غوفرين لـ”جيروزاليم بوسط”: نواجه تقارير كاذبة عن إسرائيل والعلاقات مع المغرب تتطور باستمرار

2

أقر سفير إسرائيل في المغرب دافيد غوفرين بصعوبة مهمته الدبلوماسية بالمملكة، بالنظر إلى حجم الأخبار الكاذبة التي تنشرها الصحافة، لاسيما الناطق بالعربية، على حد قوله، وبالتعاطف الكبير للمغاربة مع فلسطين والفلسطينيين، لكنه أكد في ذات الوقت أن العلاقات مع الجهات الرسمية منفصلة تماما عما هو شعبي، معتبرا أن التعاون بين الرباط و”القدس” في إشارة إلى عاصمتها كما تدعي إسرائيل، هو في تطور مستمر.

السفير دافيد غوفرين مع صحافية “جيروزاليم بوسط” لحاف هاركوف LAHAV HARKOV خلال الحوار الذي أجرته معه يوم الخميس 12 ماي 2022

وبحسب مدير مكتب التمثيل الدبلوماسي الإسرائيلي، الذي لم يرتق بعد إلى سفارة، وهو ما سيتم في القريب، كما قال، فإن “الجمهور في المغرب يحصل على معظم معلوماته باللغتين الفرنسية والعربية، والكثير من التقارير، خاصة باللغة العربية، هي أكاذيب تحرض وتستفز”، معتبرا أن “جزءا كبيرا من التقارير الإعلامية كانت أخبارًا كاذبة، مما يجعل من الصعب شرح الموقف”، وفق ما جاء في حوار للدبلوماسي الإسرائيلي مع صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية.

دافيد غوفرين خلال لقاء مع وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة

وأشار “السفير” الإسرائيلي إلى ما سماها “نظريات المؤامرة”، مثل أن إسرائيل تخطط لتغيير الوضع الراهن في الحرم القدسي الشريف. وأضاف: “لقد نفينا ذلك تمامًا، وأكدنا أن رئيس الوزراء ووزير الخارجية ليس لديهما أي نية لتغييره، لأننا واعون للغاية بالظروف ولا نريد تصعيدا”.

وبحسب الصحيفة الإسرائيلية فإن غوفرين على اتصال دائم بالسلطات المغربية والصحفيين، بالإضافة إلى الجمهور عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وقال “إن أهم شيء يجب القيام به هو نقل معلومات جديرة بالثقة وبناء الثقة. إحدى الطرق التي يفعل بها ذلك هي من خلال حسابه النشط على تويتر Twitter بالإضافة إلى ذلك، تعمل البعثة الإسرائيلية في المغرب على بناء موقع إلكتروني جديد، على أن يتم إطلاقه في الأسابيع المقبلة.

وأكد الدبلوماسي أن “الشعب المغربي يتعاطف بشدة مع الفلسطينيين. إنها مسألة حساسة، والملك محمد السادس هو رئيس لجنة القدس في منظمة التعاون الإسلامي”. وأوضح جوفرين أن ذلك يتجلى في الموقف الرسمي للمغرب الذي يريد دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967، بما في ذلك القدس الشرقية، إلى جانب دولة إسرائيل”.

دافيد غوفرين في ساحة صومعة حسان التاريخية وسط العاصمة الرباط

وقال جوفرين إن “القضية الفلسطينية ليست في قلب الأجندة العامة في المغرب”، موضحا قوله بأنه “في السياسة الداخلية، الأمور المركزية هي الصحة والتعليم والتنمية الاقتصادية، وفي السياسة الخارجية، أهم شيء هو قضية الصحراء.”

وكشف ممثل إسرائيل في الرباط أن “المستوى الحكومي الرسمي منعزل”، وأن “اتفاقيات أبراهام هنا، هي حقيقة، والتعاون الحكومي مستمر، والعلاقات الدبلوماسية الرسمية ما فتئت  مستمرة.”

وقال إن العلاقات المتجددة بين إسرائيل والمغرب “تحسنت بشكل سريع جدا، بناءً على تنحية الخلافات الجيوسياسية والصراعات السابقة جانبًا، والتركيز على ما يمكن لإسرائيل والمغرب القيام به”.

وبحسب صحيفة “جيروزاليم بوست” فقد أعادت إسرائيل والمغرب العلاقات الدبلوماسية في ديسمبر 2020. وأقام البلدان علاقات دبلوماسية سرية على مدى عقود، وسبق أن تبادلا مكاتب الاتصال في عام 1995، بعد اتفاقات أوسلو. وقطعت الرباط العلاقات مع “القدس” (العاصمة) عام 2000، خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية.

غوفرين في المغرب

استمرت العلاقات الثقافية والعائلية العميقة بين المغرب وما يقرب من مليون إسرائيلي من أصل مغربي، وحتى قبل عودة التطبيع، حيث ظل عشرات الآلاف من الإسرائيليين يزورون المغرب طيلة العقود الأخيرة.

وغوفرين هو دبلوماسي متمرس، لديه عقود من الخبرة في العمل الدبلوماسي، كفسير لبلاده في مصر والأردن ودول أخرى، لكن التواجد في المغرب هو تجربة فريدة، كما قال في حديثه إلى الصحيفة يوم أمس الخميس. وأردف قائلا: “إنه أمر خاص جدا أن أكون في المغرب، وأنا لست متحيزا. ليس لدي جذور مغربية”، كما قال ساخرًا، لكن هناك “شعور أنهم يريدوننا هنا، إنهم يحبوننا وهم يحتضنوننا… الضيافة المغربية رائعة، ومن الجميل أن تكون في مكان حيث التسامح والتعايش يعتبر قيما عميقة للغاية.”

وبرأي السفير غوفرين فإنه “بالإضافة إلى ذلك، فإن افتتاح سفارة جديدة في العالم العربي ليس شيئًا يحدث كل يوم. المكتب الإسرائيلي في الرباط ليس سفارة رسمية بعد، لكن تغيير الوضع في الطريق”.

وعلى الصعيد الأمني​​، قال غوفرين إن “المغرب وإسرائيل والولايات المتحدة يتعاونون فيما بينهم بشأن التهديد الإقليمي الذي تشكله إيران، وبالتالي يتعاونون”.

وقطع المغرب العلاقات الدبلوماسية مع إيران، بسبب دعمه لجبهة البوليساريو التي تهدد سيادة المغرب في الصحراء الغربية.

ونقل جوفرين عن وزير الخارجية يائير لبيد، الذي تحدث عن “إطار أمني إقليمي جديد”، بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب والأردن ومصر”. وقال: “هناك اعتراف متزايد من قبل دول المنطقة، بما في ذلك إسرائيل، بأن أفضل طريقة للتعامل مع التهديد الإيراني هي العمل معًا”، مضيفا “هناك تفاهُم بأن علينا أن نوحد الجهود لمنع الأعمال التخريبية من قبل إيران”.

وقال السفير الإسرائيلي إن اعتراف الولايات المتحدة بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية كان “حافزا كبيرا”، لكن العلاقات بين إسرائيل والمغرب لم تكن مبنية على ذلك فقط، بحسبه، واستشهد بوزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، الذي قال في قمة النقب، الشهر الماضي، إن العلاقات بين البلدين علاقة قناعة وليست مصالح.

وأشاد جوفرين بنهج المغرب والملك محمد السادس في التعايش بين اليهود والمسلمين، مشيرًا إلى أن دستور البلاد لعام 2011 اعترف باليهودية كواحدة من الثقافات التاريخية في المغرب، وأكد أنه “في معظم دول الشرق الأوسط، عندما يتحدثون عن التسامح والتعايش، فهذا أمر مجرد. هنا (المغرب)، شيء ملموس واضح جدا.. الأطفال يلعبون سويًا وتتناول العائلات وجبات الطعام معًا”.

ووقعت إسرائيل والمغرب نحو 20 مذكرة تفاهم مختلفة في مجالات تشمل التجارة والاقتصاد والأمن وغيرها.

وهناك مجالان يحظيان بالحماس في المغرب، وهما التكنولوجيا المتطورة والثقافة اليهودية. وتحدث غوفرين مع “واشنطن بوست”، في إطار وفد إسرائيلي، حول هذين الموضوعين، عبر منظمة غير الحكومية للشراكة، تسعى إلى بناء علاقات شعبية بين الإسرائيليين ودول “اتفاق أبراهام”.

سفير إسرائيل بالمغرب دافيد غوفرين

وقال جوفرين: “هناك اهتمام كبير بالتكنولوجيا الإسرائيلية”، مضيفا أنهم “لا يريدون فقط شراء منتج على الرف؛ بل يريدون تعلُّم كيفية تطوير القدرات. إنهم يبحثون عن التعاون والتدريب على المدى الطويل”.

عندما يتعلق الأمر بالثقافة، يضيف المسؤول الإسرائيلي، فإن هناك تعاونا بين مؤسسات الثقافة المشتركة، مثل تنظيم حفل موسيقي -مثلا- لأوركسترا أشدود الأندلسية في الرباط، الشهر الماضي، حضره 1500 شخص، لكن غوفرين يقول إن هناك أيضًا فضولًا حول الثقافة الإسرائيلية في شموليتها.

وخلص السفير الإسرائيلي، في حواره مع صحيفة بلاده، إلى أن “المغاربة يريدون فهم تنوع إسرائيل، وليس مجرد التواصل مع ذوي الأصول المغربية، وإننا على اتصال بوزارة الثقافة، لنرى كيف يمكننا إنتاج الأفلام معًا، وترجمة الأدب، وتقديم المسرحيات الإسرائيلية في الرباط، لكن العقبة الوحيدة هي الميزانية”.

نورالدين اليزيد /عن “جيروزاليم بوسط”

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

2 تعليقات
  1. .غزاوي يقول

    مجرد تساؤل.
    ما فائدة التطبيع إذن !!!؟؟؟
    جاء في افتتاحية المقال ما نصه:
    “لكنه أكد في ذات الوقت أن العلاقات مع الجهات الرسمية منفصلة تماما عما هو شعبي، معتبرا أن التعاون بين الرباط و”القدس” في إشارة إلى عاصمتها كما تدعي إسرائيل، هو في تطور مستمر.” انتهى الاقتباس
    ميزة الصهاينة أنهم يفضحون “أصدقائهم” (ولا أصديق لهم)، ويكشفون عوراته، ولا يبالون بذلك.
    ممثل الكيان الصهيوني يقر أنه في المملكة، الشعب في وادي والمخزن في وادي، ويؤكد لمن له في رأسه عينين وعقل مستنير أن القدس هي عاصمة الكيان، وأن لجنة القدس مجرد حبر على ورق، ولن يغير رئيسها قيد أنملة من واقعها.

  2. غزاوي يقول

    مجرد تساؤل.
    ما فائدة التطبيع إذن !!!؟؟؟
    جاء في افتتاحية المقال ما نصه:
    “لكنه أكد في ذات الوقت أن العلاقات مع الجهات الرسمية منفصلة تماما عما هو شعبي، معتبرا أن التعاون بين الرباط و”القدس” في إشارة إلى عاصمتها كما تدعي إسرائيل، هو في تطور مستمر.” انتهى الاقتباس
    ميزة الصهاينة أنهم يفضحون “أصدقائهم” (ولا أصديق لهم)، ويكشفون عوراته، ولا يبالون بذلك.
    ممثل الكيان الصهيوني يقر أنه في المملكة، الشعب في وادي والمخزن في وادي، ويؤكد لمن له في رأسه عينين وعقل مستنير أن القدس هي عاصمة الكيان، وأن لجنة القدس مجرد حبر على ورق، ولن يغير رئيسها قيد أنملة من واقعها.

أترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.