دول أوروبية تعترف بغوايدو رئيسا لفنزويلا ومادورو يلوح بحرب أهلية

0

اعترفت بريطانيا وفرنسا وإسبانيا ودول أوروبية أخرى رسميا بزعيم المعارضة في فنزويلا، خوان غوايدو، رئيسا مؤقتا لبلده.

وجاء هذا بعد أن رفض الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، المهلة التي حددها الاتحاد الأوروبي حتى أمس للدعوة لانتخابات مبكرة.

وكان غوايدو قد أعلن نفسه زعيما مؤقتا الشهر الماضي، وذلك في خطوة نالت دعم الولايات المتحدة.

واتهمت روسيا، التي تدعم مادورو، الاتحاد الأوروبي بالتدخل في شؤون فنزويلا.

ومع تصاعد الضغوط على الرئيس مادورو للاستقالة، قال إنه لا يستطيع أن يستبعد إمكانية نشوب حرب أهلية.

وحذر في مقابلة تلفزيونية الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، من أن “البيت الأبيض سيتلطخ بالدماء” إذا تدخلت الولايات المتحدة عسكريا في الأزمة التي نشأت بسبب إعادة انتخابه رئيسا لفنزويلا.

وقال خصمه غوايدو أمس إنه سيسعى لتشكيل تحالف دولي من أجل إرسال معونات إنسانية إلى فنزويلا.

ماذا قال مادور؟

في مقابلة تلفزيونية، سُئل مادورو عن إمكانية أن تتطور الأزمة في فنزويلا إلى حرب أهلية.

وقال مادورو “اليوم لا أحد يستطيع الجواب بيقين عن هذا السؤال. كل شيء يتوقف على مستوى جنون وعدوانية الإمبراطورية الشمالية (الولايات المتحدة) وحلفائها الغربيين. ونحن نطالب بألا يتدخل أحد في شؤوننا الداخلية … ونحن نعّد أنفسنا للدفاع عن وطننا”.

وصرح ترامب لشبكة سي بي إس الأمريكية بأن استخدام القوة العسكرية لا يزال “خيارا”.

لكن مادورو حذر الرئيس الأمريكي من أنه يغامر بتكرار سيناريو حرب فيتنام إذا ما تدخل في فنزويلا.

وقال مادورو “توقف. توقف. يا ترامب! أنت ترتكب أخطاء ستلطخ يديك بالدماء وستترك الرئاسة ملطخة بالدماء. دعنا نحترم بعضنا البعض، وإلا فأنت تغامر بتكرار سيناريو فيتنام في أمريكا اللاتينية”.

وبمرور الأحد، انقضت المهلة التي حددتها عدة دول أوروبية – بينها فرنسا والمملكة المتحدة والنمسا وألمانيا وإسبانيا – لمادورو للدعوة لانتخابات مبكرة. وقالت تلك الدول إنها ستعترف بغوايدو رئيسا مؤقتا ما لم تُتخذ تعهدات في هذا الصدد.

وقال وزير الخارجية الفرنسي جون إيف لودريان إن غوايدو يمتلك “الشرعية لتنظيم انتخابات رئاسية”.

وقال لودريان لشبكة فرانس إنتر “الناس في الشوارع، الشعب يريد التغيير”.

لكن مادورو رد بالقول “لا نقبل مُهَلا من أحد. هذا الأمر مثل أن أقول للاتحاد الأوروبي “سأمهلكم سبعة أيام للاعتراف بجمهورية كاتالونيا، وإذا لم تفعلوا، فسنتخذ تدابير”.

وأضاف مادورو “لا، السياسات الدولية لا يمكن أن تُبنى على المُهَل. كان ذلك في زمن الإمبراطوريات والمستعمرات”.

موقف الأوروبيين

وقد اعترف عدد من الدول الأوروبية اليوم بغوايدو رئيسا مؤقتا لفنزويلا.

وقال وزير الخارجية البريطاني جيريمي هنت في بيان نشره بموقع “تويتر” للتواصل الاجتماعي “تعترف بريطانيا إلى جانب حلفائها الأوروبيين بغوايدو رئيسا مؤقتا لفنزويلا لحين إجراء انتخابات موثوقة”.

ومن جهته، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن للفنزويليين الحق في التعبير عن أنفسهم بحرية وبشكل ديمقراطي.

وقالت المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، في مؤتمر صحفي في اليابان إن دول الاتحاد الأوروبي تتوقع من غوايدو أن يشرع في عملية انتخاب سريعة.

وقال رئيس الوزراء الإسباني، بدرو سانشيز، إن فنزويلا تملك حق تقرير مصيرها وإن على المجتمع الدولي المساعدة في تحقيق ذلك.

أزمة فنزويلا: مادورو يحذر من مغبة حرب أهلية

الوضع على الأرض

نزل الآلاف إلى شوارع العاصمة كاراكاس يوم السبت في تظاهرات داعمة لكل من الرئيس مادورو وزعيم المعارضة غوايدو.

ويحتفظ مادورو بدعم الجيش لكن قُبيل التظاهرات تعزز موقف غوايدو إذْ تلقى دعما من الجنرال بالقوات الجوية فرانسيسكو يانيز ليصبح الأخير بذلك أعلى رتبة عسكرية حتى الآن تتعهد بدعم غوايدو.

ويقول غوايدو إنه بصدد عقد اجتماعات خاصة مع قيادات عسكرية للحصول على دعم حتى يتسنى له الإطاحة بمادورو. ويضيف غوايدو أنه تواصل كذلك مع الصين، إحدى أهم داعمي مادورو.

خطة مساعَدة غوايدو..

غوايدو لا يسيطر على أي إقليم في فنزويلا، ومن ثم فهو يخطط لتدشين مراكز تجميع في بلدان مجاورة إلى حيث يفر الفنزويليون.

وقال غوايدو إنه يرغب في تدشين ائتلاف دولي لجمع مساعدات في ثلاث نقاط، والضغط على الجيش الفنزويلي للسماح بدخول تلك المساعدات إلى البلاد.

وقد رفض مادورو السماح بدخول المساعدات إلى فنزويلا، قائلا للداعمين يوم السبت “لم ولن نكون دولة متسولين”.

وتعاني فنزويلا اضطرابا اقتصاديا منذ سنوات، مع ارتفاع معدلات التضخم ونقص مواد أساسية كالغذاء والدواء، وهو ما دفع ملايين الفنزويليين إلى النزوح.

وفي يناير/ كانون الثاني، أدى مادورو اليمين لتولي فترة رئاسته الثانية في أعقاب انتخابات أثارت جدلا؛ حيث لم يشارك فيها العديد من قادة المعارضة لكونهم مسجونين أو مقاطعين.

وأعلن غوايدو، الذي يتزعم الجمعية الوطنية الفنزويلية، نفسه رئيسا يوم 23 يناير/ كانون الثاني.

وقال غوايدو إن الدستور يخوله توّلي السلطة مؤقتا حال فقدان الرئيس الشرعية. وقال غوايدو، يوم السبت، إن التظاهرات مستمرة حتى يحقق أنصاره “الحرية”.

الناس-وكالات

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

أترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.