رسّامة الزمن … الفنانة إلهام العراقي العماري تعرض في الرباط آخر أعمالها مقتفية أثر الزمن كعادتها
من جديد تكشف الفنانة إلهام العراقي العماري، في معرض حديث لها يُنظم في العاصمة الرباط، عن آخر أعمالها الصادحة إيحاءات ورموزاً تحيل على “الزمن/الوقت”، في سعيها الدؤوب والملهم على الغوص في عوالم فنية، تؤكد من جديد تفردها في كشف كنهها كفنانة لا كالفنانات والفنانين.
إنه الوقت… الموضوع الذي ألهم واعتُبر تحديا للفنانة إلهام العراقي العماري لأكثر من سبع سنوات؛ حيث بدأ شيئًا فشيئًا باللوحات الزيتية على القماش، إذ يمكننا العثور في أعمالها على الإشارة إلى الوقت مثل اللوالب وعقارب الساعة والحركات النشطة، ثم نما هذا التطور على مر السنين ليؤدي إلى منحوتات تفاعلية ولوحات آليات الساعة ذات الدوران المعاكِس والنسيج والتركيبات..
هذا النهج الغريب للوقت يجعل الفنانة إلهام العراقي العمري مرجعًا يربط الفن بالوقت، وغالبًا ما يشار إليها على أنها “رسامة الوقت/الزمن”، حتى أن البعض بات يسميها “مدرسة إلهام للزمن”، خاصة مع أحدث أعمالها حيث تقدم فيها اللوحات الرقمية، وألعابَ الحساب في شكل منحوتات ولكن أيضًا على صوت الزمن.
ستكون هناك مساحة تسمى “Playground” (ساحة لعب) تمثل جزءاً من معرض الفنانة الحالي. وهناك أعمال تفاعلية بشكل أساسي؛ وبالتالي يمكن للزوار التفاعل مع العديد من حواسهم، بما في ذلك حاسة السمع لديهم.
في أعمال الفنانة إلهام الفنية فضول لإثارة عديد من الأسئلة الروحانية والفلسفية، كما تجعل كل واحد من زوار المعرض يتساءل ويقترح حواراً وانعكاساً عن “الوقت”.
تجمع إلهام بين هذه الجسيمات والقصاصات، مثل شظايا الذرات التي تمزجها وتتشابك مع بصمة تظل فريدة ولصيقة بها هي وحدها لتستحق بحق وعن جدارة لقب إلهام الفنانة “رسامة الوقت”؛ خاصة بتواطؤ الضوء المسيطر على فضاءات اللوحات والذي ميز لمسة الفنانة منذ بداياتها الفنية قبل أكثر من عشرين عاما.
فلا مجال ولا وقت لمن يريد التحليق بعيدا في أجواء الفن الراقي، أن يقتطع من وقته وقتاً لزيارة المعرض الحالي لـ”رسّامة الوقت”، الفنانة إلهام العراقي العماري، فلعله يجد الأجوبة أو بعضها عن أسرار هذا “الوقت/الزمن”، الذي يأخذنا دائما مهما أخذنا منه، ودون أن نعرف السر في ذلك؛ ولعله السر الذي اهتدت إليه بِريشتها فنانتُنا إلهام وهي تُفرج عن آخر ما جاد به إلهامُها/قريحتها الفنية، كيف لا وهي القائلة: “الوقت، سأكون قادرة على التحدث عنه فقط من خلال أعمالي/لوحاتي، في الوقت الذي يكون فيه من الضروري وضع كلمات لتعريفها، لم تعد موجودة”؛ إنها الريشة والألوان والخيال ومعها عقارب الساعة والجُسيمات الدالة على حركة الزمن المتمردة، هي التي تصبح البديل عن الكلمات لرصد الوقت ومجاراته أو على الأقل للإحساس به.
سعاد صبري