر أن تورطنا مع القاعدة انتهى وحتى عندما كنا مع القاعدة كنا ضد تنفيذ عمليات خارج سوريا ومن المخالف تماما لسياستنا القيام بعمل خارجي.”
الحرب على البغدادي
خاض أحمد الشرع أو الجولاني حربا دامية ضد حليفه القديم أبو بكر البغدادي، بعد أن سعى تنظيم الدولة الإسلامية إلى ضم جبهة النصرة من جانب واحد في عام 2013.
وتعرض “الدولة الإسلامية” للهزيمة في وقت لاحق في الأراضي التي كان يسيطر عليها التنظيم في كل من سوريا والعراق على أيدي مجموعة من الخصوم بما في ذلك تحالف عسكري تقوده الولايات المتحدة.
وبينما كان تنظيم الدولة الإسلامية ينهار، كان الجولاني يعزز قبضة هيئة تحرير الشام في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، ويؤسس إدارة مدنية تسمى حكومة الإنقاذ.
لكن حكومة الأسد طالما نظرت للهيئة على أنها إرهابية.
ومع تقدم قواتها على الأرض، أصدرت إدارة هيئة تحرير الشام التي ينتمي أفرادها للطائفة السنية، عدة بيانات تسعى إلى طمأنة العلويين الشيعة والأقليات السورية الأخرى.
وحث أحد التصريحات العلويين على الانفصال عن حكومة الأسد، وأن يكونوا جزءا من سوريا المستقبلية التي “لا تعترف بالطائفية.”
وفي رسالة إلى سكان بلدة مسيحية جنوب حلب، الأربعاء، قال الجولاني إنهم سيحصلون على الحماية وحماية ممتلكاتهم وحثهم على البقاء في منازلهم ورفض “الحرب النفسية للحكومة السورية.”
الناس/عن موقع “الحرة”