لم يذكر الحكم الذاتي.. وزير خارجية مدريد يستفز المغاربة باسبانية سبتة ومليلية عشية اجتماع مغربي اسباني رفيع في الرباط

0

في تصريح أقل ما يمكن وصفه به هو أنه “مستفز”، أكد وزير الخارجية الاسباني خوسيه مانويل ألباريس على أن كلا من مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين هما “اسبانيتان” ولا يحتاجان للتصديق عليهما من طرف أي كان، وبخصوص الصحراء لم يتحدث المسؤول الاسباني عن مقترح الحكم الذاتي الذي كانت مدريد أعلنته سابقا، ولكنه أكد أن موقف اسبانيا لم يتغير بهذا الأمر، وأنها تدعم جهود الأمم المتحدة لحل النزاع.

وشدد وزير الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون، خوسيه مانويل ألباريس، على أن سبتة ومليلية اسبانيتان، وبالتالي ليس من الضروري للمغرب أن يشهد على ذلك في القمة التي سيعقدها البلدان يوم الخميس (غدا) في الرباط.

ونقلت وكالة “أوروبا بريس” الاسبانية، عن المسؤول الاسباني قوله: “لا يتعين على أي دولة أن تصدق على إسبانية سبتة ومليلة ولا بلد الوليد أو برشلونة أو سانتياغو دي كومبوستيلا، فهي إسبانية (..)”، مؤكدا ذلك بشكل قاطع، عند سؤاله عما إذا كانت هذه القضية ستدرج في اتفاق الإعلان الذي تخطط له الحكومتان (المغربية والاسبانية) وستوقعان عليه في القمة المرتقبة الخميس.

وخلال حدث نظمه نادي “سيغلو الحادي والعشرون” (el Club Siglo XXI)، أصر ألباريس على أن اللغة الإسبانية للمدينتين المتمتعتين بالحكم الذاتي ليست موضع نزاع من قبل أي شخص، وبالتالي “لن نطلب من أي شخص التصديق على شيء واضح”.

وأضاف، بهذا المعنى، تمت الإشارة إلى إعادة فتح الحدود البرية “بشكل طبيعي” مع سبتة ومليلية، وأيضًا إلى حقيقة أنه تم إجراء اختبار تجريبي، يوم الجمعة الماضي، لإعادة فتح جمارك مليلية وفتح منطقة جديدة في سبتة، حيث لم تكن موجودة حتى الآن، إنه شيء “تاريخي”.

وبخصوص هذا الموضوع أكد المسؤول الاسباني، أن القمة المقررة ستعمل على وضع التصور للافتتاح النهائي للجمارك، مع التطلع إلى تجنب “أشياء معينة من الماضي”، مثل ما يسمى بالتجارة غير المنظمة.

وشدد ألباريس على أن “هناك صورا لا نريد أن نراها مرة أخرى، لا في حركة الناس ولا في حركة البضائع”، لأنها “لا تستحق الكثافة والارتقاء اللذين نريد أن نعطيهما لعلاقاتنا”، منوها إلى أن كلا من إسبانيا والمغرب يريدان أن يكون مرور الناس والبضائع “منظمًا وتدريجيًا”.

من ناحية أخرى، دافع وزير الخارجية الاسباني عن أهمية الاجتماع رفيع المستوى المقرر يوم الخميس في الرباط، وهو الأول منذ ثماني سنوات، مشيرًا إلى أنه سيجمع وزراء أكثر من أي وقت مضى، وسيسمح بتوقيع ما يصل إلى عشرين اتفاقية.

وأشارت مصادر حكومية يوم الاثنين إلى أنه سيكون هناك أخيرًا اثنا عشر وزيراً، سيرافقون رئيس الوزراء بيدرو سانشيز إلى الرباط، ومن بينهم، كما ذُكر سابقًا، لن يكون هناك أحد من حزب “متحدون نستطيع” (بوديموس) (يساري راديكالي).

وهكذا، فإن حضور النائب الأول للرئيس، نادية كالفينيو، والثالثة، تيريزا ريبيرا، وكذلك وزراء الخارجية خوسيه مانويل ألباريس، والعدل بيلار لوب، والداخلية فرناندو غراندي مارلاسكا، والنقل راكيل سانشيز، والتربية والتعليم بيلار أليجريا، والتجارة والصناعة رييس ماروطو، والزراعة والثروة السمكية لويس بلاناس، والثقافة ميكيل إيسيتا، والعلوم ديانا مورانت، والإدماج خوسيه لويس إسكريفا.

وبحسب وكالة “أوروبا بريس” فقد كان الوزير ألباريس قد أعلن بالفعل أن الوزراء الذين لديهم قضايا لمناقشتها مع نظرائهم المغاربة سيتوجهون إلى الرباط. وبهذا المعنى، أوضحت المصادر الحكومية التي تم التشاور معها، أنه في حالة وجود اتفاق للحقائب التي يتولاها أعضاء بوديموس فإن البارس مؤهل تمامًا للقيام بالتوقيع بدلا عنهم، وبالتالي التقليل من غياب وزراء بوديموس.

ودافع الباريس عن حاجة إسبانيا للتوافق “بأفضل طريقة ممكنة” مع المغرب، وهو أمر مفهوم جيدًا في سبتة ومليلية وجزر الكناري والأندلس.

وبهذا المعنى، أشار إلى أن الهدف الرئيسي للقمة هو ضمان “إقامة هذه العلاقة على أسس أكثر صلابة”، وأنهم “يتجنبون تلك الأزمات التي يبدو أن إسبانيا والمغرب تمُران بها كل هذه السنوات”.

وبالمقابل، فقد أراد ألباريس أن يوضح، مرة أخرى، على الرغم من عدم ذكر الجزائر صراحة، أن إسبانيا ترغب في إقامة علاقات جيدة مع جميع جيرانها، وأن هذه العلاقات تقوم على “الصداقة والمنفعة المتبادلة والاحترام المتبادل”.

أما بالنسبة للصحراء، فقد أشارت المصادر الحكومية (..) إلى أنها لن تكون موضوعًا في الإعلان المشترك، حيث سبق ذكرها في إعلان 7 أبريل بعد اجتماع سانشيز والملك محمد السادس والوزراء. موقف الحكومة لا يزال على حاله، وفق ما نقلت “أوروبا بريس”.

وأكد وزير الخارجية أن ما تريده إسبانيا هو “المساعدة في حل النزاع”، الذي استمر قرابة خمسة عقود، وبالتالي يدعم جهود الوساطة بين الأطراف التي يقوم بها المبعوث الأممي الخاص للصحراء ستيفان دي ميستورا.

متابعة/ عبدالله توفيق

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

أترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.