شقيقات جامعة القرويين يتخلفن ضمن أفضل جامعات العالم
نورالدين اليزيد
مرة أخرى لا يُصنِّف مؤشر عالمي الجامعة المغربية ضمن الـ 1000 جامعة الأفضل على مستوى العالم، وهو مؤشر شنغهاي المشهود له بالمصداقية في التنقيط لمختلف المؤسسات الجامعية في دول المعمور.
وقبل هذا التصنيف بسنة كان مؤشّر كيو إس QS Index، الذي تصدره مؤسسة Quacquarelli Symonds منذ 1990، أصدر هو الآخر قائمة أفضل الجامعات في العالم من أصل 1000، وغابت عنه المؤسسة الجامعية المغربية..
تصنيف شنغهاي لهذه السنة 2022، حضرت فيه 42 جامعة مشرقية، منها أربع مصريات والغالبية خليجيات، إضافة إلى البعض الآخر من الأردن ولبنان؛ وحلّت هذه الجامعات العربية ما بين المرتبة 143 والمرتبة 964.
ومِن مكر الصدف أيضا، أن يطالعنا تصنيف شنغهاي لأفضل 1000 جامعة، أياما قليلة على تفجّر فضيحة مدوية، تنضاف لفضائح أخرى سابقة تفجرت داخل أسوار الجامعة المغربية، وهي فضيحة “بيع”، نعم بيع منصب أستاذ جامعي، الذي تورط فيه أساتذة وموظفون بجامعة عبدالمالك السعدي، حيث تشير التحقيقات الأولية، كما نشرتها بعض الصحف قبل أيام، أن منصب أستاذ وصل سعره إلى 30 مليون سنتيم، وهناك أثمنة أخرى تتراوح ما بين 10 و15 مليون سنتيم لمنصب موظف إطار في ذات الجامعة!!
ولا وجود لأي جامعة من بلاد جامعة القرويين أقدم جامعة في العالم (بلاد المغرب الأقصى)، الذي ما فتئ يُقصى من مؤشرات تصنيف المؤسسات التعليمية والعلمية التي تصنع أطر وكفاءات المملكة الشريفة !
على منِ العَتَب يا ترى؟
ربما مِن مَكر الصدف، أن يصدر تصنيف شنغهاي لهذه السنة، في الوقت الذي تتحدث فيه الألسن وتلوك كلاما عن إمكانية إجراء تعديل حكومي قد يطيح بوزير التعليم العالي السيد عبداللطيف ميراوي، الذي هو من حزب رئيس الحكومة..
والواقع أنه باستثناء تخبّط وارتباك هذا الوزير، منذ مجيئه إلى المنصب قبل أشهر، وعدم توفره لحد الآن على رؤية واضحة للإصلاح، وهو ما عكسته تصريحاته المتضاربة، سواء بخصوص وضعية الأساتذة الباحثين، الذين ما فتئوا يهددون بشل العملية التعليمية احتجاجا على أوضاعهم غير اللائقة، كما يقول ممثلوهم، أو فيما يتعلق بنظام الإجازة والبكالوريوس اللذين يسود غموض حول مآل كل منهما، فإن الرجل لا دخل له ولا مسؤولية، لِما تتخبط فيه الجامعة المغربية من مشاكل جمة منذ سنوات، وبالرغم من تعاقب عديد من الوزراء وكثير من البرامج الإصلاحية التي باءت كلها بالفشل الذريع..
ومِن مكر الصدف أيضا، أن يطالعنا تصنيف شنغهاي لأفضل 1000 جامعة، أياما قليلة على تفجّر فضيحة مدوية، تنضاف لفضائح أخرى سابقة تفجرت داخل أسوار الجامعة المغربية، وهي فضيحة “بيع”، نعم بيع منصب أستاذ جامعي، الذي تورط فيه أساتذة وموظفون بجامعة عبدالمالك السعدي، حيث تشير التحقيقات الأولية، كما نشرتها بعض الصحف قبل أيام، أن منصب أستاذ وصل سعره إلى 30 مليون سنتيم، وهناك أثمنة أخرى تتراوح ما بين 10 و15 مليون سنتيم لمنصب موظف إطار في ذات الجامعة!!
لن نعيد اجترار فضائح التسجيل في سلك الماستر أو الدكتوراه التي تفجرت في هذه الجامعة أو تلك، ولا ما بات يُعرف بالجنس مقابل النقط في جامعتي سطات ووجدة، لنؤكد أن المؤسسة الجامعية بالمغرب، ينخرها سوء التدبير والفساد، ولا تحتاج فقط إلى وزير أو حكومة لإصلاحها الإصلاح الذي يجعلها تتبوأ المكانة الراقية والمحترمة ما بين جامعات العالم، وترصدها المؤشرات العالمية الرصينة، ولكن جامعتنا في حاجة إلى رجة قوية قادرة على اجتثاث الفساد من جذوره، واستئصال العقليات المتحجرة التي تهيمن على تدبير ورعاية الجامعة المغربية؛ وإلا فإنه، باستثناء مَن رحم ربك من المسؤولين والأساتذة الغيورين على الدور القيمي والعلمي والحضاري لهذه المؤسسة الحيوية، والذين ما فتئوا رغم كل الظروف القاسية والصعبة التي يشتغلون فيها، يواصلون الانكباب على إثراء الخزانة والساحة العلمية والثقافية بأبحاثهم وتأليفاتهم، فإن ترك المجال للفاسدين لملإ الحرم الجامعي بأشباه أساتذة اشتروا المنصب بملايين من السنتيمات، مما لن يكون بوسعهم، وهم كذلك، غير الكسل والخمول والتحرش بالطالبات وبابتزازهن.. وكذا التردد في تنزيل الوصفة الحقيقية والناجعة للعلاج، حتى ولو كانت مؤلمة.. كل ذلك لن يؤدي إلا إلى مزيد من التقهقر والتخلف والتأخر في مختلف التصنيفات العالمية لأفضل الجامعات !
https://www.facebook.com/nourelyazid
ملحوظة: هذه المقالة نشرها صاحبها بداية على شكل تدوينة على حسابه في فيسبوك