للاستغلال الإعلامي.. البوليساريو تعترض على زيارة العثماني لمدينة الداخلة

0

يبدو أن جبهة البوليساريو وبعد الإخفاقات والضربات التي تلقتها على الصعيدين الدولي والإقليمي، في ما يخص تزايد الدول الساحبة لاعترافها من كيانها الوهمي، تريد الرهان على جوانب أخرى تهم الداخل الوطني للمغرب من قبيل إما التنديد باستغلال المملكة لخيراتها البحرية والبرية المتواجدة بالأراضي الجنوبية الصحراوية، أو تحريض من يسمون انفصاليي الداخل للقيام بأعمال تخريبية تماما كما حدث مساء أول أمس الجمعة عندما اندلعت أحداث عنف مباشرة بعد تتويج الجزائر باللقب الإفريقي، حيث تم رشق قوات الأمن بالحجارة وترديد شعارات انفصالية، أو من خلال التنديد بزيارات المسؤولين المغاربة للمناطق الصحراوية إسوة بزياراتهم لباقي ربوع المملكة.

في هذا السياق وجهت قيادة جبهة البوليساريو رسالة احتجاج إلى الأمين العام الأممي أنطونيو غوتيريس، إثر الزيارة التي يقوم بها هذه الأيام رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، إلى مدينة الداخلة، وهي الرسالة التي تدخل ضمن بروباغندا البوليساريو للترويج الداخلي وامتصاص غضب صراويي مخيمات تندوف.

وجاء في رسالة من يدعى “ممثل جبهة البوليساريو” لدى الأمم المتحدة سيدي محمد عمار، “أنه بناءً على تعليمات من سلطاتي، أود أن أنقل لكم إدانة جبهة البوليساريو القوية للزيارة التي يقوم بها رئيس الحكومة المغربية إلى مدينة الداخلة في الجزء الواقع تحت الاحتلال المغربي غير الشرعي من الصحراء الغربية”.

وأكد القيادي الانفصالي أن زيارة المسؤول المغربي إلى “الصحراء الغربية المحتلة تشكل انتهاكاً للقانون الدولي وخرقاً خطيراً للوضع القانوني الدولي للإقليم كإقليم خاضع لتصفية الاستعمار وتحت المسؤولية الكاملة للأمم المتحدة ، كما أنها تعتبر دليلاً على استمرار المغرب في سياسته التصعيدية مما سيضاعف من حدة التوتر في الإقليم ويزيد من تفاقم الوضع على الأرض”.

وخاض القيادي الانفصالي في رسالته الطويلة في معطيات تاريخية محرفا الكثير منها عن صحتها من قبيل تذكير الأمين العام الأممي بأن محكمة العدل الدولية “قد أثبتت بوضوح ضمن رأيها الاستشاري حول الصحراء الغربية لعام 1975 أنه لم توجد قط أي رابطة سيادة إقليمية بين الصحراء الغربية والمغرب أو موريتانيا”، بينما ذاك الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية قد أكد على وجود روابط بيعة بين سكان الصحراء والسلطان المغربي.

كما رجع القيادي في البوليساريو إلى التذكير بقرار محكمة العدل التابعة للاتحاد الأوروبي، في حكمها الصادر في 21 ديسمبر 2016، بأن الصحراء الغربية تتمتع “بوضع منفصل ومميز” بحكم مبدأ تقرير المصير فيما يتعلق بأي دولة بما في ذلك المملكة المغربية، وهو القرار الذي أصبح لاحقا كأن لم يكن بعدما أقرت المحكمة ذاتها أن البوليساريو لا يمثلون الصحراويين وهم ليست لهم صفة تمثيلهم أمام المحتكم الأوروبية وغيرها، كما ان المفوضية الأوروبية تجاهلت مثل هذا المناوشات القانونية وجدت اتفاقية الصيد البحري والتجاري مع المملكة المغربية، وسط امتعاض وحسرة قيادة البوليساريو وبعض النشطاء الاوروبيين الذين نما فتئوا يستغلون هذه الورقة لكسب المزيد من الأموال، من باب أنهم يمثلون لوبي يخدم القضية الصحراوية ويتلى اموالا طائلة من المخابرات الجزائرية الداعمة لأطروحة الانفصال.

وكان رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، أشاد يوم أمس السبت من مدينة الداخلة، بالمؤهلات البشرية والطبيعية لجهة الداخلة وادي الذهب، باعتبارها ثاني أكبر جهات المملكة وتسجل نسبة من أعلى نسب معدلات التنمية البشرية بين جهات المغرب، وأعلى نسبة في الناتج الداخلي الخام السنوي للفرد حيث يبلغ 40000 درهم (المعدل الوطني 27403 درهم)، كما تتميز الجهة بنسبة مرتفعة على مستوى معدل النشاط.

وأشار العثماني، في كلمة افتتاحية، أثناء اللقاء التواصلي لأعضاء الحكومة بفعاليات جهة الداخلة وادي الذهب، يوم السبت، إلى ما حظيت به الجهة من التفاتة مولوية سامية من حيث بلورة والشروع في تنفيذ برنامج النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية.

وأكد أن هذا البرنامج بوأ الأقاليم الصحراوية مكانة ريادية على مستوى المسار التنموي الوطني، وجعلها قاطرة وقنطرة عبور تنموي إقليمي إلى أفريقيا، موضحا أن الكلفة الإجمالية للعقد البرنامج لتنمية جهة الداخلة-وادي الذهب وصلت إلى أكثر من 22 مليار درهم لإنجاز 149 مشروعا.

وذكر العثماني، ببعض تلك المشاريع، ومن بينها ربط مدينة الداخلة بالشبكة الوطنية للتيار الكهربائي 2372 مليون درهم، تثمين ست مناطق للصيد البحري بكلفة 1443,72 مليون درهم، ومشروع تحلية مياه البحر من أجل سقي 5000 هكتار بالجهة بـ 1305 مليون درهم، وبناء ميناء الصيد الجديد بالمهيريز بـ 242 مليون درهم، وتوسيع الطرق الرابطة بين الداخلة وبوجدور بـ 187,8 مليون درهم.

ناصر لوميم

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

أترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.