قاوم الاستعمار والطغيان وعرف بزهده في المناصب.. رحيل المقاوم الوطني بنسعيد آيت يدر

0

توفي السياسي المغربي وأحد رجال المقاومة محمد بنسعيد آيت إيدر، صباح اليوم الثلاثاء، بالمستشفى العسكري بالرباط، وذلك حسب ما علم لدى مقربين منه.

وولد الراحل سنة 1925، في قرية تيمنصور، إقليم اشتوكة آيت باها، وانخرط في مقاومة الاستعمار، حيث كان من أطر المقاومة وجيش التحرير.

وبعد الاستقلال انخرط الراحل في العمل السياسي حيث كان رئيسا لمنظمة العمل الديمقراطي الشعبي و انتخب نائبا في البرلمان عن إقليم اشتوكة أيت باها.

وكان الملك محمد السادس قد وشح، في يوليوز 2015، الراحل بنسعيد أيت إيدر بمناسبة الذكرى السادسة عشرة لعيد العرش.

وسيوارى جثمان الراحل محمد بنسعيد آيت ايدر الثرى بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء، غدا الأربعاء بعد صلاة العصر.

محمد بنسعيد ايت يدر

مسيرة حافلة..

ولد الراحل محمد بنسعيد آيت يدر بقرية تين منصور يإقليم شتوكة أيت باها وسط المغرب، وتلقى تعليمه بعدد من مدارس سوس العتيقة. بعد نهاية الحرب العالمية الثانية التقى لأول مرة بالفقيه محمد المختار السوسي. ثم انتقل إلى مراكش لمتابعة دراسته بمدرسة ابن يوسف وانفتح على العمل الوطني برفقة عبد الله إبراهيم وعبد القادر حسن، والمهدي بن بركة.

شارك الراحل في قيادة فرق جيش التحرير المغربي وتكوين خلايا المقاومة رفقة قيادات أخرى مثل عمر المسفيوي ومحمد باهي. هذا بالإضافة لقيادات أخرى بميدان القتال مثل ناضل الهاشمي وإدريس بن بوبكر والأنصاري بلمختار ولغظف بن عبد الله وغيرهم.

تعرض للاعتقال في بداية الاستقلال مع عدد من أطر المقاومة وجيش التحرير. ولجأ مبكرا إلى الجزائر، ثم انتقل إلى فرنسا، وساهم في تأسيس منظمة 23 مارس. وأسس بعد عودته إلى المغرب منظمة العمل الديمقراطي الشعبي سنة 1983 التي تولى مهمة الأمين العام لها. وباسم المنظمة انتخب نائباً في البرلمان عن إقليم شتوكة أيت باها. وساهم سنة 1992 في تأسيس الكتلة الديمقراطية وفي توحيد شتات اليسار سنة 2002 بتأسيس حزب “اليسار الاشتراكي الموحد” وفيه تخلى عن منصب الأمين العام واكتفى بموقع الرئيس؛ فكونه ينحدر من عائلة ميسورة، هذا ما جعل سياسته غير مبنية على حب السلطة والمال، حيث إنه كان ومازال مخلصا لوطنه وهذا يتجلى في كونه حارب من أجل الاستقلال، وناضل بعد الحصول عليه في تقدم وازدهار البلد من الناحية التنظيمية وذلك بتأسيس مجموعة من الأحزاب.

حرف طيلة مساره بحسن خلقه وابتعاده عن الأضواء وزهده في المناصب ونضاله المستميت ضد الطغيان والتسلط، ويُحسب له أنه حاول مرارا وتكرارا أن يجمع بين الرفاق اليساريين في حزب موحد، ولكن يبدو أن حلمه لم يتحقق، حيث أسلم روحه إلى بارئها دون تحقيق ذلك.

الناس/الرباط

 

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

أترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.