ردٌّ آخرٌ على العُمدة بُوجبهة #بيليكي!

0

نورالدين اليزيد

لم تسمح لي ظروفي “الخاصة جدا” بالاطلاع على كلام المدعو #إدريس_الأزمي_الإدريسي، الوزير السابق والنائب البرلماني وعمدة العاصمة العلمية، الذي أثار جدلا، لدى الرأي العام، واكتفيت ببعض القراءات على بعض ما نشر حول الموضوع، لكن الآن تصفحت مقطع الفيديو، وهاكُم تتمة ما قلت سالفا في حق هذا المستفِز إيانا..

نورالدين اليزيد

في واقع الأمر إن كانت هناك من صفاقة ووقاحة وقلة حياء صلعاء مجردة من أي زُغب يسترها، وذات جبهة عريضة مصفحة لا يسري دم الخجل فيها، فهي تلك التي أخذت الكلمة في يومه ذاك، وتحدثت بطهرانية وعفة مزعومتين، عن “الثروة”، وعن “الإيثار” و”الصلاح” و”الفلاح”، وهلم تشبيها وقياسا.. وهي براءة منها تماما، براءة الله تعالى ورسول الله وسنته المصطفى، من قوم يأكلون أموال الناس بالباطل رِبى وسُحتا، لا طوبى ولا هنيئا ولا مريئا لهم به، ثم إذا أخذوا الميكروفونات وجابهوا الكاميرات بتفالهم المتطاير وأصواتهم المزعجة النكراء دون أن يغضوا منها، مع أن أنكر الأصوات لصوتُ الحمير، كما قال عز وجل.. استأسدوا على شعبٍ كل رأسماله، وكل ما في حيلته، هو التعبير عن رأيه في هؤلاء المتكالبين المتهافتين على ثرواته، وأمعنوا في التدليس عليه، وفي الكذب والبهتان، وتقمصوا رداء التضحية والبذل والعطاء المفترى عليه..

العمدة الذي سولت له نفسه الأمارة بالخبث والتضليل، يتحدى أن يأتي رواد مواقع التواصل الاجتماعي، أو من سماهم بـ”المؤثرين الاجتماعيين”، بـ”الثروة”، كما قال، التي أنتجوا.. والحال أن هذا السؤال بالضبط، يفرض نفسه على المشهد العام، ولاسيما في ظل جائحة الوباء الخطير الذي استنزف خزينة البلاد والعباد، وهو كان الأَولى أن يكون لسان حال هذا المسؤول النيابي وأمثاله من المسؤولين الجشعين، الذين يضعون كل مصالح الوطن والمواطنين جنبا، بل في سلة المهملات، ويشمرون على سواعدهم، فقط لأغراضهم الشخصية، ومآرب زبانيتهم وأهليهم وذويهم.. ويبتلعون لسان حالهم ذاك، وحتى إذا ما أخرجوه، فإنما لتضبيب المشهد، ولتعتيمه، وتسميمه، ولتبرير أموال يلتهمونها ولا يستحقونها، تحت مبررات التعويضات..

النائب غير المحترِم لنفسه ولِمن ينوب عنهم، يتعمد بكل ما أوتي من حِيل وخبث وتدليس وكذب ونفاق، الخلطَ بين أجور المدراء والمسؤولين، والتعويضات التي تمنح للنواب، سواء البرلمانيين منهم أو المحليين والإقليميين، وهو إنما يقصد التضليل والكذب الصراح مع سبق الإصرار والترصد..

الثروة يا هذا، إن كان ولا بد التحدث عنها؛ فبالنسبة للمؤثّرين الاجتماعيين، فهي ثروة معنوية، لا تقاس بثمن، وهي تُرعب المرتعبين والناهبين للمال العام في غسق الليل وتحت جنح الظلام.. ثروة جادَ بها على العالمين أناسٌ شرفاء يعملون ويكدون، ولا يزعمون الطهرانية والورع والتقوى المفترى عليها، ولا يتحدثون بصفاقة مثلك، ليكون للمواطن كلمة في ظل تبوؤ أمثالك منعدمي الكفاءة الأخلاقية والمهنية والسياسية، المشهدَ السياسي والمناصب العامة، وسعيكُم لإخراس الأصوات، والإبقاء فقط على أصواتكم المزعجة، التي شبهها المولى عز وجل بذاك الشبه البهيمي!

والثروة يا هذا الأملط من الحياء والعفة والاقتصاد في الكلام، هي تلك التي كان عليك التحلي بقليل من المروءة والرجولة والإيثار، وتجمع إخوتك وأخواتك من بني جلدك السياسي، متعددي ومتعددات التعويضات الربوية، لا متّعكم الله بها، لأنها أموال المحرومين والأرامل واليتامى والمهمشين والمُعدمين، وتوقعوا على تعديلات ومشاريع قوانين تدعون إلى إسقاطها أو على الأقل التخفيض منها، إن لم يكن تنزيلا لنصوص الدّين الذي تزعمون أنه مرجعيتكم، والحاض على الاقتصاد وعدم الإسراف، فعلى الأقل من باب المساهمة في توفير الثروة، لا في إهدارها كما تنافح عن ذلك، وأنت الطامع في تعدد التعويضات بمبررات واهية وكاذبة، لا سامحك الله..

وأما تحريضك أيها المُحرض على الانتقام والثأر من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، ودعوتك إلى نصب المشانق لنشطاء، كل ما يملكونه هو الكلمة والإشارة بالبنان إلى ناهبي خيراتهم وثرواتهم، فإن ذلك ليس بغريب أن يصدر عن شخص مثلك، في وضعِ المنافح عن الظلم وعن البهتان، بكل ما أوتي من كذب ونفاق، وقد أحس بخطر يهدد الريع الذي يُضخ إلى حسابه البنكي..

لا عجب أن يخرج مسؤول عاريا من الحشمة والوقار وأعمى الطمعُ بصيرته، فيحاول يائسا تلبيس الحق بالباطل والعكس صحيح، مادام أن الكذابين الأفاقين المنافقين، قد يسر الله ورسوله للعالمين علاماتٍ يعرفونهم بها، وهي ثلاث لا رابع لها ولا خامس، كما جاء في حديث خير الأنام: (آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا عاهد أخلف، وإذا خاصم فجر)! فأنت الكذاب بحديثك الذي تابعناه، وأنت الناكِث لعهد الناخب لأنك لا تدافع عن ماله ولا تحفظه، وأنت الفاجر بكلامك حين تخاصم الناس بعيدا عن الأخلاق والمروءة مستغلا تسلّحك بالإعلام وبالمنصب والسلطة.. ولا حول ولا قوة إلا بالله و #خليونا_ساكتين

[email protected]

ملحوظة: هذه المقالة هي في الأصل تدوينة وقّعها صاحبها على حسابه في الفيسبوك

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

أترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.