عندما يصرون على استبلاد الشعب!
نورالدين اليزيد
ما الفائدة أن تواصل الوكالة الرسمية للأخبار نشر تصريحات ساذجة أقرب إلى البلادة، لأسماء نكرة مِن دول بعيدة عن المغرب بآلاف الكيلومترات، كلها مديح لخطاب الملك الأخير وتحميله أكثر مما يحتمل؟!
ما الفائدة أن تواصل هذه الوكالة ومعها الإعلام الرسمي السمعي البصري تصوير الخطاب الملكي على أنه العصا السحرية التي إذا لمسناها وآمنا بها، فإن جائحة #كورونا ستختفي من المملكة الشريفة، بينما هو مجرد خطاب بروتوكولي دأب المغاربة على سماعه في كل 20 غشت من كل سنة، منذ الاستقلال، يتطرق فيه الجالس على العرش، لأحداث آنية ويربطها بذكرى تاريخية، والحدث الذي يفرض نفسه هذه المرة هو حدث تفشي الوباء القاتل؟
ما الفائدة أن تُوجّه كاميرات الإعلام الرسمي وميكروفوناته وأقلام محرريه صوب جزر الوقواق لأخذ ارتسامات –مجرد ارتسامات- سطحية بشأن الخطاب، وتصويرها على أنها فتح عظيم وتأييد دولي لخطاب رئيس دولة، كل ما قاله هو وصفه لحالة وبائية يعرف الجميع، مِن المثقف والمختص والخبير، إلى الحداد والخراز والحارس ونكّاس الشوارع ونبّاش القمامة، خطورتها وتداعياتها على البلاد والعباد؟!
ما الفائدة من كونها مؤسسة عمومية وتجهل أو تتجاهل كل هذا الصخب الذي تعج به الشبكة العنكبوتية من ردود فعل لمواطنين غاضبين لم يروا في خطاب الملك جديدا، لأنه ببساطة لم يجب عن عديد من الأسئلة الحارقة التي يطرحها غالبية المغاربة الفقراء والمهمشين، ومنها مصير قوتهم اليومي المجهول في ظل استمرار الوباء؟؟!!
الذين يروجون لمثل هذه التفاهات ولهذا الإعلام المُفلس، هم الذين دفعوا رئيس الحكومة #سعد الدين_العثماني ووزير الصحة وخبراءه، لكي يظهروا بوجوههم التي لا تعرف الخجل والحياء، ويقدموا تصريحات، مطلع شهر مارس الفائت، عند بداية اجتياح الجائحة القاتلة لبلادنا، ليجتهدوا ويكذبوا على #الرأي_العام، ويحاولوا يائسين طمأنته بالتقليل من خطورة الوباء، بل وتحذير المواطنين من ارتداء الكمامات الصحية، وعدم الاهتمام بمن يزعم أن الفيروس خطير.. وأشرطة الفيديو لاتزال منشورة على الشبكة العنكبوتية تفضح تنطعهم وغباءهم السياسي والتدبيري!
هؤلاء هم الذين يسارعون اليوم، ويا لوقاحتهم، إلى التهويل والتحذير من خطورة الوباء، بعدما كانوا فاعلين رئيسيين في نشر اللاوعي بخطورة المرض، وفي “تفشي” كل هذا “التراخي” الذي هم من كرَّسه ومن أسّس له ومن حرّض عليه!
اللباقة والمروءة تقتضي أن لا يكون هؤلاء البلداء هم من لا يزالون يديرون شؤون هذه البلاد والعباد. بل على ملك البلاد أن يعصف بهم جميعا، ويقيلهم واحدا واحدا، لأنهم أوهموه وأوهموا الشعب بمعطيات كاذبة ومضللة. وإن كانت من مسؤولية يمكن تحملها اليوم، فإنما هُم أولا وأخيرا.. و #خليونا_ساكتين
ملحوظة: هذه المقالة هي في الأصل تدوينة نشرها الكاتب على حسابه في الفيسبوك