في تطور مثير للحرب الروسية الأوكرانية.. قصف لمستودع للنفظ في روسيا واتهامات للجيش الأوكراني
في تطور مثير في الغزو الروسي على أوكرانيا، وضد مجرى الحرب الدائرة رحاها على الأراضي الأوكرانية منذ ما يزيد عن الشهر، وقع هجوم هو الأول من نوعه تفيد تقارير أنه من طرف أوكرانيا، داخل الأراضي الروسية، واستهدف منشأة تخزين وقود في مقاطعة بيلغورود الروسية.
واعتبر مراقبون وخبراء عسكريون الهجوم بمثابة جس نبض أوكراني لمعرفة ردة الفعل الروسية، ومحاولة إيصال رسالة مفادها، أن كييف بإمكانها التحول من الدفاع للهجوم داخل العمق الروسي، بينما نفت تقارير أخرى أن تكون لأوكرانيا المسؤولية عن الحادث، وأنه ربما محاولة من روسيا لتغيير موقفها من المفاوضات الجارية مع الطرف الآخر، وبالتالي من أجل التصعيد أكثر.
وفي إعلان عكس طبيعة الرد الروسي المرتقب، قال الكرملين، الجمعة، إن الضربة الجوية الأوكرانية لمستودع وقود في مقاطعة بيلغورود الروسية : “لا توفر ظروفا مناسبة لمواصلة محادثات السلام مع كييف”.
وهو ما يشير حسب مراقبين، إلى أن موسكو ربما ستعمد عقب هذا الهجوم الأوكراني على أراضيها لوقف المحادثات مع كييف ولو بشكل مؤقت، وهم يتخوفون حتى من أن تشكل هذه العملية الأوكرانية بداية تصعيد أكبر لحدة وتيرة الحرب.
إلى ذلك اتهم حاكم مدينة بيلغورود الروسية، فياتشسلاف غلادكوف، أوكرانيا بتنفذ هجوم بطائرتي هيلكوبتر على مستودع للنفط في المدينه.
وقال إيغور كوناشينكوف، المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إنه حوالي الساعة الخامسة صباحا بتوقيت موسكو دخلت طائرتان هليكوبتر أوكرانيتان من طراز Mi-24 المجال الجوي الروسي وحلقتا على ارتفاع منخفض للغاية “وشنتا هجوما صاروخيا على منشأة تخزين نفط” في ضواحي مدينة بيلغورود، ما أسفر عن تدمير بعض خزانات النفط وأشعل حريقا داخل المنشأة.
وأضاف: “منشأة تخزين النفط لا علاقة لها بالقوات المسلحة الروسية”.
من جهتهنفى مسؤول الأمن الأوكراني، أوليكسي دانيلوف، أن تكون أوكرانيا قد هاجمت مستودعا للنفط في روسيا هذا الصباح.
وألمح في حديث عبر التلفزيون الأوكراني، إلى أن الهجوم ربما يكون قد نفذه روس غير راضين عن الحرب – وقال إن حوادث مماثلة ستتبع على الأرجح.
وعقب الهجوم شب حريق في مستودع النفط، وأظهر مقطع فيديو نُشر على موقع التواصل الاجتماعي تويتر حريقا بالقرب من مجمعات سكنية في بيلغورود الواقعة شمال أوكرانيا على بعد حوالي 40 كيلو متر عن الحدود مع أوكرانيا.
وأظهرت بعض مقاطع الفيديو صواريخ تضرب مستودع النفط الروسي، لكن مسؤولين أوكرانيين نفوا أن تكون القوات الأوكرانية وراء الهجوم.
ونفى مسؤول الأمن الأوكراني أن تكون أوكرانيا قد هاجمت مستودعا للنفط في روسيا هذا الصباح. الآن لدينا المزيد من التفاصيل حول تعليقات أوليكسي دانيلوف.
وقال النائب الأوكراني، أولكسندر ميريزكو، “لسبب ما، يقولون إننا وراء ما حدث. لكن ذلك لا يتوافق مع الواقع”.
وأضاف، في تصريحات لبي بي سي، “أعتقد أن هناك طريقتين للتفسير المنطقي لما وقع في بيلغورود، الأولى: أن يكون حادثا وتريد السلطات الروسية أن تلقي باللوم في وقوعه على أوكرانيا. أما الطريقة الثانية التي يمكن من خلالها تفسير الواقعة، وهي الأقرب إلى المنطق والواقع، أن روسيا تريد التصعيد، التصعيد واضح، وهو التفسير الذي أميل إليه لسببين”.
وتابع: “السبب الأول هو أنه لا مصلحة لأوكرانيا في تنفيذ عملية عسكرية على الأراضي الروسية لأن ذلك ينطوي على مخاطرة كبيرة وقد يؤدي إلى مزيد من التصعيد، وهو أمر خطير في ضوء موقفنا الراهن”.
وأضاف: “وأرجح أن تكون عملية راية زائفة هي التفسير الأقرب للمنطق لأن بوتين يحاول بكل ما أوتي من قوة إيجاد مبررات وذرائع لعدوانيته وعدوانه ضد أوكرانيا، وهذا هو السبب الثاني”.
يُذكر أنه لم يحدث من قبل أن نفذت طائرات أوكرانية هجوما على أهداف داخل روسيا.
من جهته قال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن هذا الحادث لا يمكن أن “يهيئ أوضاعا مريحة لاستمرار محادثات السلام”، وهي المحادثات التي أحدثت تقدما محدودا حتى الآن.
وأضاف أن السلطات الروسية تحاول في الوقت الراهن إعادة تنظيم سلسلة توريد الوقود في بيلغورود للحيلولة دون حدوث أي اضطرابات في المعروض منه في هذه المدينة الروسية.
وتقع بيلغورود، التي يبلغ عدد سكانها 370000 نسمة، شمال خاركيف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا والتي تعرضت لقصف مدفعي مكثف ولا تزال القوات الروسية تحاصرها حتى الآن.
ولم يخلف الحادث أي قتلى في مستودع النفط الذي تشغله شركة النفط الروسية الحكومية روسنفت، بحيب ما قاله حاكم بيلغورود، في رسالة عبر تطبيق تليغرام. مضيفا أن فرق الطوارئ تحاول احتواء الحريق وأن الوضع الحالي “لا يشكل خطرا” على السكان. ونشرت وزارة الطوارئ الروسية فيديو للحريق على تطبيق تليغرام.
وقالت وكالة أنباء إنترفاكس الروسية إن السلطات أجلت السكان المقيمين بالقرب من المستودع وأن شخصين أصيبا جراء الحريق. وأشارت إلى أن ثمانية خزانات وقود اشتعلت وأن هناك 200 شخص من فرق مكافحة الحريق في الموقع يحاولون السيطرة على الموقف.
وعقب وقوع الحادث، اصطفت طوابير السيارات أمام محطات الوقود، لكن حاكم المدينة أكد أن إمدادات الوقود في بيلغورود متوافرة بكثرة.
في غضون ذلك، أشارت وكالة أنباء “آر آي أيه نوفوستي” الروسية إلى أن قوات مكافحة الحريق تمكنت من إطفاء النيران في ثلاثة من خزانات الوقود، لكن خطر امتداد الحريق إلى أماكن أخرى لا يزال قائما.
وأشارت تقارير إلى أن عددا من الانفجارات وقعت في مخزن ذخائر بالقرب من بيلغورود في 29 مارس/ آذار الماضي.
وتعليقا على حريق مستودع النفط في تلك المدينة الروسية، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأوكرانية، أولكساندر موتوزيانيك إن “العدوان الروسي تتم مقاومته على الأراضي الأوكرانية”.
وأضاف أن “هذا لا يعني أن تتحمل أوكرانيا مسؤولية جميع الكوارث والحوادث التي تقع على أراضي الاتحاد الروسي. وهذه ليست المرة الأولى التي تظهر فيها مثل هذه الاتهامات. لذا أصدقائي الاعزاء، لن أؤكد أو أنفي هذه المعلومات”.
وقال الصحفي الأوكراني المعروف في كييف، يوري بوتوسوف، عبر حسابه على موقع تويتر إنه كان هجوما صاروخيا (في الساعة 05:50 دقيقة صباحا) نفذته “طائرتان هليكوبتر أوكرانيتان من طراز Mi-24 حلقتا على ارتفاع منخفض من أوكرانيا إلى مدينة بيلغورود الروسية حتى لا ترصدهما الدفاعات الجوية الروسية”.
وتسائل المذيع المعروف بولائه الشديد للكرملين فلاديمير سولوفييف، مقدم برنامج الشؤون الجارية الذي يُبث عبر تلفزيون الدولة في روسيا عن “المسؤول عن دفاعات بيلغورود الجوية؟ وهل دُمرت القواعد الجوية التي انطلقت منها الطائرات الهليكوبتر تلك التي نفذت الهجوم؟ ومتى يتم إنشاء منطقة آمنة في منطقة بيلغورود؟”
الناس/ متابعة