أفادت وكالة المغرب العربي للأنباء (ومع) الرسمية، مساء الخميس، أن مختلف المواقع الإلكترونية التابعة لها تتعرض، منذ يوم الاثنين المنصرم، لهجوم إلكتروني لحجب الخدمة من نوع (DDOS)، والذي تسبب في العديد من الاختلالات التي جعلت الولوج إليها صعبا.
ولا يمكن تفسير هذا الحادث الخطير خارج سياق التوترات الجيو– سياسية التي تثقل كاهل المنطقة، والتي تعكسها شدة هذا الهجوم السيبراني ضد مؤسسة عمومي، وفق ما ذكرت الوكالة في قصاصة على أحد مواقعها.
تتعرض مختلف المواقع الإلكترونية التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، منذ يوم الاثنين المنصرم، لهجوم إلكتروني لحجب الخدمة من نوع (DDOS)، والذي تسبب في العديد من الاختلالات التي جعلت الولوج إليها صعبا.https://t.co/uOncA4OCSk pic.twitter.com/lP3dgzd7RV
— Agence MAP (@MAP_Information) February 16, 2023
وقد لاحظ مهندسو الوكالة تدفقا هائلا للغاية، أدى إلى تشبع النطاق الترددي للروابط الإلكترونية لهذه المواقع، قبل إخطار المركز المغربي لليقظة والرصد والتصدي للهجمات المعلوماتية (MACERT) التابع للمديرية العامة لأمن نظم المعلومات.
وفور ملاحظة الهجوم، أحدث مهندسو وكالة المغرب العربي للأنباء خلية أزمات رفقة شركائهم لتلافي التعطل الكامل للمواقع، وكذا لتعزيز التدابير الأمنية الموضوعة للتعامل مع الاضطرابات المحتملة.
يشار إلى أن هجوم حجب الخدمة يعد استهدافا معلوماتيا يروم تعطيل الخدمات الإلكترونية ومنع المستخدمين الشرعيين للخدمة من الولوج إليها استخدامها.
ويأتي هذا الهجوم الإلكتروني على الوكالة المغربية الرسمية بعد أيام قليلة من تعرض وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية (واج) لهجوم إلكتروني، سارعت إلى اتهام المغرب مباشرة بالوقوف وراء ذلك، دون أن تذكر تفاصيل بهذا الخصوص، لكنها أكدت يوم الأحد الماضي، في تغريدة على تويتر، أن “موقعها تعرض لهجمات سيبرانية أدت إلى حجبه مؤقتا”، مشيرة إلى أنه “اتضح أن هذه الهجمات مصدرها إسرائيل والمغرب وبعض مناطق أوروبا”.
وبعكس المغرب الذي لم يتهم اليوم ولا في السابق عند تعرضه لهجمات مماثلة، أية جهة صراحة، وإن أشارت الوكالة الرسمية إلى أن “الحادث الخطير يأتي في سياق التوترات الجيو– سياسية التي تثقل كاهل المنطقة”، فإن الطرف الآخر الجزائر لم تكن المرة الأولى التي تتهم فيها المغربَ باستهدافها بهجمات سيبرانية، فقد سبق لوزير الاتصال الجزائري السابق عمار بلحيمر أن قال، في فبراير من عام 2021، “نعلم أن نظام المخزن جنّد مئات العملاء على مستوى العالم الافتراضي للهجوم على الجزائر، ونعلم جيدا مصدر تواجدهم من خلال ما تتيحه لنا التكنولوجيا العصرية”.
وكانت جريدة “الناس” الإلكترونية قد تناولت سابقا موضوع الحرب السيبرانية الدائرة رحاها بين المغرب والجزائر، وكشفت كيف أن قراصنة، من الجانبين، يتبنون الهجمات صراحة، ويتوعدون بالقيام بغيرها، متبادلين التحذيرات.
ويستمر التوتر بين الجزائر والمغرب، على إثر إقدام الأولى قبل نحو سنتين على قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الثانية، من جانب واحد، ثم أتبعت القرار بقرار منع تحليق الطائرات المغربية المدنية منها والعسكرية فوق أجوائها، دون أن يقف النظام الجزائري عند ذلك، وأقدم في تصعيد آخر على إنهاء العمل بأنبوب الغاز الممتد من الجزائر نحو أوروبا عبر المغرب، بينما اشتدت الخطابات الرسمية والإعلامية الجزائرية في بداية الأزمة مهددة بالحرب ضد المغرب، قبل أن تخفت هذه الخطابات بعد إبرام المغرب اتفاقيات أمنية وعسكرية مع إسرائيل قبل سنة.
عبدالله توفيق