رسائل الملك المشفرة للنظام الجزائري!

0

نورالدين اليزيد

يقول الملك محمد السادس في خطاب العرش، في ذكراه الـ 22، يوم أمس السبت 31 يوليوز 2021، بعدما دعا “الأشقاء الجزائريين”، إلى فتح الحدود لأن الطبيعي هو فتحها، وليس إغلاقها، ولأن “إغلاق الحدود يتنافى مع حق طبيعي، ومبدأ قانوني أصیل، تكرسه المواثيق الدولية”؛ (يقول موضحا): “فالحدود المغلقة لا تقطع التواصل بين الشعبين، وإنما تساهم في إغلاق العقول، التي تتأثر بما تروج له بعض وسائل الإعلام، من أطروحات مغلوطة، بأن المغاربة يعانون من الفقر، ويعيشون على التهريب والمخدرات…”. ثم يزيد: “وبإمكان أي واحد أن يتأكد من عدم صحة هذه الادعاءات، لاسيما أن هناك جالية جزائرية تعيش في بلادنا، وهناك جزائريون من أوروبا، ومن داخل الجزائر، يزورون المغرب، ويعرفون حقيقة الأمور”!

نورالدين اليزيد

تعليقنا: المتأمّل في هذا الكلام، يسهل عليه اكتشاف أن فيه أطروحة واضحة لدحض أطروحة النظام الجزائري، التي تقوم عليها، بالأساس، سياسته العدائية المناوئة للنظام المغربي، أو للمخزن، كما يُحب نعتَه هو وأذرعه الإعلامية الدعائية.. وهي الأطروحة التي يبدو أن جانبا كبيرا من المعارضة ومعهم فئات واسعة من الجزائريين باتوا يفطنون إليها. بل إن من الفاعلين الجزائريين من بات لا يتردد حتى في القيام بتسجيل أشرطة فيديو، أو تتبع أخبار المغرب التي تهم جانبا من مشاريعه التنموية، وبثها على حساباتهم وقنواتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما يفند ادعاءات نظام قصر المرادية، ولا يحتاج إلى من يفندها من المغاربة!

وعندما نتابع خطاب الملك ونجده يؤكد أن “هذا الخطاب لا يمكن أن يصدقه أحد، خاصة في عصر التواصل والتكنولوجيات الحديثة” (يقصد المغالطات التي يتم ترويجها ضد المغرب)، يصبح من اليسير على المتتبع التوصل إلى أن في خطاب الملك محمد السادس غير قليل، ليس فقط من العتاب واللوم، ولكن أيضا فيه كثير من التكذيب والإحراج الموجه للنظام الجزائري. لأن الملك محمد السادس يعرف جيدا أكثر من غيره، أن الجنرالات لن يبتلعوا هذا الذي قد يُدخلونه هو الآخر في “العدوان” الذي ما فتئ “المخزن” يواجههم به، ويمدوا أيديهم، بكل بساطة وسهولة، ليضعوها في يد النظام المغربي!

خلاصة القول، إن الدولة المغربية، من خلال رسائل الملك، وهي تفضل مخاطبة الأشقاء الجزائريين، أي الشعب الجزائري، فهي تتجاوز أسوار قصر المرادية، والعقليات المتكلسة الساكنة بداخلها، لتلتحم بأكبر وأوسع فئات المجتمع الجزائري، وفي ذلك رد قوي على الخطاب الجزائري الرسمي المسترسل، الذي ما فتئت رموز الدولة الجزائرية تخص به المغرب الرسمي..

إنها الحرب الباردة التي تحتاج إلى النفس الطويل، وإلى القدرة على استغلال عامل الزمن، وحسن توظيفه، لتوجيه الضربات وكسب النقاط، بعيدا عن الردود الانفعالية أو المهرجاناتية، التي ينساق وراءها النظام الجزائري، في كل وقت وحين، أملا في امتصاص الضغوط الداخلية، والغضب الشعبي الآخذ في الاتساع، لا أقل ولا أكثر. . و #خليونا_ساكتين

[email protected]

https://www.facebook.com/nourelyazid

ملحوظة: هذه المقالة نشرها كاتبها بادئ الأمر على حسابه في الفيسبوك على شكل تدوينة

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

أترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.